باكستان تعلن إصابة فضل الله قائد طالبان الباكستانية في وادي سوات

هجومان صاروخيان أميركيان على الحركة في الشريط الحدودي يوقعان 50 قتيلا

باكستاني يحمل مواد غذائية في مستودع برنامج الامم المتحدة للغذاء في ماردان شمال غربي العاصمة اسلام آباد أمس (أ.ب)
TT

نفذت طائرات أميركية بدون طيار هجومين بصواريخ ضد ميليشيا حركة طالبان الباكستانية في الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، مما أدى إلى مقتل 50 شخصا حسب مسؤول باكستاني رفيع.

وأشار المسؤول إلى أن الهجوم الثاني، الذي نفذ بعد ظهر أمس، استهدف قافلة لرجال الميليشيا الطالبانية كانت تتحرك بين معقل زعيم الحركة بيت الله محسود في مدينة مكين في اتجاه بلدة لادها الصغيرة في وزيرستان.

وقال مسؤولون باكستانيون إن 42 شخصا قتلوا في الهجوم الثاني بعدما أطلقت طائرات بدون طيار أميركية 5 صواريخ دمرت السيارات الأربع للقافلة.

وفي الهجوم الأول، الذي نفذ صباحا، استهدفت طائرات بدون طيار أميركية مركز تدريب لحركة طالبان الباكستانية جنوب وزيرستان، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص، بينما دمر مركز التدريب تماما، حسب مسؤولين باكستانيين. وقد صعدت القوات الأميركية في أفغانستان هجمات الطائرات بدون طيار على معاقل طالبان في الشريط الحدودي في وقت متزامن مع الهجوم الذي يشنه الجيش الباكستاني ضد الحركة.

في غضون ذلك أعلن متحدث باسم الجيش أن مولانا فضل الله قائد طالبان باكستان في وادي سوات شمال غربي باكستان أصيب خلال هجوم ضد مسلحين.

وصرح الجنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش، في مؤتمر صحافي في إسلام آباد، أن لديهم معلومات «موثوقة» بأن فضل الله أصيب، إلا أنه لم يدل بمزيد من التفاصيل حول حالة قائد طالبان الباكستانية.

وأضاف «في إحدى الضربات أصيب فضل الله».

ويتهم فضل الله بأنه مهندس تمرد طالبان المستمر منذ نحو العامين في باكستان بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات حيث يشن الجيش الباكستاني معركة منذ شهرين للقضاء على المقاتلين الإسلاميين.

وعرضت باكستان مكافأة بقيمة 50 مليون روبيه (615 ألف دولار) مقابل معلومات تؤدي إلى قتله أو اعتقاله، فيما سرت شائعات لأسابيع مفادها أنه أصيب بجروح بالغة وأنه قد يتم اعتقاله قريبا.

وقاد فضل الله الآلاف من مناصريه المتطرفين الذين قاموا بقطع رؤوس معارضين وإحراق عشرات المدارس ومحاربة القوات الحكومية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2007.

وهو صهر رجل الدين المؤيد لطالبان صوفي محمد، الذي أبرم اتفاقا مع الحكومة لفرض الشريعة الإسلامية في وادي سوات شمل ثلاثة ملايين شخص في فبراير (شباط)، في اتفاق فشل في وقف القتال. وقام مسلحو طالبان إثر ذلك بالتقدم نحو منطقة بونر في أبريل (نيسان) وأصبح مقاتلو فضل الله على مسافة 100 كلم من العاصمة إسلام آباد، فيما أطلقت باكستان هجومها العسكري واسع النطاق في هذه المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن العملية في سوات ومنطقتين أخريين في شمال غربي البلاد على وشك الانتهاء، لكنه أشار إلى أن قيادات طالبان تختبئ في الجبال. وأوضح «نحن نستهدف بانتظام قادة الناشطين لكنهم يحمون أنفسهم على الدوام».

وقال وزير الإعلام الباكستاني، قمر الزمان كايرا، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، إنه تم تطهير المنطقة من «الإرهابيين» لكن بيانا عسكريا صدر أمس أشار إلى استمرار وجود بعض جيوب المقاومة.

ويقول الجيش الباكستاني إنه قتل حوالي 1600 ناشط في العملية بشمال غربي البلاد لكن من الصعب التحقق من هذه الحصيلة.

وفيما تنتهي عمليات سوات، توعد مسؤولو الجيش والحكومة بفتح جبهة ثانية ضد أبرز قائد لطالبان الباكستانية بيت الله محسود، الذي يختبئ في المناطق القبلية الخارجة عن سلطة القانون على الحدود الأفغانية.

وفي أفغانستان تمكن مسلحون من أسر ثمانية من رجال الشرطة أمس في وقت تواصلت فيه المعارك الضارية لليوم الثاني على التوالي في ولاية نورستان الشمالية الشرقية النائية، حسب مسؤول بارز. وأطلق جلال الدين بدر، حاكم ولاية نورستان المحاذية لباكستان، نداء يطلب فيه المساعدة في القتال المستمر الذي أودى بحياة ثمانية من رجال الشرطة و21 من المشتبه بأنهم من طالبان، الثلاثاء. وصرح الحاكم لوكالة الصحافة بأن «القتال مستمر الآن ونحتاج إلى تعزيزات عاجلة» مضيفا «وتم أسر ثمانية من رجال الشرطة».

وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، الجنرال محمد زاهر عظيمي، أن نحو 100 جندي وعشرات من رجال الشرطة يستعدون للتوجه جوا إلى المنطقة. وقال بدر، أول من أمس، إن المسلحين وصلوا من مناطق مختلفة من المنطقة الحدودية، وانضم سكان القبائل الأفغانية إلى رجال الشرطة في محاولة لصد المسلحين في معارك استمرت لساعات.

وتشترك ولاية نورستان النائية بحدود جبلية مع باكستان، حيث يقوم الجيش بحملة قمع تستهدف قواعد المسلحين. وتلقي أفغانستان باللوم على المسلحين المتمركزين في المناطق الحدودية الباكستانية في موجة التمرد المتصاعد. وينتشر نحو 90 ألف جندي أجنبي في أفغانستان يعملون على مساعدة كابول على هزيمة مسلحي طالبان و«القاعدة» المتمردين.