باريس ترسخ وجودها بكردستان.. عبر مدرستين

تخطط لافتتاحهما في أربيل والسليمانية.. وتهدف إلى تخريج تلامذة بأربع ثقافات

TT

في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات التاريخية بين فرنسا وإقليم كردستان العراق، من المقرر أن يتم الإعلان رسميا عن افتتاح مدرستين فرنسيتين ابتدائيتين في مدينتي أربيل والسليمانية مطلع الأسبوع المقبل.

وقال الدكتور دلشاد عبد الرحمن، وزير التربية والتعليم في حكومة الإقليم، إن «الإعلان الرسمي عن افتتاح المدرستين سيتم خلال مراسم خاصة تقام بالمناسبة في أربيل خلال الأسبوع المقبل، حيث ستفتح بعد ذلك أبواب المدرستين أمام التلاميذ لتسجيل أسمائهم فيهما».

وتابع عبد الرحمن في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإشراف على المدرستين سيتم من قبل وزارة التربية والتعليم الفرنسية ومنظمة سيكيوليرتي الفرنسية غير الحكومية مباشرة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية في الإقليم، التي تتولى بدورها تأمين المباني والمستلزمات المدرسية الضرورية، إضافة إلى منحهما التراخيص الرسمية».

وأوضح وزير التربية، أن الدراسة في المدرستين ستبدأ رسميا في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، مؤكدا أنهما تندرجان ضمن المدارس الأهلية العديدة الموجودة في الإقليم، التي تتقاضى أجورا مقابل عملية تعليم التلاميذ. غير أنه أضاف، أن حكومة الإقليم ستقدم الدعم المادي للمدرستين لتسهيل مهمتهما.

وبخصوص المناهج الدراسية التي ستدرّس في المدرستين، قال وزير التربية، إن «المناهج هي نفسها التي تدرس في المدارس الفرنسية، لكن وزارة التربية في الإقليم ستضيف إليها بعض المواد الدراسية المتبعة في مدارس الإقليم مثل اللغة الكردية والعربية والتاريخ والجغرافية، وستكون الشهادات الدراسية التي يحصل عليها تلاميذ المدرستين مطابقة لشهادات مدارس فرنسا نفسها». منوها إلى أن روضتي أطفال فرنسيتين ستتبعان المدرستين كمرحلة تمهيدية لإعداد التلاميذ لغويا، ويقتصر فيها القبول على الأطفال من سن 4 ـ 10 سنوات ثم المرحلة الابتدائية، وتليها المرحلة المتوسطة.

من جانبه، وصف الدكتور فريدريك تيسو، القنصل الفرنسي في اربيل افتتاح المدرستين بأنه «جسر وطيد من شأنه تعزيز العلاقات بين بلاده وإقليم كردستان وتحقيق المزيد من التقارب بين الشعبين الصديقين الكردستاني والفرنسي».

هذا ومن المقرر أن يوقع وزير التربية في الإقليم مذكرة تفاهم خلال الأسبوع المقبل مع منظمة ميسون لايك فرانس، التي تشرف على العشرات من المدارس الفرنسية في أكثر من 38 دولة في العالم، بما فيها الولايات المتحدة، وذلك إيذانا بتدشين المدرستين رسميا في اربيل والسليمانية، اللتين تحتضنان عددا آخر من المدارس الأميركية والتركية، التي تتبع مناهج دراسية باللغة الانجليزية مثل مدارس ميديا وجونير وايشق وصلاح الدين وغيرها. وقال القنصل الفرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن افتتاح المدرستين يأتي بعد فتح القنصلية الفرنسية في إقليم كردستان، والغاية منه «ترسيخ موقع فرنسا في العراق». وأضاف، أن «الكادر التدريسي سيكون فرنسيا بالنسبة إلى اللغة الفرنسية» مشيرا إلى أن «المواد الدراسية ستكون وفق البرنامج التربوي الفرنسي». وتابع تيسو، أن «اللغات المستخدمة ستكون الكردية والعربية والفرنسية والانجليزية، على أن يتولى التدريس أساتذة بلغاتهم الأم»، مشيرا إلى أن «الهدف من ذلك تخريج تلامذة يتقنون أربع لغات، أي أربع ثقافات».