الرئيس الصومالي: لقائي مع كلينتون فرصة ذهبية للصوماليين والأميركيين

القوات الأفريقية تنفي ادعاءات إسلاميين عن تسميم جنودها

أحد المقاتلين الإسلاميين ينظف بندقيته في مقديشو أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قال الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، إن اللقاء المرتقب بينه وبين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد غد الخميس يمثل فرصة ثمينة للصوماليين وللأميركيين أيضا، وقال إن اللقاء سيبحث القضايا الأمنية والسياسية والإنسانية في الصومال. وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس أمس في مقره بمقر الرئاسة قبيل مغادراته العاصمة مقديشو متوجها إلى العاصمة الكينية نيروبي للقاء مع كلينتون، ذكر الرئيس شريف أن ذلك اللقاء مؤشر لنجاح المساعي الدبلوماسية التي تبذلها حكومته لإقناع العالم بضرورة دعم الصومال، مؤكدا أن حكومته ستحصل على دعم سياسي ومعنوي من خلال تلك الزيارة، وأن واشنطن أبدت استعدادا جديا لمساعدة حكومة وشعب الصومال. ومن المقرر أن يعقد في نيروبي الخميس المقبل أول لقاء بين رئيس صومالي ومسؤول رفيع من الحكومة الأميركية منذ 20 عاما.

وقال الرئيس الصومالي «هذا اللقاء بيني وبين هيلاري كلينتون يمثل فرصة ثمينة لصوماليين وللأميركيين أيضا لتبادل وجهات النظر الرسمية بين الطرفين، وهو أيضا علامة على أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة يولي اهتماما لإخراج لمساعدة الحكومة الانتقالية لإخراج الصومال من أزمتها الراهنة، وصرح الرئيس أيضا في مؤتمره الصحافي بأن حكومته هي أول حكومة صومالية تحصل علي دعم أميركي مباشر لأول مرة منذ 19 عاما». ولم يعط الرئيس تفاصيل إضافية حول المساعدات التي سوف يطالبها من الجانب الأميركي أثناء ذلك اللقاء، لكنه أشار في مؤتمره الصحافي إلى أنه سوف يطلع الوزيرة الأميركية على الوضع في الصومال ويشرح لها التطورات السياسية والأمنية والإنسانية التي تشهدها الصومال.

وكما هو مقرر سيلتقي الرئيس شريف مع وزيرة هيلاري كلينتون غدا الخميس في العاصمة الكينية نيروبي على هامش قمة المؤتمر الاقتصادي السنوي للدول الأفريقية الواقعة علي جنوب الصحراء وواشنطن الذي يبدأ أعماله اليوم في نيروبي، وتصبح كلينتون أرفع مسؤول أميركي يلتقي مع الرئيس الصومالي الشيخ شريف، الأمر الذي فسر بأنه تغير في نظرة الولايات المتحدة لما يحدث في الصومال. وقدمت واشنطن شحنة عسكرية تبلغ 40 طنا من الأسلحة والذخيرة بقيمة 10 ملايين دولار خلال هذا العام، ونقل عن مصادر أميركية بأن دفعة جديدة من الدعم العسكري في طريقها الي الحكومة الصومالية..

وتولي الإدارة الأميركية الجديدة اهتماما كبيرا للحكومة الانتقالية والوضع في الصومال ككل، وذلك من خلال التصريحات المتلاحقة لكبار المسؤولين الأميركيين، من الرئيس أوباما الذي قال في خطابه الذي ألقاه في غانا إن توسع الإرهاب في الصومال يتطلب تحركا دوليا وسريعا، والتصريح الذي الذي أدلى به مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جوني كارسون الذي صرح قبل أيام أن الولايات المتحدة الأميركية ستواصل دعمها للحكومة الانتقالية الصومالية. علي صعيد آخر طالبت الأحزاب المعارضة في أوغندا بعودة القوات الأوغندية التي تعمل في إطار قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال فورا إلي بلادهم، وقال العقيد «كيسي باسيجي» رئيس تحالف المعارضة من أجل التغيير الديمقراطي في أوغندا «أن الجنود الأوغنديين في الصومال لم يعودوا يقومون بعملية لحفظ السلام، إنهم أصبحوا الآن جزءا من الحرب الأهلية التي تدور في العاصمة مقديشو ولذلك نطالب بسحب فوري لقواتنا من الصومال والعودة إلي بلادهم».

وأضاف «إن دولا أجنبية تستخدم قواتنا لخدمة مصالحها الخاصة في الصومال، وعلي الحكومة الأوغندية إعادة تركيز مصالحها في إطار حفظ السلام، وليس لخدمة مصالح دول أجنبية». وتأتي مطالبة الأحزاب المعارضة الأوغندية بسحب جنودهم من الصومال في الوقت الذي أفادت تقارير طبية بأن أكثر من 30 جنديا من القوات الأوغندية ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال أصيبوا بمرض غير معروف، ونقلوا إلى العاصمة الكينية نيروبي لتلقي العلاج الطارئ هناك.

ونفى الاتحاد الأفريقي الادعاءات بأن جنوده قد تعرضوا للتسميم من قبل الفصائل الإسلامية المعارضة المتشددة في الصومال، واستبعد متحدث باسم بعثة الاتحاد الأفريقي يدعي «غافيل نكولوكوزا» ادعاءات الجماعات المعارضة بأنها قامت بتسميم الجنود الأفارقة في مقديشو، وذكر المتحدث أن فحوصات طبية أجريت كشفت فيما بعد أن المرض الذي أصاب القوات الأفريقية هو بكتيريا سببها بول الفئران، وأصيب نحو 50 جنديا من القوات الأوغندية والبوروندية بحمى شديدة جراء هذه الأعراض، وتوفي 4 منهم حتى الآن.

على صعيد آخر أطلق قراصنة صوماليون سفينة ألمانية كانت محتجزة لديهم منذ أبريل (نيسان) الماضي، وقال أحد القراصنة ويدعى «حسن» «تلقينا 2.7 مليون دولار فدية مقابل الإفراج عن السفينة، ونحن الآن في بلدة «حراطيري»، لقد غادرنا السفينة بعد حصولنا على الفدية، وإنها أبحرت بعيدا عن الشواطئ».