مسؤولون في إسرائيل: باراك لم يقل الحقيقة بالادعاء أن واشنطن وافقت على استمرار بناء 2500 مسكن استيطاني

وزارة الخارجية الأميركية تنفي

عامل بناء في مستوطنة هار حوماه (جبل ابو غنيم) جنوب القدس، امس (أ. ب)
TT

شكك أحد الوزراء الكبار في الحكومة الإسرائيلية، أمس، بما قاله وزير الدفاع، إيهود باراك، حول «التقدم في المحادثات الإسرائيلية الأميركية بشأن استمرار البناء في المستوطنات». وقال الوزير لصحيفة «معاريف» أمس، إن واشنطن لم تتزحزح عن موقفها الرافض لبناء أي بيت في المستوطنات وإن باراك يزرع الأوهام.

وقال هذا الوزير الذي لم تسمه الصحيفة إن باراك يجد صعوبة في الاعتراف بالفشل في مفاوضاته مع السناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ولكن الحقيقة هي أن الإدارة الأميركية أوضحت له أنها غير مستعدة للقبول بأي بناء جديد.

وكان باراك قد تحدث عن تقدم في المفاوضات مع ميتشل، خلال لقائهما في لندن مطلع الأسبوع الحالي. وحسب مصادر مقربة منه، فإن ميتشل وافق على صيغة تقول إن البناء يتوقف لثلاثة أشهر باستثناء البيوت التي بوشر بناؤها. وجرى تقدير هذه البيوت بأنها 700 عمارة تضم 2500 وحدة سكنية، تقوم في المستوطنات القريبة من القدس ومن حدود الخط الأخضر، الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية.

لكن وزارة الخارجية الاميركية نفت امس تقرير صحيفة معاريف. وقال مصدر في الخارجية الاميركية لـ «الشرق الاوسط»: «التقرير في معاريف غير دقيق»، موضحاً: «السناتور ميتشل وباراك اجريا محادثات مثمرة لكن لم نتوصل الى اتفاق». وشدد المصدر الذي لم يكن مخولاً للتصريح باسمه على ان «جميع الاطراف لديها مسؤولية لخلق الاطار الذي سيدعم مفاوضات جديدة ذات معنى يمكن حسمها بسرعة». واضاف: «الخط الاساسي هو اننا نتوقع من جميع الاطراف في المنطقة ان يوفوا بالتزاماتهم، موقفنا انه يجب وقف النشاط الاستيطاني يتماشى مع خريطة الطريق». إلى ذلك، فإن ميتشل سيصل إلى الشرق الأوسط في الأسبوع المقبل وسيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). وسيبحث معهما في إمكانيات استئناف المفاوضات حول مقتضيات السلام الإقليمي، واستئناف المفاوضات الثنائية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وأهم هذه الشروط هو تطبيق بنود المرحلة الأولى من خطة «خريطة الطريق»، وضمنها تجميد البناء الاستيطاني تماما وتفكيك جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة وجمع الأسلحة غير الشرعية.

وتحاول إسرائيل إيجاد صيغة توافقية مع الولايات المتحدة تتيح استمرار البناء الاستيطاني ولو بشكل محدود. فاقترحت تجميد البناء لثلاثة أشهر، قابلة للتجديد وللتمديد وفقا لأجواء المفاوضات الثنائية، على أن يستمر البناء الذي بوشر وبلغ مرحلة متقدمة «بغرض سد حاجات التكاثر الطبيعي». ولكن الإدارة الأميركية تعلن أنها لا تقبل أي حل وسط في هذا الموضوع، مؤكدة أنها تمتلك معطيات واضحة تقول إن هناك مئات الوحدات السكنية الخالية في الضفة الغربية ولا توجد حاجة ملحة للمزيد من البناء، وإنها تصر على تجميد كل بناء استيطاني في جميع المستوطنات بلا استثناء. وتطالب بجهاز مراقبة فعال، يضمن الالتزام بهذه الشروط بشكل صارم. والتقى باراك مع ميتشل ثلاث مرات في غضون الأسبوعين الفائتين فقط للتباحث في هذه المسألة، ويدعي أنه نجح في إقناع الأميركيين بهذه الصياغة.