مع إطلالة الصيف تبحث أغلب النساء والفتيات عن طلة جديدة تساير بها الموضة، فتغير من قصة شعرها أو لونه، أو تحاول قدر الإمكان أن تكتسب بشرة بلون البرونز، رغم طرقه المحفوفة بالمخاطر، خاصة حمامات الشمس الصناعية أو التعرض الطويل لأشعة الشمس.
ففي تقرير جديد لأبحاث السرطان في بريطانيا تزايدت محاذير الأطباء والخبراء من مخاطر التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وأشار التقرير إلى أن سرطان الجلد هو الأكثر شيوعا بين النساء، خاصة في العشرينيات من العمر، وأنه من المتوقع أن تزداد حالاته بنسبة 70 في المائة خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة. وأكد التقرير أيضا أن هناك 100 حالة وفاة سنويا بسبب سرطان الجلد الناجم عن عشق اللون البرونزي.
ومن خلال تحليل عدد من دراسات أبحاث السرطان التي قامت بإجرائها منظمة الصحة العالمية، تبين أن الأفراد الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلي 30 عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بنسبة 75%، وذلك أن الجلد في سن مبكرة يكون عرضة للضرر من الأشعة فوق البنفسجية المتسببة في الإصابة بسرطان العيون والمؤدية إلى الشيخوخة المبكرة. هذه المقدمة تعني أنه يجب علينا تغيير الكثير من العادات السيئة التي يلجأ إليها بعضنا في أوقات العطلات الصيفية.
تقول سارة نبيل، مسؤولة علاقات عامة بسلسلة فنادق عالمية،«أعتقد أن الولع بالحصول على اللون البرونزي لا يدفعني للمجازفة واستخدام حمامات الشمس الصناعية، ولكنني أحصل عليه عن طريق بعض الكريمات التي تحقق لي بعض الاسمرار كنوع من تجديد مظهري في فصل الصيف». تتفق معها شيرين رمضان، مرشدة سياحية، فهي تؤكد أنها لا تسعى للحصول على اللون الأسمر، لكن لا مانع لديها من الحصول عليه بطرق طبيعية من خلال التعرض للشمس من وقت لآخر. أما فدوى سامر، طالبة جامعية فتقول: «أعشق اللون البرونزي ولا أعتبر نفسي في فصل الصيف إلا حين أكتسب اللون الأسمر الذهبي. طبعا أعرف خطورة التسمير وأشعة الشمس، لذا ألجأ إلى مستحضرات تعطيني نفس النتيجة، فهذا اللون يعطيني ثقة في نفسي أكثر». وتوجه شاندريلا لوزون، مديرة المنتجع الصحي SPA بفندق فورسيزونز سان ستيفانو بالإسكندرية، عدة نصائح هامة للحصول على اللون البرونزي قائلة، إن «أكثر الطرق شيوعا للحصول على التسمير عن طريق حمام الشمس، ولكن بالنظر إلى التأثيرات المضرة لأشعتها فوق البنفسجية، علينا توخي الحرص بالاحتماء بالكريمات المضادة لها، والتقليل من الوقت الذي نقضيه في التشمس. فلا ينبغي التعرض لأكثر من ساعة في المرة الواحدة. أما إذا كانت الشمس حارة، فيجب أن تقتصر المدة على ثلاثين دقيقة، مع ضرورة إعادة استعمال الكريمات». وتضيف لوزون، أن «استخدام منتجات التسمير الذاتي أصبح أكثر شعبية هذه الأيام، بعد أن أثبتت الاختبارات أنه الطريقة الأسلم». لكنها مع ذلك تنصح بالحرص على اختيار المنتجات المناسبة لبشرتنا كذلك طريقة وضعه على النحو الصحيح.
تتابع لوزون: «انتشرت في الآونة الأخيرة صالونات التسمير الذاتي عن طريق الرذاذ، وهي طريقة سريعة وآمنة للحصول على اللون البرونزي. لكن أياً ما كانت الطريقة علينا أن نتذكر دائما الاحتياطات الكافية والقصوى عندما يتعلق الأمر بالجلد، والبحث دائما عن رأي الخبراء، لأن الجلد أهم وأكثر الأعضاء حساسية للإنسان. وتؤكد مونيكا شتيفان، المسؤولة عن أحد المنتجعات الصحية بشرم الشيخ، أن الأوروبيين بشكل عام يعشقون الشمس، ونظرا لأنهم محرومون منها معظم العام، يسعون إليها بشتى الطرق، خلال العطلات الصيفية. وتتابع مونيكا، «أحذر نزلاء المنتجع من أخذ حمامات الشمس الطويلة، وأنصحهم بألا يجب أن تزيد على ساعة، كما أنبه عليهم باستخدام الكريمات الواقية من الشمس بكميات سخية. أما بالنسبة للأطفال وذوي البشرة الحساسة، فلا يجب أن يقل عامل الحمايةSPF عن 30 ، أما للكبار فلا ينبغي استخدام عامل حماية أقل من 15». من جهته، يقول محمد شبارة، المسؤول عن مبيعات مستحضرات كلارنس الفرنسية بمصر، إنه على الفتيات في العشرينات اختيار كريمات وقاية بدرجة حماية أعلى، لأن بشرتهن تكون أكثر حساسية، بعكس السيدات الأكبر سناً. كما ننصح بكريمات الحماية خلال أخذ حمام شمس وبعده، باستعمال مستحضرات خاصة، كونها تمنع الالتهابات وتساعد في تثبيت اللون البرونزي». وحول النسيج الفسيولوجي لأشعة الشمس، تقول الدكتورة نهى مراد سيد أحمد، أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية: «من الضروري معرفة أن هناك 3 أنواع من أشعة الشمس، والنوع B هو الذي يصل إلينا، لذا يجب الإقلال ما أمكن من التعرض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة عصرا، حيث تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها». وأوضحت أن البشرة تنقسم إلى 6 أنواع، وأن الأكثر عرضه للضرر هي الأنواع من 1 إلى 3، أو ذوات البشرة الفاتحة، لأن البشرة الغامقة تتمتع بحماية طبيعية ضد أشعة الشمس، مشيرة إلى أن حدتها لا تختلف في الصيف عن الشتاء. وشددت على خطورة التعرض لها في سن العشرينات بالذات؛ لأنه يؤدي فيما بعد لسرطان الجلد، خاصة إذا كان هناك «شامات» بالبشرة لسرعة تحولها إلى سرطان، لافتة إلى أن أخطر أنواعه هو «الميلانوما» الذي يظهر في شكل بقع غامقة، فإذا ظهرت البقع وكبرت بسرعة ونتج بها حكة أو دم لا بد من التوجه فوراً للطبيب. وحول طرق الوقاية تؤكد الدكتورة نهى، أن الحماية من الشمس لا تتوقف عند الكريمات الواقية، بل يجب أن ندرك معلومة هامة لا يعلمها الكثيرون، وهي أن الملابس الفاتحة تمتص الشمس وأن الداكنة تعكسها، على عكس ما هو متعارف عليه. وحول ما إذا كان هناك إمكانية للحصول على لون برونزي بطريقة آمنة، تقول، إن كل الطرق ليست مضمونة مائة في المائة، في ظل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي تسبب بها ثقب الأوزون. وحذرت الدكتورة نهى من الكريمات التي تصبغ الجلد أثناء التعرض للشمس، لأنها تعمل على تَحَرُّقه لتعطيه اللون. وحذرت تماماً من اللجوء إلى حمامات الشمس الصناعية، خاصة أنها تقوم على نفس فكرة تسليط الأشعة فوق البنفسجية، ولكن بتركيز كبير على الجسم. وتنصح د. نهى باستخدام كريم واق درجة 50 فيما فوق، مشيرة إلى أنها تماثل درجة 100 في المفعول، مع ضرورة وضعه قبل الخروج من المنزل بنصف ساعة. ومع ذلك لا يجب التعرض للشمس بشكل كبير، مؤكدة أن 15 دقيقة يومياً كافية للحصول على فيتامين «D»، وذلك بالنسبة للأطفال والكبار على حد سواء. وتنصح أيضا بضرورة تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «E» و «C»، كونها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحمي من الإصابة بالسرطان. من المستحضرات التي يمكن أن تمنح الجلد العناية خلال التعرض للشمس، كريم مرطب يضفي على البشرة لمعة برونزية خفيفة وطبيعية ويحتوي على فيتامينات.
يمكن استخدام المستحضر يومياً للوجه والرقبة مع ضرورة غسل اليدين بعد الاستخدام. كما تقدم «لوريال» «سيبليم برونز» «Sublime Bronz» له مفعول مزدوج، فهو يمنح البشرة لونا سريعا كما يعمل على إضفاء لون برونزي يدوم لأيام بشكل تدريجي. ومن ميزاته أيضا، بسرعة جفافه في خلال 10 دقائق تقريباً. ومع انه يناسب البشرة الدهنية، إلا انه لا يناسب صاحبات البشرة الفاتحة، أو لمن لا تبحث عن درجة اسمرار عالية، حيث إنه يمنحك من 4 إلى 5 درجات أغمق من لون بشرتك الطبيعي.
همسة
* الملاحظ في الآونة الأخيرة أن موضة التسمير بشكل واضح وقوي، التي انتشرت منذ فترة على يد مثيلات فيكتوريا بيكام وزوجات لاعبي كرة القدم اختفت ليحل محلها تسمير خفيف جدا، يضفي على البشرة الصحة فحسب، ولا يسعى إلى تلوينها بشكل مبالغ فيه.