أوباما: علاقة الولايات المتحدة والصين ستحدد القرن الـ21

كوريا الشمالية وإيران والاقتصاد تتصدر جلسة الحوار الأميركي ـ الصيني الأول

TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن «العلاقة بين الولايات المتحدة والصين ستحدد القرن الـ21»، في مؤشر جديد على اهتمام واشنطن المكثف ببكين. وجاءت تصريحات أوباما في الجلسة الافتتاحية لأعمال «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» بين الولايات المتحدة والصين، وهو اللقاء الأول تحت مظلة هذا الحوار التي تأمل الإدارة الأميركية أنه سيشكل نقطة انتقالية في العلاقات بين البلدين الذين أصبحا يُعتبران القوتين العظميين في القرن الـ21. وحددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أربعة أهداف للقاء في كلمة افتتاحية قائلة: «التركيز أولا على التعافي الاقتصادي، هذه أولوية. ثانيا التغيير المناخي، والطاقة النظيفة والتعافي الاقتصادي يتماشيان يدا بيد. ثالثا التحديات الاستراتيجية، الصين والولايات المتحدة يتفهمان مخاطر تصاعد التوترات»، مشيرة إلى إيران وكوريا الشمالية ومواجهة التطرف في أفغانستان. أما النقطة الرابعة، لفتت إلى أهمية التنمية من أجل استقرار العالم ومنع عدم الاستقرار.

ومنذ صباح أمس وحتى مساء اليوم، يجري المسؤولون الأميركيون والصينيون مشاورات على شقين، شق استراتيجي في وزارة الخارجية وشق اقتصادي في وزارة الخزانة الأميركية. وصرح وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيتنر بأن التعاون بين البلدين في مواجهة الأزمة المالية العالمية مرحلة مهمة في تطوير العلاقات بين البلدين، قائلا في تصريحاته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع: «ردنا المشترك للأزمة العالمية المالية ككل نقطة تحول في تعاوننا مع الصين حول التحديات الدولية». وأضاف: «الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والصين شكلت إسهاما مهما في نجاحنا الجماعي للتقليل من حدة قوة الأزمة وأسهمت في إعادة الثقة، وكلا البلدين أوضحا التزامنا بإبقاء سياسات قوية إلى حين تثبيت التحسن» في الأوضاع الاقتصادية. ومن أبرز القضايا الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي التطورات في كوريا الشمالية وجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية. ويذكر أن الصين حليفة أساسية لكوريا الشمالية وتأمل الولايات المتحدة أن تتوصل معها إلى تفاق بعد تعثر المحادثات السداسية التي شملت الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا والكوريتين الجنوبية والشمالية. وربط كل من أوباما وكلينتون أمس بين كوريا الشمالية وإيران في ما يخص طموحاتهما النووية وانتشار الأسلحة النووية، معتبرين ذلك أبرز تهديد استراتيجي للعالم.

ويُذكر أن لقاء أوباما الأول مع الرئيس الصيني هو جينتاو كان في لندن في أبريل (نيسان) الماضي عند عقد قمة العشرين، حيث أعلنا عن تشكيل «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» للبلدين. وبعث الرئيس الصيني هو رسالة إلى الاجتماع، قال فيها إن قرار تشكيل الحوار بين البلدين «اتفاق مهم»، يُعتبر «تحركا استراتيجيا يهدف إلى تقوية التعاون المشترك ذي النفع المتبادل لبلدينا في مجالات مختلفة وتطوير التنمية الجيدة والمتوازنة والشاملة والعملية للعلاقات الصينية ـ الأميركية في العهد الجديد». ودعا الرئيس الصيني إلى «توسيع الأرضية المشتركة وتقليل الخلافات وتطوير الثقة المتبادلة».

وأقر المتحدثان من الدولتين بوجود نقاط الخلاف بين البلدين، إلا أنهما أكدا إمكانية العمل المشترك، إذ قالت كلينتون إنه من الممكن أن يكون البلدان «قلبا وعقلا موحدا للتوصل إلى أرضية مشتركة». وتُعتبر قضية حقوق الإنسان واحترام الأقليات من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، خصوصا في الفترة الأخيرة مع تعرض الأقلية المسلمة في الصين الإيغور للمضايقات والاعتقالات. وأشار أوباما إلى هذه المسألة في خطابه قائلا: «مثلما نحترم ثقافة الصين العتيقة والرائعة وإنجازاتها، نحن نؤمن بشدة أنه يجب احترام ديانة وثقافة كل الناس وأنه يجب أن يكون لدى الجميع حرية التعبير عن آرائهم، ذلك يشمل كل الأقليات الإثنية والدينية في الصين مثلما تضمن الأقليات في الولايات المتحدة». ولكن حرص أوباما على عدم إثارة غضب الصينيين قائلا: «هذه ليست أمورا نريد أن نفرضها، بل إنها تشكل مَن نحن وتقود انفتاحنا للعالم».

ومن جهته قال مستشار الدولة الصيني داي بينغاو: «هناك خلافات والصين لن تصبح الولايات المتحدة أبدا والولايات المتحدة لن تصبح الصين أبدا ولكن القوى الدافعة لتحسين العلاقات بين البلدين لم تكن بهذه القوة في السابق قط ولدينا فرصة تاريخية لعلاقات جميلة لمستقبل مشترك». وضجت القاعة بالتصفيق عندما استخدم داي مصطلح الرئيس أوباما «نعم بإمكاننا» لينهي خطابه ويؤكد على إمكانية نجاح الجهود لتطوير العلاقات بين البلدين.