مهرجان «المشمش» يروج للتراث الفلسطيني ويجتذب مئات الزوار

الفلسطينيون يقيمون أيضا مهرجان الخس والتين كل عام

رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يزور مهرجان «المشمش» («الشرق الأوسط»)
TT

أنهي الفلسطينيون هذا الأسبوع مهرجان «المشمش» الذي أطلقوه في قرية جفنا، شمالي رام الله، التي تشتهر بالمشمش «المستكاوي» الذي يُعتبر أفضل أنواع المشمش وأغلاها ثمنا. وقال سامر مخلوف مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: «ثمرة المشمش هي هوية وتراث.. وأردنا أن نحيي هذا التراث».

ويمتاز المشمش المستكاوي أو «البلدي» بأنه يحمل لونين، وقال مخلوف: «خد أحمر وخد أصفر، إنه جميل جدا».

وأقيم المهرجان هذا العام ضمن إحياء فعاليات «القدس عاصمة الثقافة العربية»، وبحسب مخلوف فإنه «المهرجان رقم 17». وكان المهرجان أطلق منتصف الثمانينات، لكنه توقف أكثر من مرة إبان الانتفاضة الأولى والثانية.

ويعتبر مخلوف أن «الإقبال هذا العام جيد وكبير لكنه أبدا ليس مثل سنوات ما قبل الانتفاضة»، وأوضح: «ما زالت الحواجز الإسرائيلية تعوق حركة الناس في الضفة».

ويرى منظمو المهرجان أن له أهدافا أخرى، غير الترويج للمشمش، وقال مخلوف: «أردنا تعريف الناس بالقرية، وأردنا تنشيط السياحة الداخلية، وإحياء جوانب ثقافية». وتخلل حفل افتتاح المهرجان، عروض من الدبكة الشعبية على وقع الأغاني التراثية. وعرضت فرق فنية وفلكلورية أغاني ودبكات وفقرات خاصة للأطفال. كما استضاف المهرجان فرقة «ترشيحا» للموشحات والغناء العربي. وحضر الافتتاح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وقال إن المهرجان يمثل البعد الثقافي والتراثي للقضية الفلسطينية، ويحقق الترابط بين مكوناته السياحية.

واعتبر فياض أن المهرجان «هو من الطرق التي من خلالها نوصل رسالة إلى العالم بأن في فلسطين شعبا مصمما على البقاء على هذه الأرض ومصمما على الحياة». ويريد فياض من القرى والبلدات الفلسطينية أن تبتدع مهرجانات ثقافية لتنشيط الحياة الثقافية والسياحة الداخلية، وعلى غرار مهرجان المشمش في جفنا، فهناك مهرجانات أخرى سنوية في الضفة الغربية، بينها مهرجان الخس في قرية أرطاس، قرب بيت لحم، ومهرجان التين في بلدة تل قرب نابلس. وقال فياض: «الرسالة التي أحاول أن أوصلها إلى الناس أن الحضور مهم جدا.. ونشجع على تنظيم مثل هذه المهرجانات في كل المناطق».

وتدفق المئات من أهل القرية والمناطق المجاورة إلى ساحة المعرض الذي اشتمل على صناعات مختلفة، ومزروعات ومطرزات ومأكولات الشعبية وتحف من خشب الزيتون إلى جانب طهي مربى المشمش أمام الجمهور.

وقال يحيى نافع، الذي ذهب مع أسرته للتسوق، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت فرصة مهمة للتسوق وفرصة أخرى للعودة إلى تراثنا. إنه خليط جميل». ولاقت زاوية يصنع فيها رائد الخطيب لوحات فسيفساء ترمز إلى الأماكن التاريخية في فلسطين، استحسانا كبيرا، وقال محمد الرجوب: «إنه عمل ممتع للغاية».

أما الخطيب فقال: «نحن نعمل بشكل يدوي كما في السابق». وقال جابي نعيم ممثل المؤسسات الراعية للمهرجان إن تنظيم المهرجان، جاء ليثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني قادر على العطاء، ومهرجان المشمش هو مهرجان الانتماء إلى الأرض والوطن، ويمثل حلم الاستقلال والدفاع عن الأرض من خلال التمسك بتراثنا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتعتبر قرية جفنا، إحدى أكثر القرى الفلسطينية التي تزرع المشمش، وأمس باع المزارعون نحو 1500 كيلو فقط للزوار.

وقال مخلوف: «مشمش جفنا المستكاوي، هو أجمل المشمش شكلا، وأكثره فائدة وأطيبه طعما». وتابع: «إنه المشمش الفلسطيني».

ويبدأ موسم المشمش في فلسطين في 5 يونيو (حزيران) وينتهي في 20 يونيو (حزيران)، ويستخدم الفلسطينيون تعبير «جمعة مشمشية» في توصيف أي حالة إيجابية يعتقدون أنها لن تدوم طويلا.