21 مهرجانا تُشعل الصيف السياحي في السعودية

يُتوقع أن ينفق فيها نحو 11.9 مليار ريال بزيادة 3% عن العام الماضي * هيئة السياحة لـ«الشرق الأوسط»: تزامن رمضان مع الصيف ميزة إيجابية

21 مهرجانا تشعل الصيف في المدن السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

اشتعلت شرارة السياحة في السعودية بإطلاق 12 مهرجانا سياحيا وترفيهيا، من جملة 21 مهرجانا في مختلف مناطق المملكة، بعنوان موحد «في السعودية صيفنا يجمعنا»، لتستمر خلال أشهر الصيف، مستهدفة نحو 10 ملايين سائح.

وتوقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تشهد حركة السياحة المحلية هذا الموسم نموا بنسبة 3 في المائة، مقارنة بصيف العام الماضي، وبمعدل إنفاق يتجاوز 11.9 مليار ريال، مقارنة بـ11.5 مليار ريال للعام 2008م.

ففي حين انطلقت أول من أمس مهرجانات الرياض للتسويق والترفيه، والخرج السياحي 30، ومهرجان الصيف الجبلي في جازان، ومهرجان الصيف بعنيزة، دشن أمس الثلاثاء مهرجان «حسانا فلة» بالهفوف، وتنطلق اليوم فعاليات مهرجان أبها السياحي، ومهرجان صيف طيبة في المدينة المنورة، ومهرجان «الجوف حلوة» بمدينة سكاكا.

توسط شهر رمضان المبارك للإجازة الصيفية هذا العام قاد إلى إلغاء الحفلات الغنائية وبعض الفعاليات، والاستعاضة عنها بالإنشاد الديني والخيمات الرمضانية والأنشطة الثقافية، وهو ما اعتبره مسؤولون في الهيئة العامة للسياحة والآثار «ميزة» إيجابية، وتغييرا للروتين السنوي الذي تشهده فعاليات الصيف كل عام.

وأكد حمد آل شيخ، مدير عام البرامج والمنتجات بالهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أن تزامن شهر رمضان المبارك مع صيف السعودية ميزة إيجابية، وعلل بقوله «لأنه سيغير الروتين الذي نلمسه كل عام في نوعية البرامج والفعاليات».

وأوضح آل شيخ، أن اللجان المشرفة على فعاليات صيف المملكة في كل منطقة تنظر الآن في كيفية تقديم برامج وفعاليات تتوافق مع طبيعة الشهر الكريم، كالفعاليات العائلية الأسرية والفعاليات، التي تميل للروحانية الرمضانية والبرامج الثقافية الدينية والخيمات الرمضانية والتراثية، وبالنسبة للمدن ذات الحرارة المرتفعة كالرياض وجدة والقصيم فسيكون التركيز في الفعاليات على المراكز المكيفة، وزاد «كنا قد لاحظنا نموا كبيرا في السنوات الماضية لهذه المراكز في العديد من المدن السعودية».

من جهته، يرى محمد بن تركي مله، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية في الباحة، أن رمضان شهر صوم وعبادة، ونحن كمجتمع سعودي نفضل الصيام وقضاء شهر رمضان في المنزل أو مكة، وقال: «العام الماضي حاولنا تمديد مهرجان العسل في الباحة لشهر رمضان المبارك، ولكن كانت تجربة سيئة، حيث لم يكن هناك أي زائر خلال شهر رمضان».

وتشهد مدينة جدة هذه السنة فعاليات ونشاطات كثيرة ومميزة خلال مهرجان «جدة غير30»، الذي سيستمر لمدة 50 يوما، وقال محمد العمري، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية، إن تزامن شهر رمضان وعيد الفطر مع الإجازة الصيفية ميزة جيدة، جعلت مهرجان جدة يستمر لفترة أطول، ويحتوي على العديد من الفعاليات والأنشطة التي تؤثر بشكل إيجابي في حركة السياحة الداخلية، خاصة ان جدة مدينة سياحية قريبة من مكة.

فيما يبين نايف العنزي، مسؤول التسويق في جهاز التنمية السياحية بالرياض، أن تزامن شهر رمضان المبارك مع صيف هذه السنة سيؤثر في بعض مناطق المملكة بشكل سلبي، مثل الباحة وعسير لان أكثر الناس في هذه المناطق يفضلون قضاء شهر رمضان المبارك في منازلهم، بينما في منطقة الرياض وجدة يؤثر بشكل إيجابي، لأنه بالإضافة إلى أنه شهر عبادة، فهو شهر تسويق بالنسبة لطبيعة هذه المناطق وسكانها.

وبحسب تقرير إحصائي صدر عن مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي يعمل منذ تأسيسه عام 2002م على قياس حجم الرحلات السياحية المحلية والوافدة والمغادرة من وإلى السعودية، مستندا إلى توصيات المعايير الإحصائية الدولية الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، والمعتمدة من قبل المكتب الإحصائي للأمم المتحدة، توقع بأن تشهد السياحة المحلية خلال فترة الصيف لهذا العام 2009م نموا مقداره 3 في المائة، مقارنة بصيف عام 2008م، وذلك نتيجة للجهود التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركاؤها في مجالس التنمية السياحية بمختلف مناطق المملكة، للترويج للسياحة الداخلية والتسويق لها.

واعتبر «ماس» أن دخول شهر رمضان المبارك وإجازة عيد الفطر المبارك ضمن موسم الصيف لهذا العام، من العوامل المشجعة لزيادة الحركة السياحية المحلية للصيف هذا العام، وهو ما أكده حمد آل شيخ مدير عام إدارة الإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار بالسعودية.

وفي منطقة الرياض، تنطلق أربعة مهرجانات من مدنها، هي مهرجان الرياض للتسويق والترفيه، الذي يستمر لمدة شهر في العديد من المراكز التجارية، التي تقدم العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والتسويقية، ومهرجان عفيف الترويجي يوم 11 من يوليو (تموز) الجاري ويستمر لمدة عشرة أيام، ومهرجان تمير السياحي الخامس، الذي بدأ يوم أمس ويستمر لخمسة أيام، ثم مهرجان الخرج الذي يستمر أسبوعين. وتشهد منطقة مكة المكرمة انطلاق مهرجان جدة غير 30، يوم 16 الجاري، مشتملا على 220 فعالية متنوعة بين الترفيهية والثقافية والتسويقية وألعاب نارية، وستنطلق الفعاليات المميزة من أبحر الجنوبية، ثم مهرجان الطائف، الذي انطلق بالأمس من مدينة الملك فهد الرياضية لمدة شهر، ويحتوي على العديد من العروض والبرامج الترفيهية والثقافية المتنوعة، ومهرجان سوق عكاظ في الفترة من 14 إلى 27 من الشهر الجاري.

وينطلق اليوم من منطقة عسير مهرجان «أبها يجمعنا»، ولمدة ستة أسابيع بمحاضرة دينية بجامع الملك عبد العزيز بأبها.

وأوضح عبد الله إبراهيم مطاعن، المدير التنفيذي لجهاز السياحة في عسير، أن المهرجان الذي سيفتتحه الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، سيشهد تنوعا في الفعاليات؛ لتلبية رغبات جميع الفئات، حيث ستكون هناك خيمات دينية سياحية ومسابقات ثقافية ومسرحيات للأطفال، وأمسيات وليال تراثية وأوبريت وطني عند افتتاح المهرجان.

وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحية في منطقة عسير، أمين عام المهرجان، عبد الله بن إبراهيم مطاعن، أن مهرجان أبها لهذا العام يأتي في إطار الشمولية وفق توجيهات أمير المنطقة، ومتابعة وكيل الإمارة المشرف العام على المهرجان، المهندس عبد الكريم الحنيني.

وأشار مطاعن إلى أن مهرجان أبها سيشهد تنوعا في الفعاليات وطرق التقديم على مدى ستة أسابيع، ففي الجانب الديني تقام الخيمة الدينية السياحية، التي تشتمل على محاضرات وندوات دينية ومسابقات ثقافية، وتقام في مخيم طريق أبها الخميس، أما الفعاليات الثقافية فستشتمل على مسرحيات للأطفال والمعرض التشكيلي والأمسيات الروائية والليالي التراثية والعروض الشعبية، إلى جانب الأمسيات الشعرية لشعراء المليون وشعراء عسير والعديد من الأمسيات المختلفة، التي تقام جميعها على مسرح المفتاحة، وكذلك معرض الكتاب، الذي يقام في عامه الثامن، والعديد من المسابقات والمعارض والفنون التشكيلية والفعاليات الترفيهية للأسرة والطفل، وألعاب السيرك والسيارات المتوحشة، والاستعراضات المختلفة للحيوانات بحديقة الأندلس وساحة البحار.

وكشف مطاعن، أن المصطافين سيستمتعون كذلك بفعاليات الألعاب النارية، التي تغطي سماء أبها وتنطلق مساء كل جمعة من بحيرة السد بأبها الجديدة، بالتزامن مع عروض الضوء والصوت، وهناك مشاركات محافظات خميس مشيط واحد رفيدة ومحايل وسراة عبيدة والنماص وظهران الجنوب، التي تشمل على عدد من العروض المختلفة. ولفت مطاعن إلى أن الفعاليات الرياضية تشمل بطولة النخبة الدولية لكرة القدم في نسختها الثانية، إضافة إلى البطولة الدولية الأولى للطيران الشراعي، وعروض الطيران الشراعي وتسلق الجبال بمتنزهات السودة وأبو خيال، ودورة المحافظات على كأس أمير منطقة عسير، التي تنطلق الخميس المقبل على ملعب نادي أبها، إلى جانب البطولة الدولية للفروسية وسباق القدرة والتحمل وعروض الفروسية وقفز الحواجز، التي تقام بنادي الفرسان.

وتشهد منطقة الباحة انطلاق مهرجان العسل من مدينة بلجرشي يوم 12 من الشهر الجاري، وحتى 27 منه، ويعتبر مهرجان العسل مهرجانا أساسيا للمنطقة، حيث يقوم النحالون ومنتجو العسل بإقامة بازارات، وكان قد انطلق لأول مرة في العام الماضي، ووصل حجم المبيعات أكثر من مليونين ونصف المليون ريال، وشهد إقبالا كبيرا، أما المهرجان الثاني فهو مهرجان أيام صيف الباحة، الذي يقام لأول مرة في الحادي عشر من يوليو الجاري ويستمر شهرا، وهو عبارة عن مهرجان متنقل في ست محافظات بالباحة بواقع فعالية واحدة في كل أسبوع، تتنوع بين المسابقات والفنون التشكيلية ومسابقات ماراثون المشي، وينتهي المهرجان قبل شهر رمضان بيومين.

وتشهد منطقة نجران انطلاق مهرجان صيف نجران 12 يوليو (تموز) حتى 30 منه، ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات التسويقية والتراثية السياحية بالإضافة إلى أمسيات شعرية وعروض فلكلورية.

وفي المدينة المنورة تستمر فعاليات «مهرجان صيف طيبة» لمدة 30 يوما، وتتركز الفعاليات في حديقة الملك فهد، ويشتمل على مسرح وسوق شعبي وفعاليات للأسرة.

وأوضح الدكتور يوسف حمزة المزيني، المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة، أن مهرجان هذا العام يتضمن عددا من الفعاليات الأسبوعية واليومية للأطفال والعائلات في كل من حديقة الملك فهد ومركز الدخيل، إضافة إلى الخيمة الشعبية والفعاليات المصاحبة لها.

من جهته، أوضح ماهر سنوسي سنيور المدير التنفيذي لتنظيم المهرجانات، أن فعاليات المهرجان، التي سيتم تنظيمها في حديقة الملك فهد تتضمن العديد من المسابقات الترفيهية، ومنها مسابقة صيد السمك ومسابقة رالي الأطفال وقرية الألعاب المائية وقرية الألعاب الهوائية والسيرك، إضافة إلى مسرح الطفل ومسابقات الأطفال بحديقة الحيوان والسوق الشعبي، كما تشمل الفعاليات الشعبية وتشمل الخيمة الشعبية والفنون الشعبية، مشيرا إلى أن المهرجان يتضمن فعاليات نسائية ستنظم بمركز الدخيل، حيث تتوفر الخصوصية التامة للسيدات والمشاركة في الفعاليات، ومنها سوق الأسر المنتجة ومسابقة الطبخ الشعبي ومسابقة تلبيس المنكان، كما تشمل دورة في الرسم ومسرحا للعرائس ورسومات الأطفال وفقرات عن العرس المدني، إضافة إلى مسابقات تراثية ومسابقات ثقافية وسوق شعبي طيلة الفعاليات.

وينطلق مهرجان حائل السياحي لمدة شهر، مشتملا على فعاليات ثقافية وتراثية وترفيهية واستعراضات في مواقع عديدة من حائل. وفي منطقة الجوف ينطلق اليوم مهرجان «الجوف حلوة» بمدينة سكاكا، الذي ينظمه وتستضيفه مدينة الجوف الترفيهية بإشراف جهاز السياحة بالجوف، ويستمر حتى السادس من أغسطس (آب) المقبل وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالجوف، حسين بن علي الخليفة، أن تنظيم المهرجان سيساعد على استقطاب السياح لمنطقة الجوف، التي تتميز بعدد من العوامل التي تهيئها للسياحة بفصل الصيف، حيث تتمتع منطقة الجوف في أجوائها المعتدلة واللطيفة مساء، إضافة إلى أن منطقة الجوف من أغنى المناطق في العالم أثريا ومن أقدمها موطنا، حيث تحتضن الجوف أول منطقة سكنها الإنسان، وهي منطقة الشويحطية فمن أردا أن يمر بالعصور التاريخية منذ ولادة الإنسان يزر الجوف، التي تحتضن أثرا من كل عصر، فهي تحوي العديد من القلاع والمناطق الأثرية ومنها قلعة مارد وقلعة زعبل، وهما قلعتان يندر وجود قلاع بالمملكة تحافظ على هيئتها كقلعتي الجوف. وأكد الخليفة، أن إنشاء عدد من الطرق الحديثة وسكة القطار ستساعد على رفع عدد السياح بالمنطقة، حيث ربط طريق حائل الجوف المنطقة بمناطق المملكة بشكل أكبر، وأصبح الوصول للجوف ميسرا، داعيا الجميع للتمتع بصيف الجوف.

كما تشهد مدينة جازان انطلاق المهرجان الجبلي، مشتملا على العديد من الفقرات المتنوعة للتعريف بمنطقة جازان.

وفي المنطقة الشرقية، تقام العديد من الفعاليات التي تشهدها المنطقة لأول مرة مثل مهرجان«الوجهة شرقية»، الذي انطلق في الخامس من الشهر الجاري ولمدة شهر أيضا، ثم مهرجان السيارات المعدلة، الذي يستمر لثلاثة أيام، كما انطلق مهرجان «حسانا فلة»، الذي يستمر حتى السابع من الشهر المقبل في مدينة الهفوف، ويشهد مهرجان الظهران بطولة الزوارق الشراعية 2009م لمدة خمسة أيام.

منطقة القصيم تشهد انطلاق خمسة مهرجانات من مدن مختلفة، فمن بريدة انطلقت فعاليات مهرجان صيف بريدة، الذي يستمر حتى الأول من أغسطس (آب) تحت شعار «بريدة وناسة»، وانطلقت الفعاليات عبر المسرح المفتوح في مركز الملك خالد الحضاري، حيث تم تطوير وتحديث البرامج والفعاليات، بحيث تخدم كافة الأسرة وتلبي متطلباتهم الترفيهية، وتم توزيع أماكن الفعاليات على 12 موقعا في بريدة. كما ستشهد تنظيم أكثر من بطولة دولية هذه السنة، ومنها ما يعقد لأول مرة على مستوى المملكة، كما تتضمن الفعاليات المهرجان الإنشادي الخامس في المهرجان، الذي يحظى هذا العام بمشاركة منشدين من دول عربية، كما يستضيف المهرجان فرقة طيور الجنة، التي تشارك لأول مرة في السعودية، ومهرجان الصيف بعنيزة لمدة شهر، ومهرجان صيف المذنب، ومهرجان صيف البكيرية، ومهرجان صيف الأسياح.

وأكد الدكتور فهد الجربوع، مدير عام إدارة التسويق بالهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الدولة تنظر إلى هذه المهرجانات على أنها مشروع تنموي اقتصادي متكامل وليست فعاليات أو مهرجانات فقط، وقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى لاستمرار هذه المهرجانات بما يتناسب ويواكب تنامي وتزايد الطلب عليها، وإتاحة فرص العمل لجميع المواطنين في هذه المواسم، مبينا حرص الدولة على استمرارية هذه الفعاليات طوال العام، حيث أصبح لبعض مناطق المملكة خارطة مهرجانات رئيسية سنوية.