«فيفاندي» الفرنسية تتفاوض مع «زين» الكويتية لشراء استثماراتها الأفريقية

الصفقة لا تشمل شركة «ونا» للاتصالات التي تعرف نموا سريعا في السوق المغربية

TT

استبعدت مصادر اقتصادية في الدار البيضاء، أن تشمل صفقة بيع الأصول الأفريقية بين مجموعة «فيفاندي» الفرنسية ومجموعة «زين» الكويتية حصتها في شركة «ونا» المغربية للاتصالات. وقالت المصادر، إن هذه المفاوضات تقتصر فقط على الشركات التي تملكها «زين» في 17 دولة أفريقية جنوب الصحراء. وكانت المفاوضات بين المجموعتين أثارت تكهنات حول دخول «فيفاندي» في شركة «ونا»، على الرغم من أنها تملك حصة 53 في المائة من شركة «اتصالات المغرب» المهيمنة على سوق الاتصالات في المغرب.

وكانت شركة «ونا» وهي ثالث شركة اتصالات أطلقت عملياتها التجارية عام 2007، على أساس رخصة تسمح لها بإنشاء واستغلال شبكات هاتف ثابت في نطاق 35 كيلومترا باعتماد تقنية خاصة، ثم حصلت الشركة خلال عام 2008 على رخصة لتسويق خدمات إنترنيت الجيل الثالث، والهاتف الجوال باستعمال التقنية نفسها، وأخيرا حصلت في فبراير (شباط) على رخصة خدمات الجيل الثاني من الهاتف الجوال المعتمدة على تقنية «جي إس إم». وعبر علامتها «باين» عرفت الشركة توسعا سريعا في سوق الهاتف الثابت بالمغرب، إذ بلغت حصتها من السوق 1.7 مليون مشترك في نهاية العام الماضي 2008 من الهاتف الثابت، وحققت نجاحا متميزا في مجال الإنترنيت وحصلت على 25 في المائة من سوق الإنترنيت في المغرب، وحصة 69 في المائة من سوق الإنترنيت المتنقل من الجيل الثالث. وفي مجال الهاتف الجوال بلغ عدد المشتركين في خدمات «ونا» 435 ألف زبون في نهاية 2008.

وبلغ رقم أعمال «ونا» ملياري درهم (250 مليون دولار) خلال سنة 2008، مقابل 800 مليون درهم (100 مليون دولار) في 2007. وبلغ حجم خسائرها 1.6مليار درهم (200 مليون دولار) في 2008.

وتساهم في رأسمال شركة «ونا» كل من مجموعة «أونا» المالية المغربية الخاصة بحوالي 35 في المائة و«الشركة الوطنية للاستثمار» المغربية القابضة بحوالي 33 في المائة، وشركة «زين» الكويتية بحوالي 15 في المائة وصندوق «أجيال الكويتي» للاستثمار بحوالي 15 في المائة, وتم فتح رأسمال الشركة للتحالف المكون من «زين» و«أجيال» في مطلع العام الحالي، عبر الزيادة في رأسمالها بقيمة 2.85 مليار درهم (356 مليون دولار)، وذلك بهدف الاعتماد على تجربة «زين» في إطلاق شبكة الهاتف الجوال من الجيل الثاني لشركة «ونا» بالمغرب. واستبعد محللون إمكانية أن تشمل المفاوضات الجارية بين «فيفاندي» و«زين» حصتها في «ونا» لأن الشركة في مرحلة انطلاق، في حين تبحث «فيفاندي» عن شركات رابحة مؤكدة وسريعة لامتصاص آثار الأزمة المالية العالمية، وانكماش أسواق مجالاتها التقليدية خاصة التلفزيون والموسيقى والألعاب.

ويقول رشيد علالي، المحلل المالي في الشركة المغربية لإدارة الأصول «ماروجيست»: «المفاوضات تجري حتى الآن في سرية تامة، ولا يمكن أن نجزم إن كانت مساهمة «زين» في «ونا» تدخل في نطاق الصفقة المتفاوض بشأنها أم لا. لكن إذا ما تأكد أن الصفقة تشمل شركة «ونا» فإن ذلك سيطرح إشكالية علاقاتها المستقبلية مع «اتصالات المغرب» وإشكالية المنافسة في سوق الاتصالات بالمغرب». وإذا كانت شركات الاتصالات في الأسواق الصاعدة تستجيب بشكل كبير لحاجة «فيفاندي» إلى مساهمات جديدة ذات مردودية قوية ومتنامية لإرضاء مساهميها، فإن الثمن الذي تطلبه «زين» مقابل فروعها الأفريقية، والمحدد في 12 مليار دولار، يبدو باهظا، لذلك لا يستبعد المحللون إمكانية اعتماد «فيفاندي» على القدرة المالية الكبيرة لفرعها المغربي «اتصالات المغرب» من أجل تحقيق أهدافها الأفريقية. ويرى هشام السعداني المحلل المالي، لدى البنك المغربي للتجارة الخارجية، أن «اتصالات المغرب» ستلعب دورا رئيسيا في إتمام الصفقة في حالة توصل «فيفاندي» إلى اتفاق مع «زين».

وأضاف «لا أعتقد أن «ونا» تدخل في نطاق اهتمام «فيفاندي»، فهي ما زالت بعيدة عن الربحية والمردودية الآنية التي تبحث عنها «فيفاندي». غير أن المرجح أن تعتمد «فيفاندي» في إتمام الصفقة، في حال توصلها إلى اتفاق مع زين، بشكل كبير على شركة «اتصالات المغرب التي تتمتع بمركز مالي قوي، ومديونيتها منعدمة، ونشاطها وأرباحها في نمو مطرد، كما أنها تملك خبرة وتجربة في السوق الأفريقية».

وأوضح السعداني أن «اتصالات المغرب» كانت منخرطة في الإستراتيجية الأفريقية لمجموعة «فيفاندي» قبل اهتمام هذه الأخيرة بأنشطة «زين» في البلدان الأفريقية، مشيرا إلى كون «اتصالات المغرب» أنهت قبل أسبوع شراء حصة 51 في المائة من شركة «صوتلما» للاتصالات في مالي بمبلغ 275 مليون يور، التي كانت مطروحة للتخصيص من قبل الحكومة المالية. إضافة إلى وجود «اتصالات المغرب» بحصة 51 في المائة في كل من شركة «موريتل» في موريتانيا، و«أوناتل» في بوركينافاسو، وشركة الاتصالات الغابونية. ويتوقع السعداني أن تجعل «فيفاندي» من شركة «اتصالات المغرب» النواة المركزية لشبكة الاتصالات التي تعتزم إنشاءها في أفريقيا. وتملك «فيفاندي» حصة 53 في المائة من اتصالات المغرب، فيما تملك الدولة المغربية حصة 30 في المائة، ويتم تداول حصة 17 في المائة في بورصة الدار البيضاء. وتستحوذ اتصالات المغرب على حصة 63.4 في المائة من سوق الهاتف الجوال في المغرب، من خلال 14.5 مليون مشترك في خدماتها الجوالة. كما يبلغ عدد المشتركين في خدماتها للهاتف التابث 1.3 مليون مشترك، وحصتها من سوق الإنترنيت 67.3 في المائة. وبلغ رقم أعمال اتصالات المغرب 29.5 مليار درهم (3.7 مليار دولار) في سنة 2008، بزيادة 7.2 في المائة مقارنة مع 2007.