أكراد إيرانيون: الحياة متوقفة في كرمانشاه والباسيج تنفذ اعتقالاتها ليلا

TT

قال إيرانيون وصلوا العراق من المناطق الكردية الإيرانية إن المدن الإيرانية ذات الأغلبية الكردية شهدت احتجاجات على نتائج الانتخابات الإيرانية وإن الحياة شبه متوقفة فيها صباحا وإن عناصر الباسيج يشنون حملات اعتقالات ليلا.

وقال منصوري جعفري (33 عاما) من أهالي مدينة كرمانشاه كبرى مدن إقليم كردستان في إيران، لدى وصوله إلى مدينة السليمانية شمال العراق، إن «أغلبية سكان المدينة انضموا إلى الجماعات المعارضة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وخرجوا إلى الشوارع تعبيرا عن رفضهم لتلك النتائج وللسلطة الحاكمة بشكل عام». وتابع جعفري أن «شوارع كرمانشاه الرئيسة مغلقة منذ ثلاثة أيام، كما أن أصحاب الحرف والمحال التجارية يواصلون الإضراب عن ممارسة العمل منذ نحو أسبوع تأييدا للمظاهرات الدامية في طهران». وقال: «لقد رفع المتظاهرون في كرمانشاه شعارا واحدا يقول: «لا لا وألف لا للدولة الدكتاتورية».

وأكد جعفري أن «الرسالة التي وجهها زعيم العصبة الثورية لكردستان عبد الله مهتدي إلى جماهير الشعب الكردي في إيران عبر وسائل الإعلام لاقت تجاوبا واسعا في كرمانشاه تحديدا وفي العديد من المدن الكردية الأخرى، وقد خرج الأكراد إلى الشوارع في المدينة التي دعا مهتدي سكانها إلى أن يكونوا أول المبادرين لدعم التظاهرات».

وقال جعفري إن «خمسة من المواطنين الكرد سقطوا حتى الآن برصاص قوات الأمن والباسيج في التظاهرات التي عمّت كرمانشاه هم امرأة وأربعة من طلاب جامعة كرمانشاه، كما قُتل ثلاثة من عناصر القوى الأمنية على أيدي المتظاهرين، وإن عناصر الأمن والمخابرات الإيرانية تشن حملة اعتقالات منظمة في أثناء الليل في صفوف أهالي المدينة وخصوصا الشباب بذريعة المشاركة في التظاهرات والتحريض على العنف، لكنها في الأساس تبحث عمن تتشبه في انتمائهم إلى قوى المعارضة الكردية».

وقال جعفري إن وسائل الإعلام الرسمية في إيران لا تذكر إطلاقا الأرقام الحقيقة للقتلى الذين يسقطون من الجانبين، وقال إن قوى الأمن باتت تفقد سيطرتها على الأوضاع يوما بعد آخر، موضحا أن «ميدان أزادي وساحة تقاطع الطرق المؤدية إلى منطقتَي جوانسير ووكيل آغا وهما أشهر ساحات ومناطق كرمانشاه، ما برحت مغلقة، وقد توقف حركة الحياة الاعتيادية فيها على نحو تام».

أما سوران بوكاني (28 عاما، من سكان بلدة بوكان التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية في إيران) فقد أكد أن سكان البلدة يتظاهرون أيضا، مشيرا إلى أن الأوضاع في بوكان أشبه إلى حد كبير بالأوضاع في كرمانشاه ومهاباد.

وقال بوكاني إنه «في يوم الأحد الماضي حين غادرتُ بوكان انضمّ سكان مدن سنه وأورميه وديواندر ومهاباد ونغده إلى جموع المتظاهرين، وقد علمت من شهود عيان غادروا مدينة سنه أن معظم مفاصل الحياة قد شُلّت تماما في المدينة بسبب الإضرابات المستمرة على غرار بلدة نغده، وأن قوات الجيش والأمن الإيرانية تفرض طوقا مُحكَما على مداخل ومخارج المدن الكردية على نحو خاص وتبحث عن عناصر مطلوبة من قبلها».

إلى ذلك، قال أبو عبد الله الخزرجي، من مدينة الأحواز، الذي وصل مدينة النجف في زيارة لضريح الإمام علي، إن «الأوضاع حاليا في إيران أفضل من السابق خصوصا في مدينة الأحواز التي لم تشهد أي اضطرابات أو تظاهرات، بل أهالي المدينة واقفون مع جميع قرارات الحكومة وخصوصا بعد خطبة المرشد الأعلى السيد الخامنئي الذي قطع كل الآمال أمام أنصار موسوي».

أما محمد علي أرجمند (من مدينة شادكان الإيرانية) فقال إن «الوضع الأمني والاقتصادي مستقر حاليا في إيران وخصوصا المناطق البعيدة عن العاصمة طهران». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مناطقنا تؤيد قرار الحكومة الإيرانية وتحترم رأي علماء الدين ولديها ثقة كبيرة في ما تفعله الجهات الحكومية والدينية»، وأكد أرجمند أن «لا مخاوف منع الزائرين من المجيء إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة أو إغلاق الحدود بل قوافل الزوار تنتظر دورها في دخول العراق».

أما أبو محمد (من مدينة طهران) فقال إن «الأوضاع في العاصمة طهران قد يشوبها بعض التخوف والقلق من خلال خروج التظاهرات فيها بين الحين والآخر»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «من حق أنصار موسوي التظاهر والتعبير عن آرائهم في عملية الانتخابات التي جرت في الأسبوع الماضي، لكن أن تندس ما بينهم عناصر خارجية مدفوعة من قِبل دول تريد تدمير ما بنته منذ أكثر من ثلاثين سنة على يد السيد الخميني، فهذا لا نقبله، وسوف نحاربه بكل ما نستطيع»، مؤكدا أن «الخاسر الوحيد هو المواطن الإيراني في كل ما يحصل من توترات بين القادة السياسيين، وعليهم التوحد وقول الكلمة الواحدة التي تبعث الاطمئنان في نفوس الإيرانيين المتخوفين جدا من هذه الأوضاع».

فيما قال محمد موسوي (من مدينة قم) إنه وصل من إيران قبل أيام والزوار متواصلون بين العراق وإيران ولا توجد أي عقبات بين الحدود، مشيرا إلى أن «الأخبار التي تُنقَل من طهران قد لا تؤثر على مدن أخرى لكنها تشعر الآخرين بالقلق، فلربما انفجر الوضع أكثر وامتد إلى مدن أخرى».