مجلة «الطبيب الألماني» ترجح إخضاع جاكسون لعملية تقشير جلد صقيعية

طبيب: قلل هذا مناعته الجسدية.. وكان سبب ارتدائه للقفازات والأقنعة

TT

يري البروفسور غيرهار ساتلر، الاختصاصي في الأمراض الجلدية، من عيادة «روزنبارك» في دارمشتادت (جنوب)، أن مايكل جاكسون حاول قدر الإمكان تحوير شكله ومظهره الخارجي ليلائم معايير الجمال الأميركية السائدة عن الفنان. وعلى هذا الأساس فقد فضل خيار «قصر» لون بشرته على حساب صحته.

وذكر ساتلر للصفحة الإلكترونية من مجلة «الطبيب الألماني» أن المغني والراقص الشهير أخضع نفسه لسلسلة عمليات قصر لون وتجميل أدت إلى ابيضاض بشرته وهبوط أنفه إلى الأسفل. وأدى القصر الشديد للخلايا الملونة في البشرة إلى جعل بشرة الفنان حساسة كثيرا للضوء، كما أنها قللت مناعته الجسدية، وكانت هذه التطورات سبب ارتدائه الدائم للقفازات والأقنعة الواقية من الجراثيم والضوء.

وأشار الطبيب إلى أن نزوع جاكسون للتنكر من بشرته وشعره وأنفه جعلته يخضع نفسه لأكثر من 50 عملية تجميل وعدد أكبر من هذا من جلسات قصر الخلايا الملونة بتعريضها إلى درجات برودة تقل كثيرا عن الصفر.

ورجح ساتلر أن يكون جاكسون قد نجح في قصر لون بشرته بواحدة من ثلاث طرق معروفة في عالم التجميل اليوم. الطريقة الأولى: مجازة في ألمانيا، ويستخدم الطبيب فيها مادة هيدروكينون القاصرة، الثانية: باستخدام التقشير تحت درجات حرارة منخفضة (صقيعية) Cryopeeling therapy، والطريقة الثالثة: باستخدام «التقشير الكيميائي» «Chemical Peeling. والطريقتان الأخيرتان مسموح بهما في ألمانيا لمعالجة الأمراض الجلدية فقط.

وحسب متابعة الطبيب لمايكل جاكسون من خلال التقارير والصور والأفلام، وسرعة تحوله اللوني، فالمرجح هو أن جاكسون أخضع نفسه لعمليات تقشير تصقيعية Cryopeeling جسدية شاملة.

ويستخدم الطب طريقة التقشير الصقيعية لإزالة البقع والنقط السوداء أو الملونة من على البشرة ولا تستخدم لتغيير لون البشرة بأكمله. وكمثل، فإن آلاف الناس يستخدمون هذه الطريقة لإزالة النقط البنية التي تظهر على البشرة، خاصة على الوجه واليدين، بتأثير تقدم العمر. لكن استخدام هذه الطريقة لتغيير لون البشرة بأكملها يضر بالبشرة، فهو يدمر قدرات صبغة الميلانين على تجديد نفسها، ويؤدي بالتالي إلى ظهور حساسية الجلد من الضوء، مما يزيد مخاطر تعرض الإنسان لسرطان الجلد.

واعتبر ساتلر العملية التي أجراها مايكل جاكسون فاشلة لأنها أدت إلى عواقب ظهرت بعد سنوات وأخرى لم يكشف عنها بعد. فلون المغني الجديد، خاصة في الوجه واليدين، كان قبيحا واضطره أخيرا للاختفاء عن الأنظار طويلا. وتظهر الصور والأفلام أن بشرة مايكل كانت رقيقة جدا أقرب إلى لون البرص، وتبدو الأوردة والشرايين من خلالها، مع وجود بعض الندب واختفائها بين فترة وأخرى، وكان وجهه مضببا وشاحبا مثل ورق البيرغامنت.

ويرى ساتلر أن العمليات التي أخضع جاكسون نفسه لها تستدعي الطبيب النفسي لا الجراح التجميلي. فتغيير لونه، وإن جرى في مجتمع يضطهد الأكثرية السوداء، غير مبرر. واعتبر الطبيب صور جاكسون الصغير، قبل القصر، أجمل بكثير منها بعد عمليات التقشير الصقيعية، كما أن منحنى حياته لم يستمر في الارتفاع وإنما مال إلى الأسفل وانتهى بوفاته المباغتة لأسباب قد تتعلق بوضع نفسه تحت رحمة تقدم طبي وعلمي لا يمكن التكهن بنتائجه.

يستخدم «القصر» بواسطة مادة هيدروكينون لتخفيف لون البشرة الناجم عن اضطراب صبغة الميلانين. وهي حالات قد تقع بسبب اختلال لون البشرة بين اليد اليمنى واليسرى، بسبب اضطرابات الحمل الهرمونية عند النساء، أو عند التعرض غير المنتظم لأشعة الشمس أو بسبب مضاعفات الأدوية. إلا أن التوصل إلى تغيير شامل في اللون يتطلب استخدام المادة يوميا ولمدة سنة أو سنتين. والطريقة تسبب حلقات سوداء حول العينيين كما أن مركبات الهيدروكينون تحرق البشرة عند التعرض لأشعة الشمس.

وتستخدم طريقة التقشير الصقيعي سائلا باردا جدا، أو غازا مسيلا بدرجات حرارة منخفضة (ـ 190 مئوية) جدا لقتل خلايا الميلانين (الميلانوسايت). والطريقة هذه لا تقتل خلايا البشرة الأخرى، لأن الميلانوسايت هي الوحيدة الحساسة لدرجات الحرارة المنخفضة. والطريقة معروفة منذ أكثر من 100 سنة والمعروف عنها أنها سهلة الاستعمال، لكنها لا تخلو من مضاعفات. والمضاعفات هي حدوث الندب، موت البشرة، الحساسية من الضوء والأمراض السرطانية.

وفي طريقة التقشير الكيميائي تستخدم أحماض طبيعية لتغيير لون خلايا البشرة الفوقية (القشرة)، إلا أن الوصول إلى نتائج قصر سريعة وجدية تتطلب استخدام حامض تريكلور TCA. والحامض الأخير قوي ومؤثر ويقصر لون الجلد بأكمله إضافة إلى ما تحت البشرة أيضا. وتستخدم المضادات الحيوية بكثرة في هذه الطريقة بهدف ضمان عدم حدوث التهابات وتقرحات.

ومن المحتمل أن مايكل جاكسون أخضع نفسه لطريقة مزدوجة تستخدم القصر بواسطة التصقيع والحامض الكيميائي، وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات غير محسوبة.