«الفرقة الذهبية» تكافح الإرهاب ومنتسبوها يعيشون في المعسكرات خوفا من التهديدات

قائدها: ساهمنا بقتل الزرقاوي.. ومنتسبونا من كل انحاء العراق

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب العراقية يعتقلون مشتبها به وهميا خلال تمرين في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

على امتداد مساحات شاسعة من الارض بين معسكر كروبر، غرب بغداد، الذي ما زالت القوات الأميركية تسيطر عليه، وبين منطقة الرضوانية التي كانت الى وقت قريب معقلا من معاقل المسلحين وخصوصا تنظيم القاعدة، وبين مطار بغداد، يتلقى عدد من منتسبي القوات الخاصة «الفرقة الذهبية»، تدريبات عالية المستوى باستخدام اسلحة اميركية على مكافحة الارهاب. واجرت الفرقة، التابعة لقيادة القوات الخاصة والتابعة بدورها لجهاز مكافحة الارهاب المرتبط بشكل مباشر برئيس الوزراء، والتي كانت تسمى فيما مضى بـ«الفرقة القذرة» عندما كانت تدار عملياتها من قبل القوات الأميركية، أمس، تدريبات بالذخيرة الحية حضرتها «الشرق الأوسط» في هذه المنطقة التي تبعد عن مركز المدينة حوالي 20 كيلومترا. وقام عناصر من الفرقة باستعراض مهاراتهم في اقتحام مبان والسيطرة عليها عن طريق الانزال الجوي، كما قامت عناصر اخرى بعملية تحرير مختطف، فيما قام اخرون بعملية قنص على اهداف في ابنية محصنة.

وقال قائد العمليات الخاصة اللواء الركن فاضل جميل البرواري، من اهالي محافظة دهوك، وتسلم مهام عمله عام 2003 وكانت الفرقة انذاك تتلقى تدريباتها وتدار من قبل الاميركيين في الوقت الذي لم تكن وزارتا الدفاع والداخلية قد شكلتا بعد، ان الفرقة قامت بعمليات خاصة ونوعية منها عمليات الفلوجة الاولى والثانية في عام 2004 والنجف وسامراء وكربلاء والبصرة ومنطقة الزركة في النجف وبعض مناطق بغداد.

وقال البرواري على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد التدريبات إن فرقته شاركت ايضا في القبض على أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، وكل عناصر «القاعدة» المهمين. وقتل الزرقاوي وخمسة مسلحين اخرين بعد ان القت طائرات اميركية قنبلتين زنة كل منهما حوالى 250 كيلوغراما على مخبئه في مدينة بعقوبة في يونيو (حزيران) 2006. وقال البرواري ان المعلومات الاستخبارية هي المرشد الاول في عمل فرقته وانه لم يتم الاعتماد ابدا على معلومات المخبر السري لان المعلومات التي تصل جهاز مكافحة الارهاب «موثقة ومن مصادر استخبارية موثوقة أيضا».

ونفى البرواري ان يكون غالبية منتسبي الجهاز من منطقة طويريج، جنوب بغداد، والتي يتحدر منها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤكدا ان «منتسبي الجهاز من جميع مناطق العراق من الشيعة والسنة والاكراد ومن طوائف العراق المختلفة».

وأشار البرواري إلى أن «ارتباط جهاز مكافحة الارهاب برئيس الوزراء امر طبيعي كما في كل دول العالم التي تربط اجهزتها من هذا النوع بالملوك والرؤساء ايضا». ودعا أعضاء مجلس النواب الى «الاطلاع على عمل الجهاز وعملياته الخاصة والنوعية التي منحت المناطق العديدة من العراق امنا واستقرارا عاليين»، معلنا عن ان «الفرقة الذهبية والقوات الخاصة مستعدة لخدمة العراق في اية بقعة وان اي عملية لا تتم إلا بعد صدور امر قضائي من سلطة القضاء العراقي».

ويبلغ عديد جهاز مكافحة الارهاب نحو عشرة الاف منتسب بينهم مدنيون وعسكريون ومنتسبو أجهزة استخبارات خاصة. وبين هؤلاء 6 الاف منتسب للفرقة الخاصة التي تنقسم لفرقتين؛ الأولى متخصصة بمناطق وسط العراق والثانية تدعى بـ«فرقة الأقاليم» التي تنفذ عملياتها في محافظات الموصل وديالى والانبار والبصرة. وكانت كتل برلمانية قد اعترضت على وجود هذه القوة وعدتها مخالفة للدستور، بينما ينتظر قانون جهاز مكافحة الارهاب التصويت عليه من قبل البرلمان. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة المالية كانت قد اعترضت على تزويد منتسبي الجهاز بالمخصصات المالية، وان منتسبي الجهاز يتلقون منذ 4 اشهر مرتباتهم الاسمية فقط والتي لا تزيد عن 500 الف دينار (400 دولار تقريبا)، بينما كانوا يتسلمون مليونا وخمسمائة ألف دينار (ما يعادل 1400 دولار تقريبا) كمخصصات خطورة.

سلاح الفرقة واجهزتها اميركية الصنع وكذلك التدريبات والاستشارات، لكن الوجود الاميركي أثناء تلك التدريبات كان «خجولا»، إذ اقتصر على على التقاط الصور. وقال افراد من «الفرقة الذهبية» لـ«الشرق الأوسط» إن أي «منتسب مهدد بالقتل من جهات عدة»ؤ، وإنهم لا يتمتعون باجازاتهم بل يقضونها داخل المعسكر البعيد عن المحافظات التي جاءوا منها. وقالوا ان «البعض قام بإحضار عائلته والسكن معه في نفس المعسكر خوفا من تنفيذ التهديدات التي راح العديد منهم ضحايا لها بينما لم تسقط ضحية واحدة اثناء المواجهات العنيفة في مدن عراقية عديدة».

خرجنا من المعسكر وفي اوراقنا العديد من الحكايات لكن ابرزها محبة جمعت قائد الفرقة الخاصة بجنوده. ويقول احد المنتسبين ان «قائد الفرقة من دهوك (في الشمال) وانا من العمارة، لكنه اشعرني بانني من دهوك وهو من العمارة في الجنوب، نحن نقاتل معه ومن اجل العراق وعلينا دين كبير لا بد من الوفاء به».