ستائر تصنع على ضفاف الراين تجهز مسارح العالم بأسره

منها نيويورك وباريس وبكين ومدريد وطشقند

عام 1989 سلم أكبر ستار «سيكلوراما» في العالم إلى دار متروبوليتان للأوبرا في نيويورك (أ ف ب)
TT

ما القاسم المشترك بين المتروبوليتان أوبرا في نيويورك وأوبرا غارنييه في باريس والمسرح الوطني الكبير في بكين؟ ستائرها المصممة والمصنوعة في شركة «غيريتس» على ضفاف نهر الراين عند منطقة فرايبورغ آن بريسغاو (جنوب غربي ألمانيا).

ففي اومكيرش يقع مقر هذه الشركة العائلية التي تجهز خشبات أعرق المسارح ودور الأوبرا في العالم. محترف الإنتاج يقع على بعد عشرين كيلومترا على مسافة مباشرة في فولغيلسهايم على الضفة الفرنسية من هذا النهر الذي يشكل الحدود الطبيعية بين فرنسا وألمانيا.

منذ أيام تنتظر حاوية أن تنطلق باتجاه طشقند حيث يشيد قصر مؤتمرات ضخم. وسيمتد ستار خشبة المسرح على سكة طولها 37 مترا. ويقول مدير الشركة هانيس غيريتس (48 عاما) «إنها أكبر منشأة نبنيها حتى الآن». وتبلغ التكلفة الكاملة نصف مليون يورو بما في ذلك التجهيزات المصممة خصيصا لهذا المسرح.

ويعتبر هانيس، وهو حفيد مؤسس الشركة هانز غيريتس، أن هذه الطلبيات روتينية. وكانت الشركة تبيع في عام 1949 الأقمشة بالجملة قبل أن تتحول سريعا إلى المشاركة في استدراجات عروض مرتبطة بالمسارح. وهي توظف حاليا 200 شخص ويبلغ رقم أعمالها السنوي 28 مليون دولار.

وغالبا ما تكون التحديات خارجة عن المألوف. فقد صممت «غيريتس» لحساب «غران تايتر ديل ليسيو» في برشلونة نظاما يسمح بزيادة وخفض طيات الستار بشكل منتظم عند فتحه وإغلاقه. ولإضفاء مزيد من الفخامة، فإن طيات الستار عميقة نحو 80 سنتيمترا، الأمر الذي يجعلها قطعة فريدة من نوعها في العالم.

ويتذكر غيريتس قائلا «الكتاليون أرادوا خصوصا ستارا يتميز عن ستار تياترو ريال في مدريد». ويوضح أن الستار كان يفترض أن يكون كلاسيكيا مع بساطة أكثر من الستار في مدريد الذي صنعته أيضا شركة «غيريتس» والغني جدا، إذ إنه مرصع بالآلاف من لآلئ الكريستال و50 مترا مربعا من القماش المذهب الذي يحمل رمز العائلة المالكة الإسبانية. وصناعة الستار تطلبت سنة كاملة وبلغت تكلفته 375 ألف يورو من دون التجهيزات. ويقول غيريتس «إنه أغلى ستار مصنوع من قطعة واحدة قمنا بإنجازه». ومن أكثر التصميمات اللافتة، ستار دار الأوبرا في أوسلو التي افتتحت عام 2008. وقد استند المصممون إلى أوراق ألمنيوم مدعوكة لإنجازه. ونتيجة لذلك يتناسب الستار مع انعكاساته الفضية تماما مع التصميم الريادي لدار الأوبرا الجديدة.

وتوظف الشركة 60 خياطة في فولغيلسهايم ومهندسين لهم خبرة في كل تقنيات رفع الستار: على شكل مقصلة (عمودي) وعلى الطريقة الأميركية (من الوسط) وعلى الطريقة الإيطالية (حركة مقوسة). وعندما يجهز كل شيء يتطلب وضع الستار والإجراءات اللوجيستية مهارة خاصة أيضا كما كانت الحال عام 1989 لتسليم أكبر ستار «سيكلوراما» في العالم إلى دار متروبوليتان للأوبرا في نيويورك.

فهذا الستار نصف الدائري لخلفية المسرح يبلغ عرضه 60 مترا وارتفاعه 32 مترا. وبعدما عبر الأطلسي بالسفينة اجتاز الستار البالغ وزنه طنين ليلا شوارع مانهاتن في موكب خاص ليركب في السادس من أغسطس (آب) وهو يوم الراحة الوحيد في السنة في هذه الدار.

وهذا النوع من المهام يحصل بانتظام لأن ستائر المسارح تستهلك بسرعة. ويقول غيريتس «إنها الحال خصوصا في المتروبوليتان أوبرا، حيث يفتح الستار ويغلق عشرات المرات بشكل متكرر عندما تكون العروض ناجحة».