فندق «ووترغيت» بواشنطن يبحث عن مشتر.. يعيد له بريقه

يشغل بال مهتمين من منطقة الشرق الأوسط.. وسيطرح في مزاد غدا والبداية بمليون دولار

فندق ووترغيت يطل على نهر بوتوماك في واشنطن في صورة التقطت في 17 يونيو (حزيران) 2002 (رويترز)
TT

فقد فندق «ووترغيت» بريقه قبل أعوام، وبمرور الأعوام علت الأتربة الأرضيات الرخامية وغطت على الألوان الثرية والأماكن الداخلية الفخمة، وباتت غرفه، التي يبلغ عددها 251، شاغرة منذ عام 2007. ومنذ عام يحاول الملاك، الذين أثقلتهم الديون، التخلص منه. ويوم غد الثلاثاء، ربما يجد هذا المعْلَم الوطني البارز مشتريا جديدا. ومن المنتظر أن يطرح البنك، الذي يحوز القرض البالغ قيمته 40 مليون دولار، العقار المحبوس في مزاد. وفي داخل الدوائر العقارية، نجد أن عملية البيع التي كثرت التوقعات بشأنها تهيمن على أجهزة الهاتف وخطوط الفاكس وصناديق الوارد الخاصة بدار مزادات في العاصمة الأميركية. ومن المحتمل أن يحوز الأمر على اهتمام سلسلة فندقية فخمة من منطقة الشرق الأوسط، وبالتأكيد يهتم بالفندق مقاول شهير قام ببناء مجمع جورج تاون المواجه للمياه. وكذا الحال بالنسبة لشركة فندقية من لندن، ناهيك عن عشرات آخرين.

وقد بقي سوق الفنادق بواشنطن الذي يحتوي على 26.000 غرفة مستقرا بصورة نسبية خلال فترة الركود، ولكن احتمال وجود مالك جديد يبشر بعودة أحد أهم العقارات الشهيرة إلى دائرة الضوء. وقد قام بول كوبر، الذي سيقوم بالمزاد، بالرد على تساؤلات من وسائل إعلامية تمتد من طوكيو إلى لوس أنجليس. وهناك الكثير ممن يبحثون عن صفقات مقابل أسعار منخفضة، ولكن كوبر يقول إنه تحدث إلى أصحاب عروض جادين. وسيبدأ المزاد عند مليون دولار في الساعة العاشرة والربع صباحا في المكاتب التابعة بشارع ويسكنسن. وينظر الكثيرون في واشنطن إليه على أنه عقار جائزة، بغض النظر عن أي شيء.

ولكن، ربما توقف بعض الحقائق أي شخص يفكر في شراء الفندق الخالي المكون من 12 طابقا الممتد من مركز كيندي، حيث نام من قاموا بعملية السطو قبل أن يقتحموا مجمع المكاتب الملحق في 1972، ليشعلوا فضيحة أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون. وقد أهمل الفندق لعدة أعوام، ويحتاج إلى 100 مليون دولار للقيام بأعمال التجديد والصيانة وجعله صالحا للسكن، حسب ما يقول مقاولون على اطلاع بمبنى ووترغيت. ولم تقم شركة «مونيومنت ريالتي»، التي اشترته مقابل 45 مليون دولار في 2004، بدفع الضرائب العقارية على الفندق منذ العام الماضي، وهو ما يعني أن إدارة المدينة ستحصل على 250.000 دولار على الأقل خلال عملية البيع.

ويمكن أن يكون الجيران سريعي الغضب، فقد دخلوا مع «مونيومنت» في صراع قانوني على خطتها الرئيسية لتحويل الفندق إلى جمعيات تعاونية. وربما يعطل وضعية ووترغيت كمعلم هام وبارز من استخراج التصريح، ويجب على الفندق أن يؤجر مربضا للسيارات من أحد المباني السكنية بالمجمع، وهو الأمر الذي أدى إلى خلاف حول من يجب أن يدفع مقابل الصيانة.

وحتى على الرغم من أن المبنى شاغر، تصل كلفة الأمن والكهرباء والتدفئة ونظم الطوارئ والتأمين وغيرها من النفقات إلى ما بين 100.000 دولار و150.000 دولار في الشهر. وقد أغلقه «مونيومنت» في 2007 للاستعداد لتحويله إلى فندق فخم.

وأفلس بنك «ليمان براذرز»، شريك التمويل، العام الماضي، وبدأ «مونيومنت» يبحث عن مشترين للفندق، حسب ما أفاد أشخاص على اطلاع بالمفاوضات، ولكن لم تثمر أي من هذه المحاولات. وحتى لو تمكن شخص من الحصول على المكان مقابل 20 مليون دولار أو 30 مليون دولار فقط، فمن يمكنه الحصول على 100 مليون دولار لترميم المبنى على ضوء سوق المال المتقلب في الوقت الحالي؟. ويقول وارن داهلستور، وهو سمسار استثماري قام ببيع أحد الأبراج المكتبية: «بالنسبة لي لا تبدو هذه صفقة، فتمويل تنمية الفنادق أمر مستحيل».

وفي أعوام ماضية، كان يمكن أن يكون مستثمرون أجانب هم المشترين المحتملين لهذا العقار الهام، ولكن مقاولين وسماسرة في قطاع العقارات يقولون إنه ربما يكون من الجيد جدا أن يقوم مقرض البنك «بي بي كابيتال» الذي يحوز الدين المستحق البالغ 40 مليون دولارا، بشراء الفندق. وإذا حدث ذلك، فسيقوم مشتر خاص بالتقدم لمحاولة شرائه، وهو «روبرت هولند»، المقاول الدولي الذي يعمل في المباني السكنية والتجارية. ومن بين المشاريع التي قام بها هولند في واشنطن مجمع جورج تاون الذي يطل على المياه، و«ويست إند» في دوبونت سيركل. ويقول هولند إن مجموعته من المستثمرين لا يريدون المشاركة في مزاد علني، ولكنهم يهتمون أكثر بعملية شراء سرية. ويضيف: «في نهاية المطاف، أعتقد أن هذا سيكون الفندق الأول في واشنطن، فـ80 في المائة من الغرف تطل على المياه. إنها ليست غرفا عظيمة ولكنها مذهلة».

وقال هولند إنه تحدث مع «مجموعة الجميرة»، التي تملك سلسلة من الفنادق الفخمة امتدادا من نيويورك إلى دبي. وقال مسؤولون تنفيذيون في الجميرة، إنهم يبحثون أيضا شراء العقار من البنك ولكن ليس من خلال مزاد. ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم المجموعة للتعليق على ذلك.

ويتذكر السكان المجاورون لـ«ووترغيت» الألوان البنية والصفراء الجميلة التي كانت تزينه من الداخل والأرضيات الرخامية وصورة الملكة إليزابيث التي كانت ترحب بالضيوف عندما كانوا يدلفون إلى المصاعد، والمطاعم ذات الأثاث العتيق الطراز. ويقول بيل ديدريتش، وهو أحد ساكني شرق «ووترغيت»: «أفتقد الضوء الذين كان يظهر من ووترغيت، يجب استعادة هذه الأضواء».

وعلى الرغم من أن سحر الفندق خبا منذ فترة طويلة، يقول الكثيرون إن روح «ووترغيت» ما زالت باقية. وتقول دوروثي فرانكلين، وهي واحدة ممن عاشوا في المجمع عندما افتتح في البداية وتبلغ من العمر 75 عاما: «سيكون (المبنى) دوما للطبقة الأولى، لأنه تاريخي بغض النظر عن أي شيء آخر». وتقول إنها مع جيران آخرين يريدون أن يحدث شيء هناك، ليحل محل المناضد المهجورة وأجهزة الكومبيوتر القديمة المبعثرة على أرضية قذرة داخل الرواق، والباب الدوار المغلق الذي كان يمر من خلاله الضيوف بصورة مستمرة، وليحل محل الظلام الذي لا يبدده سوى ضوء الشمس مع بزوغ الفجر.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»