لم تستمر الفرحة في أرجاء منزل الأسرة الفقيرة إلا للحظة خاطفة لم تتعد ثوان، حتى انقلب بعدها الأمر لفاجعة عندما لم يتحمل قلب الوالد تفاصيل محادثة تليفونية تنقل له خبر فوزه بجائزة يانصيب.
الأسرة المكلومة التي سارعت بطلب الإسعاف للوالد، تضاعفت فجيعتها، عندما تيقنت أن المكالمة، المميتة، كانت مجرد مزحة وليست حقيقة فالرجل لم يفز بمليم واحد.
كان المواطن ميلسيا ميو، 65 عاما، من قرية بياترا جنوب رومانيا، قد تلقى مكالمة هاتفية نقل فيها المتحدث فوز ميو بجائزة يانصيب قيمتها مليونا يورو، ممليا عليه رقم التذكرة التي اشتراها. وفيما انشغل المتقاعد ميو، وهو منفعل والفرحة لا تسعه، بمحاولة تدوين تفاصيل كيفية الحصول على مبلغ الجائزة، التي ما كان يتوقعها فيما يبدو، داهمته سكتة قلبية بينما كان عدد من أفراد أسرته قد تجمعوا من حوله، بعد أن شد انتباههم صوته العالي، وزعيقه وهو يردد فرحا كلمات تشير لعدم تصديقه للأمر. لم تمر غير ثوان والأسرة تتابع تفاصيل الحديث الذي دار بين المتحدث والأب حتى انصرفوا مشغولين بحالة هبوط داهمته وتدهور مطرد بل سوء في حالته الصحية مما أدى لسقوطه أرضا وهو صامت تماما. وفيما الأسرة تحاول إيقاظه بينما كانوا ينتظرون عربة الإسعاف التي انطلقت في طريقها إليه، اتضح أنه قد فارق الحياة، إذ لم يتحمل قلبه تلك الفرحة بما اعتبره «ثروة» قد هبطت عليه.
من جانبها بادرت الشرطة بفتح بلاغ جنائي ضد المتحدث الذي بالرجوع لنمرته تأكد أنه لم يقصد غير المزاح. وقد تبين أن المرحوم لم يكسب أي جائزة.