مجموعة الغارديان البريطانية تبحث إغلاق «الأوبزرفر»

بعد 218 عاما من الإصدار.. والبديل الإبقاء على الأسبوعية في نسخة مصغرة

صورة ضوئية لصحيفة «الأوبزرفر»
TT

تواجه «الأوبزرفر»، أعرق الصحف الأسبوعية في بريطانيا، معضلة التوقف عن النشر الورقي بعد 218 عاما من الإصدار، إثر تصاعد الأزمة الاقتصادية والمنافسة الشديدة مع الإعلام الإلكتروني.

وذكرت تقارير مقربة من منظمة «سكوت تراست» التي تمول صحيفة «الغارديان» وشقيقتها «الأوبزرفر»، أن النقاشات متواصلة حول توقف طبع «الأوبزرفر» بعد الخسائر التي مُنيت بها خلال السنوات الماضية. وتعتبر صحيفة «الأوبزرفر» أقدم صحيفة أسبوعية صدرت في بريطانيا، وهي تصدر كل يوم أحد، وتميل إلى الخط الديمقراطي الليبرالي، ولها الاتجاهات السياسية نفسها التي لدى شقيقتها «الغارديان» وقد صدر العدد الأول منها في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) عام 1791. وأفادت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية أمس أن مجموعة «الغارديان» الإعلامية التي أعلنت الأسبوع الماضي خسائر كبيرة خلال السنة المالية 2008/2009 تدرس إمكانية إغلاق جريدتها الأسبوعية «الأوبزرفر» التي تصدر يوم الأحد لتخفيف نفقاتها. وأفادت «صنداي تايمز» استنادا إلى مصادر في الأوبزرفر لم تذكرها أن الموضوع طُرح خلال اجتماع عُقد في السادس من يوليو (تموز) وأن القرار قد يُتخذ الشهر المقبل. وخلال هذا الاجتماع أبلغت منظمة «سكوت تراست» الخيرية صاحبة مجموعة «الغارديان» الإعلامية بمشروع الأسبوعية التي يقال إنها الأقدم في العالم بمجلة توزع الخميس وعرضت عليها نماذج لما يمكن أن يكون عليه شكل المجلة الجديدة. وأوضحت «صاندي تايمز» أنه بسبب معارضة العديد من أعضاء المجموعة «قرر قادة مجموعة (الغارديان) ترك المشروع جانبا والبحث عن حل بديل» وأن المجموعة ومنظمة «سكوت تراست» رفضتا الإدلاء بأي تعليق. وقالت الصحيفة إن البديل قد يكون نسخة مصغرة من الأوبزرفر على أن تبقى أسبوعية تصدر الأحد. وقال أحد كبار المحررين من «الأوبزرفر» لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يصدق إغلاق أقدم صحيفة أسبوعية في أوروبا، إلا أنه أشار إلى إمكانية نقل بعض المحررين إلى الشقيقة «الغارديان»، وأوضح أن هناك جرائد بريطانية تعاني من صعوبات مالية جمة أكثر من الأوبزرفر، وقد تغلق في غضون شهور قليلة». وأوضح: «ربما ستصدر الأوبزرفر في نسخة مصغرة لتقليل النفقات، إلا أنه لم يسمع بخبر مثل ذلك». وقال: «في الوقت الراهن يبدو أن الفرص متساوية في إصدار مجلة أو في إلغاء وظائف وتقليل النفقات مع الإبقاء على الأسبوعية في شكلها الحالي». وقد صدرت «الأوبزرفر» سنة 1791 وبلغت نسبة توزيعها 3.1 مليون نسخة سنة 1979 لكنها لم تعد تبيع سوى 420 ألف نسخة في أسبوعيا السنة الماضية. وأعلنت مجموعة «الغارديان» الإعلامية خسارة قدرها 8.89 مليون جنيه (10.6 مليون يورو)، قبل حسم الضرائب في السنة المالية الماضية (مارس «آذار» 2008 إلى مارس «آذار» 2009) مقابل 4.306 مليون جنيه إسترليني خلال السنة المالية السابقة. وكان بول وبستر نائب رئيس تحرير «الأوبزرفر» قد ذكر في حوار مع «الشرق الأوسط» أن الصحف تواجه مستقبلا صعبا جدا، ومن الواضح أنها تعاني بسبب الركود، ولكن على المدى الأطول فإنها تعاني كلما زاد عدد الناس الذين يحصلون على الأخبار من الإنترنت. وأضاف وبستر: «يشتري الناس الصحف بأعداد أقل، ومن ثم فإن هناك أزمة صحف على المدى البعيد، فلن يشتري أصحاب الإعلانات مساحات داخل الصحف بمعدلات كبيرة إذا ما اختفى قراؤها». وأكد: «إن الصحف الجيدة، مثل الصحف التي لديها استعداد كي تكيّف نفسها، ستكون قادرة على البقاء، فما زال الناس في حاجة إلى الصحف وما زال الناس يستمتعون بقراءتها، ولذا فإن الصحف التي تحصل على تمويل ودعم جيد سوف تبقى على المدى القصير والمتوسط». وأغلقت ستين صحيفة محلية في بريطانيا خلال الاثني عشر شهرا الماضية، حيث تواجه صناعة الإعلام في العالم تحديات التنافس مع النشر الإلكتروني وتوفير المادة الإعلامية على الإنترنت، الأمر الذي عزف فيه القراء عن شراء الصحيفة الورقية، وضعفت مردودات الإعلان.