جدل حول مبادرة القاهرة لحل الأزمة الصومالية

وزير الخارجية الصومالي نفى وجود «مبادرة مصرية واضحة»

TT

هل طرحت مصر فعلا مبادرة رسمية لحل الأزمة الصومالية؟ وهل سبقت هذه المبادرة اتصالات وتحضيرات غير معلنة سواء مع الفرقاء الصوماليين أو القوى الإقليمية والدولية المعنية بالصومال؟. هذه الأسئلة وغيرها فرضت نفسها على الساحة الصومالية بعدما أعلن في القاهرة على لسان السفيرة منى عمر مساعدة وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية قبل بضعة أيام عن هذه المبادرة. وبعد ساعات من إعلان المبادرة المصرية اتصل الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد هاتفيا بالسفير عبد الله حسن سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية مستفسرا عن الإعلان المصري. وكانت دهشة الشيخ شريف التي نقلها لسفيره في القاهرة مبررة، فالرجل كان لتوه يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت الأسبوع الماضي في مدينة سرت الليبية، ولم يطلعه أي مسؤول مصري على هذه المبادرة على الرغم من أن وفدا مصريا كبيرا (ضم رئيس الحكومة ووزير الخارجية) كان يشارك في القمة بعدما تغيب الرئيس حسنى مبارك في اللحظات الأخيرة.

من جهته، نفى وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر الذي التقى في القاهرة مؤخرا مع مساعدة وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وجود مبادرة مصرية محددة المعالم وواضحة. وقال إن الاجتماع لم يتطرق إلى أي تفاصيل في هذا الشأن، مشيرا إلى أن المحادثات جرت بشكل عام حول كيفية حل الأزمة الصومالية الراهنة وإيجاد حل لظاهرة القرصنة البحرية المستشرية قبالة السواحل الصومالية. ولم يكتف عمر بهذا النفي، بل أكد لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة نيويورك الأميركية التي يزورها حاليا للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقده اليوم مجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الراهنة في الصومال، أن تحقيق السلام والمصالحة لا يتطلب عقد مؤتمرات أو وساطات خارجية لجمع الفرقاء الصوماليين في الخارج على مائدة مفاوضات. وتساءل: «ما حاجتنا إلى مبادرة خارجية بينما جميع المعنيين بالأزمة متواجدون حاليا في داخل العاصمة الصومالية مقديشو». وتابع: «يكفى أن يقوم الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي أو قيادات حركة الشباب الذين يمثلون الجماعات الإسلامية المتشددة التي تسعى للإطاحة بالسلطة الانتقالية التي يقودها الشيخ شريف شيخ أحمد بإجراء مكالمة محلية عبر الهاتف لإبلاغنا برغبته في الحوار». وأضاف: «ثمن هذه المكالمة قد لا يتجاوز 10 سنتات أميركية، وهم ليسوا في حاجة حتى إلى طلب الرقم الدولي 00 قبل إتمام هذه المكالمة.. المسألة بسيطة، ولو كانوا جادين في التفاوض وحل الأزمة لفعلوا ذلك، ونحن مستعدون للتجاوب فورا».لكن يبدو أن وزير الخارجية الصومالي سينتظر طويلا قبل حدوث هذا الاتصال، حيث لا يبدو أن المتمردين الإسلاميين مهتمون بالعرض. وقال مسؤول في الحزب الإسلامي (المعارض) لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا مهتمين بما يطرحه هذا المسؤول أو غيره». وحول المبادرة المصرية المعلنة، قال المسؤول الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي من مكان ما داخل العاصمة مقديشو: «سمعنا بها عبر وسائل الإعلام، لكن ليست لدينا أي تصورات عنها. لم يتصل بنا أحد في هذا الخصوص». وقال مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية، سمير حسني، الذي أطلق تصريحات يرحب خلالها بالمبادرة المصرية، إنه لم يطلع حتى اللحظة على أي مبادرات، معتبرا أن أي جهد عربي يصب في صالح الصومال فإن الجامعة العربية سترحب به فورا. ونفى مصدر رسمي في الجامعة العربية وجود فتور بين الجامعة ومصر أو تحفظات مصرية من أي نوع بشأن دور الجامعة في الصومال.

وقال مسؤول دبلوماسي جيبوتي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «سمعنا بالمبادرة إعلاميا. لم يحدث أي تنسيق مسبق بشأنها مع مصر».