«شارلي شابلن الجبال».. مزج بين الكوميديا والأنفال في كردستان

مخرج أميركي من أصل كردي لـ «الشرق الأوسط» : نصور تقاليدنا وأبطال فيلمي غير معروفين

جانو روزبياني متحدثا لـ«الشرق الأوسط»
TT

بدأ جانو روزبياني، المخرج السينمائي الأميركي، الكردي الأصل، قبل أيام تصوير أول مشاهد فيلمه الثالث، والمعنون بـ«شارلي شابلن الجبال» في إقليم كردستان العراق.

وتدور أحداث الفيلم في عدد من القرى والقصبات النائية والمناطق الجبلية الوعرة في الإقليم، ويتناول رحلة عدد من هواة السينما الأميركيين والفرنسيين الذين يقصدون مناطق كردية نائية لعرض أفلام صامتة لملك الكوميديا الراحل شارلي شابلن، وتجسيد بعض من أدواره بشكل حي من قبل أحد الفنانين الأميركيين.

ويقول المخرج روزبياني الذي التقته «الشرق الأوسط» بُعيد تصوير أول مشاهد فيلمه في مطار أربيل الدولي إن «فكرة الفيلم تقوم على الجمع بين مشاهد لهواة سينما غربيين من الولايات المتحدة وفرنسا يقصدون قرى كردية نائية لم يعرف أهلها قبلا السينما أو التلفاز، بغية عرض أفلام الكوميديا الصامتة للفنان الراحل شارلي شابلن على القرويين هناك بدافع الترفيه عنهم وتبصيرهم بفن السينما، وبين أحداث تدمير نحو 4500 قرية وقصبة كردية خلال حملات الأنفال الظالمة عام 1988 من قبل قوات النظام العراقي السابق»، مضيفا أن الفيلم «يتضمن مشاهد من حركات وأداء الفنان شابلن يجسدها للقرويين على أرض الواقع الفنان الكردي أنور شيخاني».

وأوضح المخرج روزبياني، الذي تولى بنفسه كتابة سيناريو فيلمه الذي يعتبر أول فيلم غربي يصور على أرض كردستان، أنه يحاول من خلال المشاهد التي سيصورها في مناطق جبلية عديدة في الإقليم إبراز الطبيعة الجغرافية الخلابة لكردستان، وتسليط الأضواء على تقاليد فلكلورية كردية أصيلة.

وأضاف روزبياني (48 عاما) أنه يتحمل شخصيا تكاليف إنتاج الفيلم، والتي تتراوح بين 400 ألف ومليون دولار أميركي، وأن غايته من هذا الفيلم الذي تخمرت فكرته في مخيلته منذ سنوات هي «التعريف بالثقافة والفلكلور الكرديين، وإظهار النكبات التي حلت بالشعب الكردي في العراق إبان عهد النظام السابق من خلال السينما الأميركية، ليطلع عليها شعوب الغرب والعالم أجمع».

وعن أبطال الفيلم قال «هناك مجموعة من الممثلين الأميركيين والفرنسيين يؤدون أدوار البطولة في هذا الفيلم، لكنهم ليسوا معروفين على المستوى العالمي، لأن النجوم الكبار لا يرضون بالأجور المتواضعة التي يتقاضاها هؤلاء الذين دفعهم حبهم لرؤية كردستان ولنص الفيلم وفكرته إلى التغاضي عن قيمة الأجور، ومن بينهم ممثلة أميركية تؤدي دور فتاة كردية تقيم في فرنسا، وهي واحدة من النساء الكرديات اللاتي اعتقلهن النظام السابق خلال عمليات الأنفال وباعهن إلى دول عربية وغربية كسبايا. كما يشارك في التمثيل فنانون وفنانات كرد وإيرانيون».

وتابع روزبياني أن فترة تصوير مشاهد وأحداث الفيلم قد تستغرق شهرا واحدا، وأن فترة إعداد الفيلم للعرض قد تستغرق (3 ـ 5) أشهر. واختتم قائلا «نسعى إلى إشراك الفيلم في مهرجان (سات دانس) السينمائي الأميركي مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن ثم سنعمل على عرضه في معظم أرجاء العالم قبل عرضه هنا في كردستان».