«حزب الله» يعتبر أن معوقات تشكيل الحكومة ليست داخلية.. والأكثرية ترفض الثلث المعطل

الحريري يطلع سليمان على آخر تطورات الاستشارات

TT

زار رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، بعد ظهر أمس،رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في قصر الرئاسة في بعبدا، للتشاور معه بشأن تشكيل الحكومة، فيما لم توح الأجواء التفاؤلية التي تشيعها قوى المعارضة عما تسميه «الظروف المؤاتية لتشكيل الحكومة الجديدة» بأن إخراج التشكيلة الحكومية بات قريبا.

وعقب انتهاء لقائه مع الرئيس سليمان قال الحريري: «ما زلنا نتشاور ونتحدث بهدوء حول الحكومة التي نراها ضرورية للقيام بالشؤون الاقتصادية ولمواجهة التحديات». وأضاف أن الأمور «تسير كما يجب أن تسير»، مؤكدا أنه سيكمل المشاورات.

وقد بدا أمس أن الوضع الحكومي لا يزال عالقا في عنق زجاجة «الثلث المعطل والتمثيل النسبي» الذي تتمسك به المعارضة للمشاركة في الحكومة وخصوصا «حزب الله» الذي رأى أن معوقات تشكيل الحكومة «ليست داخلية» وبين إصرار الأكثرية على عدم إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفرزت «أكثرية تحكم وأقلية تعارض أو تشارك من دون تعطيل».

وفي هذا الإطار دعا مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني «إلى إزالة العقبات والعراقيل التي تواجه الرئيس المكلَّف سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، بما يضمن انطلاقتها في أجواء ومناخات هادئة، للنهوض بوطننا لبنان». مشددا على «التمسك بشرعية الدولة الواحدة ومؤسساتها، وبميثاق الوفاق الوطني».

أما رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد فقد اعتبر «أن الظروف مؤاتية لتشكيل حكومة وحدة وطنية»، وقال «إننا في انتظار تشكيل حكومة نرتقب أن تكون حكومة وحدة وطنية كما تعهد دولة الرئيس المكلف (سعد الحريري) وكما تبذل الجهود من أجلها، ولا بد هنا من أن نؤكد على موقفنا بأن المعوقات الداخلية لتشكيل هذه الحكومة لا نراها تعطيلية على الإطلاق، وإنما كل الأجواء الداخلية مؤاتية للإسراع في تشكيل مثل هذه الحكومة التي تحمل صفة الوحدة الوطنية»، مشيرا إلى «وجود محاولات إرباك وتعطيل تأتي عبر رياح من هنا وهناك ولا نستطيع تجاوزها إلا بروح التضامن التي نريد أن تحضر بيننا». وأضاف: «لا أريد أن أستغرق في تفاؤل أو تأخير أو استبعاد، إنما أريد أن أركز بأن معوقات تشكيل الحكومة إذا كان هناك ثمة معوقات فهي بالتأكيد ليست داخلية».

بدوره لفت ممثل «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال وزير العمل محمد فنيش إلى «أن القيادات السياسية بدأت تتحدث بخطاب هادئ عن حكومة شراكة وطنية وعن مرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، في حين تصدر بعض الأصوات كأنها تتجاهل كل ما يحصل في المنطقة وما يقوم به العدو الإسرائيلي من طمس معالم هوية فلسطين أو ما تبقى منها وما يطرحه العدو من نقاء الدولة اليهودية في فلسطين والذي ينطوي على إمكانية تهجير الفلسطينيين من أرضهم». وأشار إلى «أن هناك مرحلة جديدة نقابل فيها باليد الممدودة والقلب المفتوح والعقل المنفتح أولئك الذين يعيدون النظر في مواقفهم وأولئك الذين يقرأون التحولات، ويعبرون عن مدى وضرورة أن يعيد اللبنانيون تكاتفهم ووحدتهم والتمسك بثوابتهم من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية».

ولفت عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب إلى «أن البعد السياسي والتوافقي الداخلي الذي تؤمنه الديمقراطية التوافقية لا يمكن لأحد أن يلغيها ولا يمكن لهذا البلد أن تستقيم أموره الداخلية إلا بالشراكة وليس هناك مكان للاستئثار بأي شكل من الأشكال». وقال «إننا اليوم أمام مشهد هو مشهد الهدوء السياسي وأمام تأليف الحكومة العتيدة، وقد كثر الحديث عن الصيغ المختلفة والتوزيعات لهذه بين الموالاة والمعارضة. نحن نقول بكل موضوعية وشفافية إننا نريد أن تكون المرحلة المقبلة في لبنان مرحلة إعادة تأمل واسعة للانطلاق نحو تأمين مستقبل أفضل لكل اللبنانيين».

ومن جهته رفض عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق في حديث تلفزيوني «شرعنة الثلث المعدل (داخل الحكومة) مشددا على أن هذا الطلب ينطوي على نية بتعديل آلية النظام اللبناني وهذا ما لا يجوز أن نقبل به أبدا». إلى «أن الصيغ الحكومية التي يتم تداولها حاليا لا تعطي الأكثرية النيابية القدرة على إنجاز تعيينات بسيطة لأنها تحتاج إلى النصف زائدا واحدا مستنتجا أن الأكثرية بالتالي متنازلة عن حقها في الأكثرية اللاغية داخل مجلس الوزراء».

وأكد عضو كتلة «زحلة بالقلب»، النائب عقاب صقر في حديث إذاعي أن «الرئيس المكلف سعد الحريري لن يرضخ للوقت ولن يدفع فاتورة ثمنها الثلث المعطل في الحكم، ولا يمكن لأي حكومة أن تسير بقوة قادرة على تعطيلها وقوة دافعة باتجاه معاكس»، ورأى أن «الثلث المعطل هو لتفويت الفرصة وإجهاض إمكانية قيام نظام برلماني حقيقي يؤسس لشراكة وطنية حقيقية».

وأوضح صقر أن «اعتذار الرئيس المكلف يتم في حالة واحدة هي في حال كانت هناك نية لدى الطرف الآخر لإكراه اللبنانيين على حكومة تعطيل أو التضحية بإحدى ثوابت ثورة الأرز، وفيما عدا ذلك لن يكون عامل الوقت سببا لاعتذار الحريري. الحريري سيبذل كل الجهود لتشكيل الحكومة أما إذا كان الهدف هو تقويض ثورة الأرز فعندئذ سيصارح اللبنانيين ويترك للتاريخ أن هناك من فوت على لبنان حكومة إنجاز».