رئيس حزب الأمة (الإصلاح والتجديد) يتهم «المؤتمر الوطني» بالعمل لفصل جنوب السودان

مبارك المهدي لـ«الشرق الأوسط» «المؤتمر» تعامل مع الدينكا وكأنهم ليسوا سودانيين

TT

اتهم مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة (الإصلاح والتجديد)، حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالعمل على دفع الجنوب للانفصال بعدم تقديم أي مساهمات لتنميته أو عدم خلق أي علاقة اقتصادية رسمية بين الشمال والجنوب. كما انتقد المهدي سياسة المؤتمر الوطني في ملاحقته الجنوبيين في الشمال بقانون النظام العام والزج بهم في السجون بالرغم من وجود نصوص في اتفاق السلام تمنع ملاحقة غير المسلمين في القضايا التي تتعلق بممارسة ثقافاتهم وتقاليدهم.. ذلك بالإضافة إلى قيامهم بتقسيم الجنوبيين لزعزعة الاستقرار في الجنوب، مشيرا إلى أن ذلك يتم في إطار حزبي ضيق.

وقال المهدي الذي يزور القاهرة حاليا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر جوبا المتوقع انعقاده قبل نهاية أغسطس (آب) الجاري سيناقش الأزمة السياسية السودانية بكل جوانبها للوصول إلى حلول ليدفع بها تجاه التنفيذ إما بالتوافق والمصالحة بين كل الأطراف السودانية، أو بالتعبئة الشعبية للضغط على المؤتمر الوطني، مع الضغوط الإقليمية والدولية لتنفيذ الحلول التي سيتفق عليها. وقال مبارك المهدي الذي تم اختياره مقررا لمؤتمر جوبا إن المؤتمر سيناقش 6 محاور هي (السلام والأمن والوحدة، والسلام الاجتماعي والأمن القبلي، وإحلال السلام في دارفور، والمصالحة الوطنية والعدالة، والعلاقات الخارجية، والمحور الاقتصادي).. وهي المحاور التي تم الاتفاق عليها ونتج عنها نحو عشر أوراق عمل، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على رؤية موحدة بين الحركة الشعبية وتحالف المعارضة المكون من 17 حزبا معارضا.

وقال إن المؤتمر الوطني هو الحزب الوحيد الذي لم يعلن موافقته حتى الآن للمشاركة في المؤتمر، وأضاف أنه حاول أن يضع شروطا منها وضع الأوراق التي سيناقشها المؤتمر وإشراك أحزاب التوابع التابعة له، مشيرا إلى أنه إذا لم يشارك المؤتمر الوطني في هذا المؤتمر الذي سيناقش قضايا عديدة خاصة المشاكل التي تعترض تنفيذ الاتفاقات الموقعة في أسمرا والقاهرة ونيفاشا.. هذا يعني أن المؤتمر يحاول التنصل من اتفاقاته والتزاماته، مشيرا إلى أن عدم مشاركته تعني أنه المتضرر وسيجد نفسه معزولا في الساحة السياسية. وحذر المهدي من الوضع الحالي في السودان الذي قال «إنه وصل مرحلة خطيرة سيتحمل المؤتمر الوطني نتائج سياساته أولها انفصال الجنوب وتفتيت السودان إذا لم يتم التوصل إلى حلول لمشاكل البلاد».

وحول قضية أبيي قال المهدي «إن هذه القضية يتحمل مسؤوليتها المؤتمر الوطني لأنه تعامل مع القضية كأن الجنوب ليس جزءًا من السودان والدينكا ليسوا سودانيين، وفي الجانب الآخر استغل بعض أبناء المسيرية لإبراز النزاع وكأنه قبلي، بالرغم من أنه تعامل مع هذه القضية طمعا في البترول وكانت النتيجة أنهم افقدوا المسيرية حسن النوايا تجاه الطرف الآخر، ومعروف أن بينهم مصالح، خاصة أن المسيرية يقومون بالرعي في أعماق الجنوب 5 شهور في السنة يصلون خلالها حتى منطقة التونج.

وقال المهدي إن هناك معركة أخرى في ترسيم الحدود بين كردفان في الشمال وأعالي النيل في الجنوب، فإذا لم ينته النزاع حول البترول، وإذا قدر للمؤتمر الوطني أن يستمر في الحكم ستكون الحرب القادمة بين الشمال والجنوب حول البترول.

وحول عودته لحزب الأمة وتوحيده لمواجهة الانتخابات القادمة قال مبارك «هذا الأمر أصبح غير وارد بعد أن عقد الحزبان مؤتمريهما إلا في إطار جديد»، مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن يتوحدوا في مؤتمر واحد لو لا تمنع الصادق المهدي الذي أدى إلى إحباط هذه المحاولة، ولذلك أصبح الأمر الجديد يفرض نفسه على الساحة كما أن حزب الأمة نفسه يعاني من مشاكل وانقسامات وكثير من كوادره الآن في حوار معنا للانتقال إلى حزب الأمة الإصلاح والتجديد بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود في حزب الأمة واعتبروا الإصلاح والتجديد رئة للتنفس في حزب الأمة. وحول تحالفاتهم في الانتخابات القادمة قال مبارك المهدي «إن الانتخابات هذه المرة ليست للتنافس بين الأحزاب ولكنها انتخابات لحسم الصراع ما بين الشمولية والديمقراطية وهذا يتطلب تحالفا عريضا لهزيمة الشمولية، أما التنافس بين الأحزاب فليؤجل إلى انتخابات قادمة.

ويرى مبارك المهدي أن كل مشاكل السودان يمكن أن تحل من خلال مؤتمر جوبا خاصة أن كل القوى السياسية المؤثرة ستشارك بالإضافة إلى مراقبين وكل الضامنين والشهود على اتفاق السلام ودول الجوار والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والبنك الدولي وكل المنظمات الدولية العاملة في السودان.