«مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني» تصنف الانتخابات بـ«الأفضل في تاريخ لبنان»

كارتر وصفها بالسليمة وأمل أن تؤدي إلى تشكيل حكومة متجانسة

الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، مجتمعا أمس برئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

سجلت «مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني» التي شاركت في مراقبة الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان الأحد الماضي، مجموعة من الإيجابيات التي سبقت ورافقت العملية الانتخابية، ومنها استكمال المجلس الدستوري وحياد السلطة المشرفة عليها، معتبرة أنها الأفضل في تاريخ لبنان. كما سجلت سلبيات، أبزرها التهويل على مرشحين وتحيز في تقسيم الدوائر الانتخابية. في حين اعتبر رئيس «معهد كارتر للديمقراطية ومراقبة الانتخابات» الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، أن الانتخابات اللبنانية «كانت رائعة وسليمة وقانونية». وأمل أن «تفضي إلى تشكيل حكومة متجانسة تعمل لمستقبل لبنان».

في مؤتمر صحافي عقدته «مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني» أكد رئيسها أنطوان سالم أن «الانتخابات النيابية لعام 2009 هي الأفضل بين غيرها من الانتخابات في تاريخ لبنان منذ عام 1920». وأعلن عن «مجموعة من الإيجابيات سجلت قبلها وبعدها، وهي: استكمال عضوية المجلس الدستوري، تجرد السلطة المشرفة على الانتخابات وحياديتها، محاولة جدية للتعريف بالمرشحين عبر وسائل الإعلام والبرامج السياسية، مع العلم أن بعض هذه الندوات اتسمت بالعنف الكلامي، وقد تم استدراكها بمقابلات فردية خلت من المصادمات الكلامية، إحالة عدد من وسائل الإعلام على محكمة المطبوعات لمخالفتها أحكام قانون الإعلام والإعلان الانتخابيين، إجراء الانتخابات في يوم واحد، استعمال الحبر الذي يجنب تعدد التصويت، إلغاء البطاقة الانتخابية واستبدالها بالتذكرة الشخصية (بطاقة الهوية) أو جواز السفر العادي الصالح، استخدام أكثر من عازل في القلم الواحد وبمواصفات جيدة، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية السير والانتقال إلى مراكز الاقتراع مع تأمين الغطاء الجوي، اعتماد مبدأ حرم لمراكز الاقتراع أزيلت عنه كل الشعارات الحزبية ومكبرات الصوت وأبعد عنه مندوبو اللوائح، التمكين في الإشراف على ديمقراطية الانتخابات إلى جانب المؤسسات المحلية، ومنها مؤسسة كارتر والمعهد الديمقراطي الوطني وبعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات. الإفساح لعدد كبير من الشبان والشابات والجامعيين وإعدادهم للإشراف على العملية الانتخابية، السرعة في إحصاء الأصوات، السرعة في إعلان النتائج، وضبط حالات كثيرة من الرشاوى والبطاقات المزورة وإحالة مرتكبيها إلى القضاء».

أما السلبيات التي سجلتها المؤسسة فهي: تقسيم بعض الدوائر الانتخابية بشكل متحيز لمصلحة بعض الفئات، عدم وضوح معايير الهيئة الوطنية للإشراف على الدعاية الانتخابية واتخاذها أحيانا إجراءات اعتباطية، إحجام عدد لا يستهان به من المقترعين عن القيام بواجب الاقتراع بسبب الانتقال إلى أماكن يعتبرونها غير آمنة، حدوث أكثر من إشكال أمني مع عدد من المرشحين أدى إلى رجوع عدد من المقترعين إلى منازلهم، عدم إجراء الانتخابات على بعض المقاعد بسبب التزكية، ما أسقط حقا أصيلا من حقوق الإنسان، تلكؤ وتأخير في بعض عمليات الاقتراع، التضييق والتهويل على المرشحين أحمد الأسعد ورياض الأسعد وباسم السبع، زجر بعض المواطنين أثناء توجههم إلى أماكن الاقتراع، إحجام النسوة عن الترشح وانخفاض عدد المنتخبات.

وقدمت المؤسسة بعض التوصيات ومنها: تخيير المقترع بين الانتخاب في مكان الإقامة ومكان السكن، اقتراع المغتربين في السفارات اللبنانية في بلاد الاغتراب، منع إقامة مهرجانات انتخابية خارج لبنان، وخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة.

هذا، وكان الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في دائرته في المصيلح (جنوب لبنان). وقال عقب اللقاء ردا على سؤال عن انطباعاته ورأيه في مسار العملية الانتخابية: «لكوني كنت مراقبا لمسار العملية الانتخابية التي جرت في لبنان. أنا فخور جدا بالشعب اللبناني على الرغم من كل الظروف الصعبة التي مر بها. فقد استطاع اللبنانيون أن ينجزوا الانتخابات بطريقة رائعة وسلمية وقانونية ورسمية وبمشاركة كثيفة. ونأمل أن يفضي ذلك إلى تشكيل حكومة متجانسة تعمل من أجل مستقبل لبنان والسلام، وأن يعم السلام المنطقة، خاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضمان حقوق الفلسطينيين، وإنهاء معاناتهم في غزة والضفة الغربية. هذا ما أتمناه من هذه الانتخابات».

من جهته، قال بري ردا على سؤال: «تذكيرا، قبل الانتخابات بـ36 ساعة وفي مقابلة تلفزيونية، قلت إن الانتخابات مصيرية للدول الأجنبية. أما بالنسبة إلى اللبنانيين فهي علامة جمع ووحدة. ولاحظوا أن الانتخابات حصلت على الرغم من كل شيء. وأؤكد مرة ثانية أن الانتخابات علامة وحدة. وهذا ما تبين من خلال تصريحات كل الأطراف من دون استثناء».

وتحدث كارتر عقب زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس عن «الحاجة إلى إصلاحات في القانون الانتخابي» مبديا ارتياحه إلى «مسار العملية الانتخابية». وقال: «لقد قابلت الرؤساء والقادة (اللبنانيين). وكلهم يوافقوننا الرأي بوجوب تحقيق المزيد من الإصلاحات الانتخابية. وسنقدم مقترحاتنا، ونتطلع إلى المستقبل، حيث تأتي الانتخابات حاملة تمثيلا أكبر للشعب، علما أن خطوات كثيرة، مثل الاقتراع السري وسن الاقتراع وحق المرأة، مهمة جدا لتحقيق ذلك».

كذلك التقى كارتر رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري وعرض معه سير العملية الانتخابية.