فراتيني: «شروط» إدانة إيران في مجموعة الثماني «غير متوفرة حتى الساعة»

الأزمة الدبلوماسية بين طهران وباريس بسبب اعتقال أكاديمية فرنسية تؤثر على الملف النووي

TT

أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي ترأس بلاده مجموعة الثماني المنعقدة على مستوى القمة في لاكويلا، للصحافيين أمس، أن «شروط» إدانة إيران في القمة «غير متوفرة حتى الساعة». وقال فراتيني إنه «بشأن إيران، سنجد التعبير اللازم. ما يهم هو أن المجتمع الدولي لا يتسامح مع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان». وتُعتبر الأزمة السياسية في إيران والبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل ومسألة تعزيز العقوبات المفروضة على طهران لمنعها من حيازة السلاح النووي، مواضيع هامة مطروحة على بساط البحث في قمة الثماني. وكانت فرنسا وإيطاليا قد قالتا إنهما لا تمانعان في فرض عقوبات جديدة على إيران بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي أعقبها أضخم مظاهرات تشهدها إيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979. لكن رغم عدم ممانعة فرنسا وإيطاليا في تعزيز العقوبات على طهران، فإن روسيا عارضت الفكرة محذرة من تأثيرها السلبي في ما يتعلق بالانفتاح على إيران. كما لم تتحمس ألمانيا والصين كثيرا. يُذكر أن برلين وبكين من كبار الشركاء التجاريين لإيران. ويأتي ذلك فيما اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال مشاركته في قمة الثماني، أنه «من المهم» إجراء حوار مع إيران وكوريا الشمالية لتشجيعهما على التخلي عن التسلح النووي وذلك خلال مؤتمر صحافي في روما قبل بدء القمة. وفي معرض حديثه عن زيارته الأخيرة إلى موسكو حيث وقع اتفاقا حول خفض الترسانتين النوويتين، شدد الرئيس الأميركي على أنه «حتى إن كان على الولايات المتحدة وروسيا تحمل مسؤولياتهما الخاصة، من المهم جدا للمجموعة الدولية إجراء حوار مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية لتشجيعها أيضا على اتخاذ خطوات في الاتجاه نفسه لا في الاتجاه الذي يمكن أن يقود إلى سباق تسلح». وأضاف باراك أوباما في ختام لقاء عقده مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو: «هناك سبل أخرى يمكن لهذه الدول أن تضمن سيادتها من خلالها».

وفيما ما زال من غير الواضح ما إذا كان البيان الختامي للقمة سيتضمن دعوة إيران للموافقة على بدء مباحثات مع مجموعة «5+1» في أسرع وقت حول ملفها النووي في ضوء القلق الدولي من توقف المباحثات بينما تواصل طهران برنامجها النووي، وتخوف مسؤولون من أن تتعقد الأمور في ما يتعلق بالمباحثات النووية أكثر بسبب الأزمة بين باريس وطهران إثر اعتقال إيران أكاديمية فرنسية واتهامها بالتجسس. وتحدث السفير الفرنسي في طهران برنار بوليتي هاتفيا أمس مع الفرنسية المعتقلة في إيران حسب ما أعلن مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر: «كان الاتصال وجيزا، استمر بالكاد بضع ثوان» معلقا على أول اتصال بين المسؤولين الفرنسيين والفرنسية كلوتيلد ريس (23 سنة) المحاضرة باللغة الفرنسية في جامعة أصفهان (وسط) التي أعلنت باريس الاثنين نبأ اعتقالها. ولم تؤكد الخارجية الفرنسية ردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية تمكن السفير من التحدث مع الفرنسية. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أكد في وقت سابق أن السفير الفرنسي «قد يتمكن من زيارتها اليوم أو غدا».

وطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول من أمس الإفراج «في أسرع وقت» عن ريس التي اعتُقلت في الأول من يونيو (حزيران) في مطار طهران عندما كانت عائدة إلى فرنسا عن طريق بيروت بعد أن أمضت خمسة أشهر في إيران. ووصف الاتهامات الموجهة إليها بأنها «من نسج الخيال».

وبحسب السلطات الفرنسية فإن السلطات الإيرانية اتهمتها بـ«التجسس». ولم يصدر عن السلطات الإيرانية حتى الآن أي تعليق على اعتقال الفرنسية في سجن إيفين في طهران.

وتأخذ السلطات الإيرانية على الشابة أنها التقطت صورا بهاتفها النقال لتظاهرات أصفهان بعد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو (حزيران) التي أثارت حركة احتجاج، بحسب الخارجية الفرنسية. وكانت الشابة المطّلعة على الثقافة الإيرانية درست اللغة الفارسية وزارت إيران عدة مرات. وتصفها أوساطها بأنها طالبة جدية ومتحفظة. ويقول والدها ريمي ريس إن «كلوتيلد غير مسيسة، وليس لها التزام في هذه المنطقة. لا يمكن اعتبارها ناشطة».

وقال كوشنير إنه احتج مجددا على الاتهامات الموجهة للفرنسية خلال مكالمة هاتفية «مطولة» أجراها مع نظيره الإيراني منوشهر متقي. وأوضح أن متقي سأله عن أسباب وجود الشابة الفرنسية في تظاهرة مناهضة لأحمدي نجاد حيث التقطت بعض الصور. وقال كوشنير: «لكنها لم تكن في هذه التظاهرة. لقد التقطت صورا عبر هاتفها النقال مثل مئات آلاف الأشخاص». وأضاف أن «الرسائل التي أوصلتها إلى المحيطين بها هي رسائل مجاملات».

وأقر كوشنير بأن اعتقال الفرنسية يشكل «دون أدنى شك» مصدر توتر بين فرنسا وإيران.

واتهمت إيران الغربيين بتأجيج تظاهرات الاحتجاج على فوز أحمدي نجاد ما أوقع نحو 20 قتيلا بحسب السلطات.