ألماني يرسم بلحية طولها 120 سم

احترف العمل بعد مشوار تنسكي بحثا عن الحقيقة

TT

لا يحتاج الرسام الألماني ماركو فيغن إلى ريشة، لأن ريشته ترافقه دائما ولصيقة به. فهو يستخدم لحيته، التي لم يحلقها منذ 16 عاما، في رسم لوحاته التجريدية والانطباعية. ويقول ماركو إن شعر لحيته أفضل من أي ريشة، لأنه شعر طبيعي، ومن الممكن تفريقه في أكثر من فرشاة بأكثر من حجم، ولأنها ـ لحيته ـ تعوض الشعر المتساقط منها باستمرار. كما يحلو له أن يلقب نفسه باسم «بارتمالر»، أي «رسام اللحية»، الذي أطلقته عليه الصحافة خلال التحقيقات عنه.

كان ماركو (54 سنة)، طوال حياته، يبحث عن روحه الهائمة وعن معنى الحياة إلى أن استقر به المقام عام 1996 في تايلاند. وهناك، في بلاد الشرق البعيدة تنسك، فعاش في الكهوف والغابات والمعابد وفوق الأشجار ـ كما يقول ـ «بحثا عن الحقيقة». وعندما سرق اللصوص ما تبقى له من نقود في كو ساموي عاش من مبيعات لوحاته التي يرسمها بلحيته، وقرر الاستمرار في مجال الرسم.

قبلها، كان فيغن قد حقق نجاحا لا بأس به في ميدان الموسيقى، فصار مديرا فنيا لعدة فرق موسيقية ألمانية ناجحة، قبل أن يقرر الاحتجاب عن العالم كرهبان آسيا. وهو لا يزال يهوى الموسيقى، لكنه يزاولها كعازف على بعض الآلات الشرقية غير المعروفة في الغرب. وبما أن السياح كانوا يستأذنونه دائما في التقاط الصور معه لمظهره الغريب ولحيته الطويلة، جاءته فكرة نقل ظاهرة الجمع بين التنسك والفن ومظهره الشرقي ـ الغربي المثير إلى أوروبا. وهكذا رسم أمام برج «إيفل» وتحت برج «بيزا» وأمام كاتدرائية كولون قبل أن يستقر في مسقط رأسه.. مدينة إسن بشمال غربي ألمانيا.

من ناحية ثانية، لا يكف ماركو عن تدخين السجائر، التي اعتاد على أن يلفها بنفسه، فنمط حياته يفرض عليه أن يعرف مكونات سيجارته. لكن لف السجائر في حالته يتطلب أقصى درجات الحذر، لأن أي غلطة أو هفوة أو إغفاءة.. ستعني احتراق فرشاته.