برنامج المناصحة حرب فكرية تتوازى مع الحرب الميدانية على الإرهاب في السعودية

النجيمي لـالشرق الأوسط»: ناصحنا كل الذين صدرت بحقهم الأحكام

TT

قبل إصدار القضاء السعودي يوم أمس أحكاما أولية بحق 330 عنصرا من المتورطين في أعمال إرهابية، خضع المقبوض عليهم لبرنامج علمي تربوي نفسي اجتماعي، نفذ بالتوازي مع الحرب الميدانية مع أعضاء تنظيم القاعدة عبر كشف الخلايا النائمة أو العمليات التي يعد لها التنظيم أو عبر كشف وسائل التمويل وترويج الأفكار، شارك في البرنامج الفكري داخل السجون أخصائيون نفسيون وشرعيون واجتماعيون وتربويون لتحليل الأفكار كنوع من الحرب الفكرية التي مارستها الأجهزة الأمنية السعودية مع التنظيم على مدى السنوات الماضية. ونفذ حوالي 100 شيخ وأخصائي نفسي واجتماعي وتربوي برنامج مناصحة للمتورطين في الأعمال الإرهابية حيث ذكر الشيخ الدكتور محمد النجيمي لـ«الشرق الأوسط» أن المتورطين في الأعمال الإرهابية تمت مناصحتهم قبل إحالتهم للقضاء، وأضاف أن البرنامج الذي ينفذ على مستويين، عام وخاص، نجح في إقناع المتورطين في الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها السعودية في التخلي عن أفكارهم الهدامة وقال «ناصحنا أشخاصا شاركوا في عمليات إرهابية معروفة ومن خلال الحجة والدليل أقنعناهم ببطلان حججهم».

وقال النجيمي لـ«الشرق الأوسط» أمس على خلفية صدور أحكام أولية بحق 330 متورطا في الأعمال الإرهابية إن فريق المناصحة أجرى دراسات على المتورطين في الأعمال الإرهابية وكذلك المتأثرين بفكر «القاعدة»، أو أي من الأفكار الجهادية الأخرى، حيث يتم تقييم الشخص المناصح من الناحية النفسية والاجتماعية، موضحا أن الفريق قبل البدء في المناصحة يتأكد من خلو الشخص من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو انفصام الشخصية أو غيرها من الأمراض النفسية، كما يتأكد من أنه لا يعاني من أي مشكلة اجتماعية مثل التأثر دخل أسرته بسبب سجنه أو عدم زيارة أقاربه له خلال فترة السجن، حيث يتم رفع تقرير عن حالة الشخص النفسية والاجتماعية وإخضاعه للعلاج أو تقديم المساعدات والتسهيلات الاجتماعية حتى يخضع للبرنامج وهو خال من المؤثرات التي قد تعيق تحليل أفكاره من قبل المناصحين للوصول إلى النتيجة المرجوة.

وقال النجيمي نبدأ بعد ذلك في تحليل الأفكار التي يحملها الشخص سواء كانت أفكار تنظيم القاعدة أو أفكارا جهادية أخرى، ونبدأ في نقاش عملي هادئ بالأدلة الشرعية، حيث يلتقي فريق المناصحة المكون من شيخين وأخصائي نفسي كل شخص على حدة ويقوم الفريق بإحضار الكتب وتفنيد الأدلة ومقارعة الحجة بالحجة وتوضيح الفتاوى التي يستند إليها، ويقول النجيمي «بعد ذلك يخضع الشخص داخل السجن لبرنامج تعليمي ينفذه عدة أشخاص وذلك عبر دروس في الولاء والبراء ودروس عن الجهاد والتكفير ودور السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وكأنه في مدرسة»، ويرى النجيمي أن البرنامج نجح في إعادة تشكيل الخاضعين له فكريا.

ودافع النجيمي عن دور البرنامج في الحد من فكر «القاعدة» والأفكار الجهادية الأخرى، حيث قال إن نسبة من يعودون لأفكارهم السابقة بعد الخضوع للبرنامج لا تتجاوز الـ2 في المائة، وقال إن البرنامج حظي بشهادة وزير الدفاع الأميركي حيث اطلع على دوره في تحليل ودحر الأفكار الإرهابية. ونقل النجيمي عن مسؤولين أميركيين في الكونغرس مطالبتهم بتعميم البرنامج عالميا والاستفادة من التجربة السعودية في مناصحة الإرهابيين.