من الأفضل حظا.. ربات البيوت أم مديرو الشركات؟

TT

تشتكي ربات البيوت من القلق والإرهاق بسبب ما يقمن بأدائه من مهام يومية بحكم عملهن اليومي، وتصل هذه النسبة إلى 90 في المائة مقارنة بنسبة الثلث فقط من مديري أكبر الشركات الألمانية الذين أشاروا إلى أن مهامهم اليومية تتسبب في إحساسهم بالقلق والإرهاق. وفيما اعترف ثلث المديرين التنفيذيين لتلك الشركات العملاقة مما يعانونه صحيا ونفسيا من جراء إدارة تلك المؤسسات فإن 9 من كل 10 ربات منزل أشرن إلى أنهن يواجهن بشكل أو آخر نوعا من أنواع التوتر بسبب إدارة منازلهن وواجبات والتزامات تلك المهمة ومشاغلها. وأكدت 4 من كل 10 منهن أنهن يخشين أن يؤثر ذلك القلق على صحتهن. جاء ذلك ضمن دراسة حديثة أجرتها شركة التأمين الصحي الألمانية الضخمة «تيكنيكر كرانكنكازر».

وكانت السيدات قد أرجعن إحساسهن بقلق متزايد يوما بعد يوم بسبب انخراطهن المتواصل سعيا وراء إدارة أحسن لميزانية الأسرة، والقيام بمتطلبات كل فرد من أفرادها وتقديم احتياجاته على احتياجاتهن الذاتية، بالإضافة لجهد خارق لحلحلة ما يطرأ من مشاكل بسبب الأطفال ولإرضاء الزوج، هذا بالإضافة لإحساسهن المتعاظم بأن كل تلك المجهودات لا تقيم التقييم المطلوب بل دائما ما ينظر الزوج لزوجته غير العاملة وكأنها محظوظة بما تستمتع به من راحة ووقت فراغ. ليس ذلك فحسب، بل تؤمن العينات أن المجتمع بأسره يتهاون في تقييم دورهن ويستسهله عند مقارنتهن بمن يعملون باعتبار أن ربة المنزل عاطلة، ومما يزيد الطين بلة اعتقاد الصغار أن أبناء العاملات أوفر حظا.

هذا وكانت نتائج دراسة أخرى أجرتها مجلة الأوبئة وصحة المجتمع الصادرة من جامعة لندن قد دعمت من أوجه المقارنة بين ربات البيوت والمديرين التنفيذيين في كل من الوظيفتين، ولعظم وحجم المهام الموكولة، وبصورة تتواصل يوميا مع متغيرات ومداخلات من أطراف متعددة ذات صلة مباشرة ووثيقة. وفيما ينعم المديرون بترقيات وتحفيز، فإن ربات المنازل قلما ينلن ما يطمحن في الحصول عليه. هذا وكانت الدراسات قد أشارت إلى خطورة إهمال الشكوى المتفشية بين ربات البيوت من إحساس بآلام في الظهر والمفاصل ووجع رأس وقلق في النوم، مما قد يؤدي لمشاكل صحية أكثر فداحة بما في ذلك الإحساس بالإرهاق التام.