السياحة الرياضية تدخل فعاليات الصيف بعد إجازة قوانينها رسميا

هيئة السياحة لـ«الشرق الأوسط»: دراسة شاملة للسياحة الرياضية

جانب من النشاطات الرياضية التي دخلت ضمن فعاليات المهرجانات الصيفية («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت الرياضة البحرية والجوية والبرية بشكل بارز ضمن فعاليات المواسم السياحية في السعودية كفقرات رئيسة في العديد من مناطق ومدن المملكة، عقب تبني جهات الاختصاص قوانين ولوائح منظمة لرياضة السيارات والقفز المظلي والتزلج على الرمال، وغيرها، في انتظار تفاعل القطاع الخاص لترقيتها.

ودعا حمد آل شيخ، مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة، والآثار هواة رياضة السيارات والدراجات النارية إلى استثمار القرار الذي أصدره مجلس الوزراء بالموافقة على نظام أندية السيارات والدراجات النارية لتطوير السياحة الرياضية في مختلف مناطق المملكة، نظرا لما تتمتع به من مقومات جيوغرافية وبيئية تستوعب إقامة العديد من المسابقات الرياضية التي تستهوي السياح خصوصا فئة الشباب الشريحة الأكبر في السعودية حسب بعض الإحصائيات الرسمية.

من ناحيتها، تلقف الدعوة بعض مجالس التنمية السياحية وأجهزة السياحة في المناطق والمجتمعات المحلية وبادرت بالمساهمة في تنظيم عدد من فعاليات السياحة الرياضية.

بدورها، أطلقت الهيئة جملة من البرامج المعنية بتطوير سياحة الرياضة والمغامرات مثل برنامج تطوير الفعاليات السياحية وبرنامج دعم منظمي الرحلات السياحية إضافة إلى تطوير منتجات رياضية جديدة مثل تسلق الجبال والتزلج على الرمال وعروض الطيران والرياضات البحرية والشاطئية وراليات وسباقات السيارات والدراجات النارية وغيرها.

واعتبر آل شيخ، نظام أندية السيارات والدراجات النارية نتاجا للجهود الكبيرة التي تبذلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتوفير مجالات مختلفة لتنمية مهارات الشباب السعودي واستغلال وقته، بالإضافة إلى أنه نتيجة التعاون بين الرئاسة والهيئة والذي يتضمن تطوير السياحة المرتبطة برياضة السيارات والدراجات النارية، معربا عن أمله في أن يسهم إنشاء أندية متخصصة لهذه الرياضة في تنمية وتطوير سياحة الرياضة والمغامرات ونمو الفعاليات والأنشطة الرياضية إضافة إلى تنمية الرحلات السياحية.

وبحسب إحصائية أصدرها مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» أوضحت أن عدد الرحلات السياحية المرتبطة بنمط الرياضة والمغامرات في عام 2007م تجاوز المليوني رحلة سياحية وبلغ إنفاق السياح المحليين الذين قصدوا الفعاليات الرياضية المدعومة من الهيئة نحو 185 مليون ريال.

وتعمل الهيئة على تطوير بعض الأنشطة الرياضية ـ غير التنافسية ـ التي تستهوي السياح حيث قامت عام 2007 بتحديد وتخطيط مواقع لرياضة تسلق الجبال والمشي في المناطق الوعرة كما أصدرت دليلا يحتوي على معلومات قيمة حول ذلك.

وحول استعداد مناطق المملكة للسياحة الرياضية هذا العام، أوضح محمد العمري مدير عام جهاز التنمية السياحية بجدة، أن التوجيهات تشير إلى أن يحظى الشباب خلال صيف هذا العام بأهمية خاصة في البرامج الصيفية، بإدراج برامج تعنى بالشباب. وقال إن الصيف الحالي يشهد نقلة نوعية من حيث عدد الملاعب والساحات المجهزة في أحياء جدة المخصصة للألعاب الرياضية، حيث يمارس الشباب جميع أنواع الرياضة داخل أحيائهم، سواء في الشمال أو الجنوب والشرق والغرب، وعدم تركيزها على مناطق معينة كما حدث الصيف الماضي.

وأشار إلى أن الفعاليات الرياضية تشمل النزهات البحرية التي يقوم بها مجموعة من الشباب السعودي، وأضاف «قمنا بتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص من الجهات المعنية، وهناك مسابقات تسلق الجبال والطيران الشراعي والرياضات البحرية والدورات الصيفية والتنشيطية».

وقال إن الهيئة العامة للسياحة والآثار أعدت دراسة شاملة بما يعرف بالسياحة الرياضية عن طريق التواصل مع جهات عديدة، وكان قد أعلن الأمير خالد الفيصل في أوائل الشهر الجاري عن ملتقى «شباب مكة» الذي يعنى بثلاثة محاور أساسية ـ ثقافي، سياحي، رياضي ـ حيث سينطلق مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي القادم بمشاركة كل المحافظات، إلى جانب مسابقات ثقافية ورياضية تصفى إلى فريق يمثل كل محافظة، ينتقل في إجازة الربيع، ليشكل مهرجانا سياحيا مقره جدة.

من جهته أوضح عبد الله مطاعن مدير عام جهاز التنمية السياحية بعسير، أن أمير المنطقة افتتح البطولة الدولية الأولى للطيران الشراعي مع الاتحاد السعودي لرياضة الطيران، وستقام البطولة الدولية للفروسية التي يشارك فيها عدد من الدول بالإضافة إلى بطولة محلية، وهناك رالي الجبال الذي يشارك فيه أبطال المملكة، ورالي للشاحنات والذي يقام لأول مرة بالمملكة. وفي الباحة، أوضح مدير عام جهاز التنمية السياحية أن الرياضة مهمة جدا ضمن فعاليات الصيف وقال «نحن في الباحة حرصنا على أن تحتوي الفعاليات هذه السنة على عدة أنشطة رياضية مثل رياضة المشي وتسلق الجبال والطيران الشراعي». وفي القصيم، كانت الأنشطة الرياضية قد انطلقت لهذا العام، وأوضح باسم الهيث المسؤول بجهاز التنمية السياحية، تنفيذ عدة أنشطة رياضية ضمن المهرجانات القائمة حيث انطلقت في بريدة رياضة سباق السيارات والرياضات المائية والعديد منها.

من جانبه أوضح الأمير عبد الله بن سعود مالك مرسى الأحلام بجدة لـ«الشرق الأوسط» والناشط في مجال رياضات البحر، أهمية الرياضة كرافد سياحي هام في جذب السياح، وقال «منذ انطلاق الفعاليات في عام 1999م وإلى اليوم كان هناك نمو مطرد في عدد الفعاليات الرياضية والبحرية، التي تطورت من المحلية حتى وصلت إلى مستوى الخليج، حيث تم تنفيذ السباق الأخير منذ ثلاثة أشهر بعنوان «قاهر الأمواج» في جدة، والذي شارك فيه ابطال على مستوى الخليج، وقال «نشارك منذ سنتين في بطولات عالمية واعتمدت جدة لأن تشارك في بطولة كأس العالم في سباق الفورمولا 2000 بصفة سنوية».

وأبدى استياءه من عدم تبني القطاع الخاص للكوادر والشباب السعودي، حيث قال «القطاع الخاص مقصر لعدم تبنيه للشباب السعودي، وتدريبهم للمشاركة في بطولات عالمية ولكن هناك محاولات فردية من الشباب أنفسهم لتنمية مهاراتهم والمشاركة في هذه البطولات».

وأضاف «الآن قامت إحدى شركات القطاع الخاص والتي نظمت بطولة قاهر الأمواج بتبني تدريب الشباب الذين حصلوا على المراكز الأولى في المسابقة خارج المملكة ليمثلوا المملكة في البطولات الدولية وتعتبر هذه أول مبادرة يتبناها القطاع الخاص لتدريب أبطال محليين». وحول أهمية الرياضة كوسيلة لجذب السواح قال «إن رحلات ممارسي الرياضة البحرية بأنواعها في منطقة أبحر فقط بجدة تتعدى 1500رحلة يوميا، على مدار 24 ساعة سواء كانت رحلات للنزهة أو مسابقات بينية، وهذا رقم كبير جدا يعرب عن أهمية الرياضة بالتأثير في السياحة الداخلية، وهذا مجال هام جدا ولكنه لازال يحتاج حتى من الجهات الرسمية لمزيد من التنظيم والدعم».

وحول تأجيل مهرجان أبحر والبطولات التي تقام فيه سنويا لفصل الربيع أوضح أنه ونظرا لدخول عيد الفطر ضمن فعاليات الصيف ونظرا لارتفاع درجة الحرارة في الصيف والتي لا تتوافق مع المسابقات والشروط بالنسبة لرياضة القوارب السريعة والضغط الكبير حيث إن هذه الرياضة تتطلب أن تكون الحرارة معتدلة نوعا ما قررت اللجنة المنظمة بالتنسيق مع الاتحاد الدولي أن يتم تأجيل مهرجان أبحر لفصل الربيع من كل سنة. من جهته، أوضح المقدم مبارك السويلم رئيس الاتحاد العربي للرياضات الجوية بالسعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الرياضات الجوية في المملكة تعمل تحت مظلة نادي الطيران السعودي الذي مقره الرياض ورئيس مجلس إدارته الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة، ويشرف على ثلاثة أنواع من الرياضات الجوية القفز المظلي والطيران الشراعي وطائرات التحكم عن بعد. وكشف عن انطلاق بطولة عسير الدولية للطيران الشراعي، التي تحظى بإقبال كبير، واعرب عن توقعه بأن يصل عدد الممارسين خلال السنتين القادمتين إلى ألف طيار شراعي ممارس في السعودية، وتأتي في المرحلة الثانية لها رياضة القفز المظلي بسبب عدم وجود مدرسة.

وبين أن أكتوبر المقبل سيشهد افتتاح المدرسة العالمية للقفز المظلي بالسعودية، والتي ستعمل على تخريج ممارسين لرياضة القفز المحلي باحتراف، حيث انضمت الرياضة الجوية لباقي الرياضات التي تمارس على أرض الواقع، وهذه نقطة تحول كبيرة من المشاهدة والاستمتاع إلى الممارسة حيث سنخرج منها طيارين ورياضيين يستطيعون الدخول في مسابقات عالمية.

وأوضح السويلم أن انطلاق بطولة عسير الدولية للطيران الشراعي الماضية شارك فيها 13 دولة من جميع أنحاء العالم ـ من التشيك، وفرنسا، وكندا، ولبنان، جاءوا خصيصا لممارسة هذه الرياضة كسياحة. وقال «ونحن في جدة نقيم كل سنة بطولة جدة الدولية للقفز الحر والسنة القادمة ستكون البطولة السابعة ووصل للآن عدد الدول التي تشارك فيها 16 دولة خصيصا فقط لممارسة رياضة القفز الحر فنحن نجد بالأمثلة الواقعية أن الرياضات بشكل عام والجوية خاصة من متطلبات وأساسيات السياحة».