مقربون من بوتفليقة يؤكدون تفنيده إشاعات عزمه توريث الحكم لشقيقه

جدل في الجزائر حول أنباء عن عزم شقيق الرئيس إطلاق حزب سياسي

الرئيس الجزائري بوتفليقة وشقيقه سعيد، يحيّيان المؤيدين غداة انتخابات الرئاسة الأخيرة في أبريل الماضي، في مقر حملة انتخابات بوتفليقة في حي حيدرة بالعاصمة (أ.ب)
TT

نقلت مصادر مطلعة عن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قوله لمقربين منه إنه لا يمانع في أن يؤسس أصغر أشقائه ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، حزبا جديدا لكنه حرص على التأكيد أن ما يجري تداوله في أوساط سياسية، حول رغبة مفترضة لديه لتوريث الحكم لشقيقه، «كلام ناس لا يعرفون الجزائر جيدا».

وذكرت نفس المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس يرى أن السعيد بوتفليقة «يملك الحق في إنشاء حزب سياسي، كأي مواطن جزائري تتوفر فيه الشروط التي يحددها القانون». وقال أيضا إن شقيقه لم يحدثه في موضوع إنشاء حزب مفترض تتعاطى معه الصحافة المحلية هذه الأيام، ولا إن كان المشروع المحتمل يحضر له بمفرده أم معه أشخاص آخرون.

ونقل عن الرئيس أنه سيبقى بعيدا عن هذا المشروع «إذا قدِر له أن يكون»، حيث قال: «جميع الجزائريين يعلمون أن حزبي هو جبهة التحرير الوطني، فقد قلتها لما وصلت إلى الحكم (1999) ولا زلت أكررها بعد 10 سنوات، إن الحزب الذي تربيت في أحضانه وتعلمت فيه السياسة هو جبهة التحرير الوطني». وأكد بوتفليقة، حسب المصادر نفسها، أنه لا يملك أية رغبة في توريث الحكم لشقيقه السعيد بوتفليقة. ونقلت عنه قوله: «إن ما يثار حول هذا الموضوع كلام ناس لا يعرفون الجزائر جيدا ولا طبيعة الجزائريين، فقد انتخبني الشعب في ثلاثة استحقاقات وهو من يزيحني من الحكم ويختار شخصا آخر إذا أراد ذلك، أما أن أسعى لأفرض عليه رئيسا فهذا لن أفعله لأني أحترم شعبي، ثم إن الجزائر ليست بلدا يورَث فيه الحكم».

لكن اللافت في موقف الرئيس أنه لا يقول إنه يعارض أو يؤيد احتمال ترشح شقيقه السعيد، 53 سنة، لخلافته. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رجال أعمال كبار قريبين من شقيق رئيس الجمهورية، هم الذين أوحوا إليه بفكرة تأسيس حزب خلال الفترة التي سبقت التحضير لترشح بوتفليقة لولاية ثالثة، وتحديدا خلال العام الماضي. وهؤلاء هم الذين وفروا مصادر تمويل حملة بوتفليقة في انتخابات أبريل (نيسان) 2009 وانتخابات 2004 التي حقق فيها فوزا كبيرا. وكان السعيد يشرف بنفسه على تسيير الأموال وعلى كل صغيرة وكبيرة تعلقت بترشح شقيقه، بما فيها ظهوره في وسائل الإعلام.

ويذكر وزير سابق وقيادي في «جبهة التحرير» رفض نشر اسمه، أن السعيد «رقم فاعل في السياسة في ظل حكم أخيه، ولن أكون مجانبا للحقيقة إذا قلت لك إنه يضع في ذهنه احتمال أن يكون خليفة شقيقه. ومن أهم ميزات هذا الرجل أنه يتحاشى الأضواء وهذا من أسرار قوته، وهو يدرك أنه لو ظهر إلى العلن كأن يمارس مسؤولية رسمية، سوف يجلب لنفسه عداوات».

ومعروف عن أستاذ الإعلام الآلي بالجامعة سابقا، أنه يساري يميل إلى الأفكار التروتسكية وهو جانب برز بوضوح في معارك سياسية خاضها في الجامعة لما كان عضوا قياديا في نقابة الأساتذة الجامعيين، وهي تجربة أعطته ثقة كبيرة في النفس. لكن خلافا لزملائه النقابيين كان يتحاشى الظهور في الصحافة.