المالكي والقادة الأكراد يدعون برهم صالح إلى التريث في الاستقالة.. ومعصوم الأبرز لخلافته

رئيس التحالف الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»: لم أوافق بعد على تعييني نائباً لرئيس الوزراء

أكراد يسجلون أسماءهم في سجل الناخبين بمكتب مفوضية الانتخابات بمدينة أربيل أمس (إ.ب.أ)
TT

في الوقت الذي أفادت تقارير عن أن الدكتور برهم صالح، نائب رئيس الحكومة العراقية، قد قدم استقالته للتفرغ لقيادة القائمة الكردستانية في الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان، التي من المتوقع إجراؤها في الخامس والعشرين من شهر يوليو(تموز) المقبل، أكد احد مساعدي صالح أن صالح لم يقدم استقالته بعد وانه لم يستقل حتى الآن.

وقال احد المساعدين الإعلاميين المقربين من صالح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «نائب رئيس الحكومة العراقية عرض على القيادة الكردستانية، خاصة قيادة المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، كما عرضها على رئيس الحكومة نوري المالكي، وقد اقترحت القيادة الكردستانية، وقيادة الاتحاد الوطني، وكذلك رئيس الحكومة العراقية على صالح التريث في تقديم الاستقالة».

وأشار مساعد صالح، الذي رفض نشر اسمه، إلى أن «صالح لا يزال يؤدي أعماله ونشاطاته وبرامجه كنائب لرئيس الحكومة، ولم يتغير أي شيء في هذا الصدد».

وبشأن موضوع التريث بعرض صالح لاستقالته، أوضح مساعده، أن «هذا الموضوع مرهون بحسم بعض الملفات العالقة، التي يشتغل عليها نائب رئيس الحكومة، خاصة الملفات الاقتصادية التي تتعلق بالاستثمار، وموضوع العهد الدولي حول العراق الذي يضطلع به صالح، وكذلك يتعلق بسير العملية السياسية عراقيا، وسير الانتخابات البرلمانية كردستانيا، وبنتائج هذه الانتخابات».

وحول من سيخلف صالح في منصب نائب رئيس الحكومة في حالة استقالته، قال مساعد نائب رئيس الحكومة العراقية، إن «ابرز المرشحين لهذا المنصب هو الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس الكتلة الكردستانية في مجلس النواب (البرلمان) العراقي».

وأكد المساعد الإعلامي لصالح، أن «برهم صالح هو المرشح الوحيد من قبل قيادة المكتب السياسي للاتحاد لرئاسة حكومة إقليم كردستان، حيث هذه الرئاسة هي من استحقاق الاتحاد هذا العام، حسب الاتفاقيات المبرمة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، وهو أيضا رئيس القائمة الانتخابية للاتحاد، التي ستخوض الانتخابات متحالفة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، للحصول على أكثر الأصوات للوصول إلى برلمان إقليم كردستان».

وأضاف مستطردا، أن «صالح وقيادة إقليم كردستان منشغلون بتوفير الأجواء الديمقراطية؛ لتتم عملية الانتخابات بكل سلاسة وشفافية»، مشيرا إلى انه من المبكر الآن الحديث عن رئاسة حكومة الإقليم، لكن مع ذلك فان لصالح برامجه في الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد والاستمرار في عملية إعادة بناء مدن الإقليم».

ووصف علاقة صالح مع نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم الحالي، بأنها «علاقة صداقة وأخوة متميزة، إذ ينظر صالح إلى بارزاني باعتباره الأخ والصديق الأكثر قربا، وحتى خلال سنوات الاختلاف بين الحزبين، فان صالح وبارزاني كانا متعاونين من اجل فض النزاعات وعدم تعكير الأجواء بين عموم العراقيين عامة والكرد خاصة».

من جهته، لم ينف الدكتور فؤاد معصوم، رئيس التكتل الكردستاني في البرلمان العراقي ترشيحه لإشغال منصب نائب رئيس الحكومة العراقية خلفا لصالح، وقال «أنا لا أزال أفكر بهذا العرض، الذي سيتم مناقشته من قبل قيادة المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وحتى الآن لم أقرر سواء القبول أو الرفض، وهذا الموضوع منوط بالقيادة وبي، وسيتم حسم هذا الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة»، مشيرا إلى أن «الدكتور برهم صالح لا يزال يمارس دوره كنائب لرئيس الحكومة العراقية، وان القانون العراقي لا يمنع في أن يكون صالح رئيسا لقائمة الاتحاد الوطني الكردستاني للانتخابات البرلمانية في الإقليم، وان يبقى في منصبه، لكن الموضوع سيتغير عندما يتم اختيار صالح رئيسا لحكومة إقليم كردستان، فعند ذاك يجب أن يتفرغ لمهماته الجديدة».

وأكد معصوم، أن «صالح هو المرشح الوحيد من قبل الاتحاد الوطني ليكون رئيسا لحكومة الإقليم، وسيبقى كل شيء مؤجلا حتى ظهور نتائج انتخابات برلمان الإقليم»، معبرا عن اعتقاده بان «تحصل القائمة الكردستانية التي تضم الحزبين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على أكثر من 70% من أصوات الناخبين في إقليم كردستان».