ساركوزي يخرج من المستشفى بعد أقل من 24 ساعة

الإليزيه يسعى لطمأنة الفرنسيين والتأكيد على أن حادث الرئيس سببه الإرهاق.. ولا أسباب أخرى

الرئيس ساركوزي يحيي الاعلاميين الذين تجمعوا أمام مستشفى فال دو غراس العسكري (أ.ب)
TT

لم يبق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مستشفى فال دو غراس العسكري بعد إصابته بعارض صحي ظهر أول من أمس إلا أقل من 24 ساعة إذ ترك صباح أمس المستشفى بحدود الساعة الحادية عشرة صباحا بصحبة زوجته كارلا بروني وأمين عام قصر الإليزيه كلود غيان ومستشاره الإعلامي فرانك لوفريه وطبيبه الخاص وعدد من المساعدين. وحرص قصر الإليزيه في البيان الذي أصدره أمس على طمأنة الفرنسيين على صحة الرئيس.

وجاء في البيان أن ساركوزي خضع لمجموعة من الفحوصات الخاصة بالقلب والشرايين وأن النتائج بينت أن العارض الصحي لا علاقة له بعمل القلب وليست له تأثيرات عليه. وعزا البيان الحادث الصحي للإرهاق الذي حل بالرئيس بسبب كثرة العمل وللحرارة المرتفعة. ويؤكد البيان أن الأطباء الذين تولوا معالجة ساركوزي الذي أمضى ليلته تحت رقابتهم «لم يصفوا له أي علاج» بل كل ما نصحوا به هو الراحة لعدة أيام. وبسبب الحادث، ألغيت مواعيد ساركوزي أمس واليوم. والنشاط الرسمي الوحيد المعلن له هو ترؤسه مجلس الوزراء صباح الأربعاء وبعدها ومثلما كان مقررا بالسابق، سيأخذ الرئيس الفرنسي عطلته الصيفية من ثلاثة أسابيع وسيقضيها بحسب مصادر القصر الرئاسي في المنزل الذي تمتلكه عائلة زوجته كارلا بروني والقائم في محلة كاب نيغر في منطقة «لو فار»، القريبة من مدينة فريجوس، على البحر الأبيض المتوسط. ومنذ ما بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، ستدخل فرنسا الرسمية في العطلة الصيفية التي لن تخرج منها إلا في أواخر أغسطس (آب).

واحتل الحادث الصحي الذي ألم بالرئيس الفرنسي واجهة الأخبار منذ بداية بعد ظهر الأحد. وتمترس الصحافيون والمصورون طيلة الليل والصباح الباكر على مدخل المستشفى العسكري وجندت القنوات التلفزيونية «الخبراء» لتحليل آثار الحادث على عمل ساركوزي.

وكان ساركوزي نقل بالطوافة من حديقة قصر فرساي الواقع غرب العاصمة إلى المستشفى العسكري بعدما انهار وهو يمارس رياضة الجري. وبعد خروجه من المستشفى توجه موكبه مباشرة إلى المسكن المسمى «لانتيرن» وهو تابع للدولة الفرنسية على طرف القصر التاريخي الشهير، المقصد الأول للسياح في فرنسا. وروى شاهد عيان أنه التقى الرئيس وهو يركض قبل لحظات من تعرضه للحادث وأنه بدا عليه التعب والإرهاق. وبعد الحادث وصلت بسرعة سيارة إسعاف ثم طوافة نقلته إلى المستشفى وطوافة أخرى تبعتها.

وخرج ساركوزي مبتسما من المستشفى وصافح في بهوها الأطباء والممرضين الذين اعتنوا به قبل أن يركب سيارته بمعية زوجته. وانهالت برقيات التهنئة بالسلامة على الرئاسة وكذلك كلمات الإشادة بنشاطه وديناميته. وسعت دوائر القصر الرئاسي إلى الرد على الأصوات التي انتقدت غياب التفاصيل حول صحة الرئيس من خلال إصدار بيان مطول ومفصل حول الفحوص التي خضع لها ساركوزي وحول تشخيص ما ألم به، ساعية بوجه خاص إلى طمأنة الفرنسيين إلى صحته وإلى قدرته على ممارسة مهامه ومشيرة في الوقت نفسه إلى قدرته على العمل والطاقة التي يبذلها في هذا الصدد. وينتظر أن يثير هذا الحادث الجدل مجددا حول الشفافية التي يفترض أن تحاط بها صحة رئيس الجمهورية في فرنسا باعتباره الشخص المركزي في النظام السياسي. غير أن هذه الشفافية التي وعد به ساركوزي نفسه لم تدخل بعد في التقاليد السياسية الفرنسية. ومنذ انتخابه رئيسا لا بل قبل ذلك، يحرص ساركوزي على إعطاء صورة تعكس ديناميته بحيث غالبا ما يظهر، إبان زياراته الرسمية، وهو يركض في سنترال بارك في نيويورك أو في المدن الأخرى التي يزورها. ويشكو وزراؤه ومعاونوه من كمية العمل الضخمة التي يطلبها منهم فيما يشكو النواب من كثرة مشاريع القوانين التي ترسو على مكتب المجلس النيابي.