السلطات العراقية تفرض حظرا على التجول في الموصل.. والمحافظ ينفي الاستعانة بالقوات الأميركية

النجيفي لـ «الشرق الأوسط»: سنعاقب المتسببين بحوادث قتل.. ودور الأميركيين المشورة

TT

أعلنت قيادة عمليات محافظة نينوى 405 كلم شمال العاصمة العراقية بغداد تمديد حظر التجول الذي فرض على الجانب الأيسر من مدينة الموصل، مركز المحافظة، وحتى إشعار آخر للبدء بعملية عسكرية جديدة بحثا عن مطلوبين. وكان حظر التجوال قد فرض في وقت متأخر من ليلة أول من أمس. وفي أثناء ذلك، نفى محافظ المدينة أن يكون هناك أي دور قتالي للقوات الأميركية لإحلال الأمن في الموصل.

وقال اللواء الركن خالد الحمداني، قائد شرطة محافظة نينوى، أن «عمليات التفتيش التي تقوم بها القوات الأمنية في مدينة الموصل هي للبحث عن مطلوبين وفق معلومات استخبارية دقيقة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية بدأت فجر الأحد (أمس) وسوف تنتهي فور تحقيق أهدافها».

وشهدت محافظة نينوى منذ فترة ليست بالقصيرة تدهورا أمنيا خلال الأسبوعين الأخيرين، كما تعرضت كنائس في المدينة إلى هجمات مسلحة. وتعد الموصل من المدن المتوترة التي تشهد هجمات مسلحة بين الحين والآخر. ويعدها المسؤولون الأمنيون العراقيون والأميركيون آخر معاقل «القاعدة» في العراق. وشملت عمليات الدهم والتفتيش التي شرعت بتنفيذها القوات العراقية أمس أحياء الخضراء وعدن والمجموعة الثقافية التي زارها محافظ نينوى أثيل النجيفي أمس للاطلاع على سير العمليات وشكاوى السكان، خاصة ذوي المعتقلين.

وأوعز النجيفي بمتابعة قضايا المعتقلين والإفراج عن غير المتورطين منهم فورا. وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط» إن «التحقيقات مستمرة لمعرفة المتسببين في أعمال العنف الأخيرة في المدينة، وإن التحقيقات الأولية والمعلومات الاستخبارية ستكشف الكثير من الملابسات في تلك الحوادث»، نافيا أن تكون مدينة الموصل تعاني من توتر أمني، لكنه أكد أن «الأوضاع تحت السيطرة وستتم معاقبة أي متسبب في مقتل أي شخص في المدينة».

ونفى النجيفي أن يكون للقوات الأميركية أي دور قتالي في المدينة، مؤكدا أن دورهم يقتصر على تقديم المشورة في التدريب. وكان رئيس فريق الإعمار الأميركي في محافظة الموصل باتريك مورفي قد نفى أول من أمس ما تناقلته وسائل الإعلام حول طلب محافظ الموصل من القوات الأميركية العودة إلى المناطق التي هي تحت إدارته بسبب تدهور الوضع الأمني فيها. وكانت القوات الأميركية قد انسحبت من الموصل أسوة ببقية المدن العراقية في 30 يونيو (حزيران) الماضي تنفيذا للاتفاقية الأمنية بين الحكومتين العراقية والأميركية التي تقضي بانسحاب القوات الأميركية من المدن منتصف العام الحالي على أن يكون الانسحاب نهائيا من العراق أواخر عام 2011. واعتبر مورفي في مؤتمر صحافي مشترك مع النجيفي التقارير الإعلامية التي تحدثت عن عودة القوات الأميركية إلى الموصل «شائعة غير صحيحة ولا أساس لها»، مضيفا أن «الإدارة الأميركية ليس لديها أي خطط أو نوايا حول عودة قواتنا إلى العمليات القتالية في المدن العراقية».

فيما أكد النجيفي في المؤتمر الصحافي أن «أبناء الطائفة المسيحية في الموصل ليس لديهم أي مخاوف أو قلق حول وضعهم الأمني» مشيرا إلى أنه التقى ببعض المطارنة المسيحيين وأنه تلقى تطمينات منهم بأنه «ليس لديهم أي مخاوف من الوضع الأمني».

وعلى صعيد ذي صلة، قال مصدر في شرطة الموصل لوكالة الأنباء الألمانية إن اثنين من عناصر الشرطة العراقية قتلا أمس بنيران قناص في حي الميثاق شرق الموصل فيما تم العثور على جثة شاب مقطوعة الرأس في الحي نفسه.

وكانت الشرطة قد أفادت أن مسلحين قتلوا بالرصاص رجلا معاقا في غرب الموصل أول من أمس. كما ذكرت الشرطة أن قوة عراقية أميركية مشتركة أصابت مسلحا بالرصاص بعد أن ألقى قنبلة يدوية على دوريتها في غرب المدينة أول من أمس وأنه لم يصب أي من الجنود في الهجوم، بحسب وكالة «رويترز».

إلى ذلك، دعا النجيفي خلال لقاء مع شيوخ ووجهاء ورجال الدين وسياسيين من الطائفة اليزيدية في قضاء سنجار وناحيتي الشمال والقحطانية، أعضاء مجلس المحافظة من قائمة نينوى المتآخية إلى «المجيء إلى مجلس المحافظة وممارسة دورهم بحسب القانون والدستور، كونهم قد انتخبوا من قبل مواطنيهم لغرض متابعة مشكلاتهم وعرضها أمام المجلس».

وشهدت الموصل توترات سياسية بعد انتخابات مجالس المحافظات عندما اعترضت قائمة نينوى المتآخية، التي تشكل غالبية كردية، على توزيع المناصب داخل مجلس المحافظة، الذي استأثرت به قائمة الحدباء، التي يرأسها المحافظ وتضم شخصيات عروبية قومية.