ميتشل يبحث مع الإسرائيليين تجميد البناء الاستيطاني وتخفيف القيود على الفلسطينيين

أكد أن إدارة أوباما لن تستطيع التعايش مع الحصار

TT

في الوقت الذي تعاظمت فيه الدعوات داخل الحلبة السياسية الإسرائيلية لتحدي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب مطالبته بوقف الاستيطان وقبول رؤية الدولتين، حرصت الولايات المتحدة على طمأنة تل أبيب عبر سلسلة من الإعلانات الصادرة عن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي التقى أمس بعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين. فعندما وطأت قدم ميتشل مطار بن غوريون أصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل بيانا نفت فيه بشدة التصريحات التي نسبتها صحيفة «معاريف» الإسرائيلية لميتشل اتهم فيها إسرائيل بالكذب وتهديده لإسرائيل بتعامل يختلف عما عهدته من الولايات المتحدة حتى الآن. وفي مطلع لقائه بالرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس حرص ميتشل على تلاوة بيان مكتوب على مسامع الصحافيين، شدد فيه بشكل خاص على أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يتزعزع وأنها تقيم معها علاقات تحالف متينة لن تتغير ولن تمس أبدا. وفي ما يمثل طمأنة لليمين الإسرائيلي أشار ميتشل بشكل مباشر إلى يهودية إسرائيل، حيث قال إن الولايات المتحدة تؤيد إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية. ورد بيريس بالقول إن الطرفين متفقان في عظم القضايا بما في ذلك الاستيطان، والخلاف هو حول البناء الاستيطاني لسد حاجات التكاثر الطبيعي وحتى هذه يمكن التغلب عليها. وأكد بيريس، أن الظروف الحالية في العالم فتحت فرصة تاريخية لتحقيق السلام في هذه المنطقة «ولن نسامح أنفسنا إذا أضعناها». وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن حرص ميتشل على مغازلة إسرائيل يأتي في إطار محاولة إدارة أوباما التأثير على فحوى الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو الأسبوع المقبل ومن المتوقع أن يتحدث فيه عن مواقف حكومته من القضايا السياسية، مؤكدة أن هذا هو الهدف الرئيس من زيارة ميتشيل الحالية.

يذكر أن نتنياهو تحدّث الليلة قبل الماضية هاتفيا مع أوباما، وأخبره بأنه سيُلقي خطابا مهما الأسبوع القادم، يتحدث فيه عن خطة سلام إسرائيلية في المنطقة، ووعد الأخير بأن يُصغي إلى كلمة نتنياهو. واتفق الاثنان على تقوية العلاقة بينهما. والتقى ميتشل بكل من وزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. لكن لم يصدر أي بيان رسمي بعد اللقاءين. واختتم زيارته لإسرائيل بلقاء ليلي مطول مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وسيلتقي اليوم مع رئيسة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني. ثم ينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). ودخل ميتشل في تفاصيل الالتزامات الإسرائيلية للمرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق، وفي مقدمتها تجميد البناء الاستيطاني وتخفيف القيود الإسرائيلية على حياة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأضاف إليها بندا يتعلق بالحصار على قطاع غزة، مؤكدا أن إدارة الرئيس باراك أوباما لن تستطيع التعايش مع هذا الحصار.

ووجه ليبرمان قبل لقائه بميتشل انتقادات مبطنة لسياسة الإدارة الأميركية بما يتعلق بتسوية الصراع مع الفلسطينيين. وخلال إفادة أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس قال ليبرمان إن هناك محاولة لقلب سلم الأولويات بشكل ضار وأنه «يتوجب أولا ضمان الأمن ثم بناء الثقة، وبعد ذلك استثمار الجهد والوقت في التسويات السياسية». واعتبر ليبرمان أن المشكلة الأولى التي تواجهها إسرائيل حاليا هي الرأي العام العالمي، مدعيا أن الانطباع السائد لدى الرأي العام العالمي لا يعكس حقيقة إسرائيل.

وفي نفس الوقت كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب أمس أن أوباما طمأن وزير الدفاع إيهود باراك أنه ليس واردا له العمل على إسقاط حكومة نتنياهو. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنه يستشف من اللقاءات التي أجراها باراك مع كل من أوباما ونائبه جوزيف بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي وليام جونز، بالإضافة إلى ميتشل «أن الأميركيين معنيين بالاستعانة بباراك لجسر الهوة مع حكومة نتنياهو.

وحسب الصحيفة أوضح الأميركيون لباراك، أنهم لا يتوقعون أن ينتشر السلام عقب الإعلان عن قبول حل الدولتين، أو عند وجود نية إسرائيلية لتجميد الاستيطان، يباشرون بإخلاء النقاط الاستيطانية غير المرخصة. ونقلت «هآرتس» عن نتنياهو قوله لمقربيه إن أوباما، يسعى لمواجهة مع إسرائيل، إرضاء للعرب. وحسب نتنياهو فقد تولد لديه هذا الشعور عقب خطاب أوباما في القاهرة الخميس الماضي، مشيرا إلى أن تطوير العلاقة بين الولايات المتحدة والدول العربية سيكون على حساب إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يخشى أن يطلب أوباما من إسرائيل الالتزام بالانسحاب إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.