واشنطن تؤكد وضع أفريقيا ضمن أولويات سياستها الخارجية

كلينتون بدأت جولتها في 7 دول.. تكملة لزيارة أوباما

TT

غادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واشنطن في طريقها لبدء جولة تضم سبع دول افريقية، وذلك لحثها على بذل مزيد من جهود مكافحة الفساد لكن أيضا لتعزيز التجارة الأميركية مع القارة السمراء. وتأتي زيارة كلينتون بعد أقل من شهر على زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى غانا حيث قال للزعماء الأفارقة أن المساعدات الغربية يجب أن يقابلها حكم رشيد ومزيد من مساعي إنهاء الحروب والقضاء على الأمراض والفساد.

وقال مسؤولون أميركيون إن زيارة كلينتون التي تستمر 11 يوما تهدف لتعزيز رسالة أوباما لكنها تؤكد أيضا أن إدارة أوباما تعتبر إفريقيا إحدى أولويات السياسة الخارجية على الرغم من وجود تحديات أخرى من بينها الحرب في العراق وأفغانستان.

وقال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية والذي يرافق كلينتون في جولتها وهي الأطول منذ توليها المنصب «الإدارة ملتزمة تجاه إفريقيا. الإدارة قادرة على التعامل مع قضايا متعددة للسياسة الخارجية في نفس الوقت».

وتستهل كلينتون جولتها الإفريقية في كينيا مسقط رأس والد أوباما حيث تشارك في اجتماع سنوي للتجارة ينظمه برنامج أميركي ويسمح للدول الواقعة جنوب الصحراء في إفريقيا بتصدير أكثر من 6400 سلعة إلى الولايات المتحدة من دون دفع رسوم جمركية. وتبحث الولايات المتحدة سبل تعزيز التجارة مع دول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء وعددها 48 دولة والتي تمثل في الوقت الحالي أكثر من 1 في المائة من إجمالي الصادرات الأميركية ونحو 3 في المائة فقط من الواردات الأميركية.

وتأتي جهود الولايات المتحدة الرامية لتعزيز روابط التجارة والاستثمار مع إفريقيا في وقت حلت فيه الصين محل دول غربية كثيرة وأصبحت المستثمر الرئيسي في القارة الإفريقية وضخها مليارات الدولارات لتأمين الحصول على السلع الإفريقية التي تحتاجها الصناعات الصينية.

وتعتزم كلينتون أثناء وجودها في كينيا أيضا لقاء الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد وستتعهد بالمزيد من المساعدات المالية الأميركية لتعزيز حكومته الانتقالية غير المستقرة. وتشمل جولة كلينتون أيضا دولا من كبار منتجي النفط في إفريقيا مثل أنغولا ونيجيريا وليبيريا التي تتعافى شأنها في ذلك شأن أنغولا من صراع طويل. وتزور الوزيرة الأميركية أيضا جنوب إفريقيا التي تمثل أولوية استراتيجية أخرى لواشنطن حيث تريد كلينتون تعزيز العلاقات معها والتي كانت قد تأزمت أيام إدارة جورج بوش الابن. وفي شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تمزقها الحروب تعتزم كلينتون زيارة معسكر للنازحين حيث ستثير قضية الاغتصاب وغيره من أشكال العنف ضد المرأة وهي قضية وعدت بالتصدي لها بعد توليها المنصب.

وستكون الرأس الأخضر آخر محطات جولة كلينتون يوم 13 أغسطس (آب) الحالي. وتعتبر واشنطن الرأس الأخضر مثالا على الحكم الرشيد يجب أن يحتذي به باقي إفريقيا، ونادرا ما تشمل رحلات المسؤولين الأميركية الرأس الأخضر باستثناء التوقف فيها للتزود بالوقود.