الناطق باسم الحوثيين لـ«الشرق الأوسط»: انسحاب الجيش أمر طبيعي

أنباء عن استيلاء الحوثيين على أحد الألوية العسكرية في صعدة

قوات مكافحة الارهاب اليمنية في تدريبات عند احد الجبال القريبة من صنعاء امس ( اف ب)
TT

أعلن الحوثيون في اليمن أمس عن استيلائهم على أحد الألوية العسكرية المرابطة في محافظة صعدة، في الوقت الذي شهدت بعض المناطق اشتباكات متفرقة بين ميليشيا الحوثيين وقوات الجيش اليمني. وذكر المكتب الإعلامي للقائد الميداني للحوثيين، عبد الملك الحوثي أنه تمت «معالجة الوضع في بعض المناطق» بعد ما سماها «استفزازات السلطة» واتهامه لها بإطلاق النار على المواطنين.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة أن الحوثيين استولوا على اللواء «81 حرس جمهوري» بعد معركة مع الجيش، فيما لم تتوفر أية معلومات عن الخسائر البشرية فيها، باستثناء مقتل رئيس عمليات اللواء العقيد علي الردفاني، إضافة إلى معلومات تفيد باستيلاء الحوثيين على معدات عسكرية ومصفحات وذخائر عقب استيلائهم على اللواء العسكري.

وردا على سؤول لـ«الشرق الأوسط» حول استيلائهم على اللواء «81 حرس جمهوري»، قال محمد عبد السلام، الناطق باسم الحوثيين إنهم لم يبلغوا حتى الآن بمزيد من التفاصيل من المنطقة التي دارت فيها الأحداث. وعن انسحاب الجيش، قال عبد السلام إنه جاء بعد مواجهات دارت بين «مواطنين» والقوات العسكرية واستمرت 12 ساعة. وأرجع تلك المواجهات إلى قيام الجيش بمضايقة المواطنين وإطلاق النار عليهم قبل عدة أيام، ما أسفر عن سقوط جرحى في أوساطهم مما استدعاهم لـ«الدفاع عن أنفسهم». واعتبر الناطق باسم الحوثيين انسحاب الجيش من عدد من المواقع «أمرا طبيعيا، لأن مكانه الطبيعي في المعسكرات والحدود، وليس في القرى وفوق البيوت».

وقالت المصادر ذاتها إن قوات من الجيش اليمني انسحبت أمس وأول من أمس من جبل «عنم» الذي يطل على مدينة صعدة (مركز المحافظة) من جهة الشرق. وأفادت خدمة «أخبار صعدة» نقلا عن شهود عيان أن انسحاب الجيش من جبلـ«عنم» وغيره من المواقع العسكرية جاء بعد حصار شديد فرضه المسلحون الحوثيون عليه. ونقل عن شهود العيان أيضا قولهم إن الحوثيين كانوا في أثناء انسحاب الجيش يرددون «الله أكبر.. النصر للإسلام».

من جهة أخرى قالت مصادر محلية إن عشرات قتلوا وجرحوا في اشتباكات عنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش في عدد من المواقع والمديريات في محافظة صعدة شمال اليمن. وقالت مصادر محلية في هذه المحافظة التي عادت الحرب إليها من جديد بعد هدنة متقطعة لأكثر من عام إن مواجهات عنيفة وقعت بين الطرفين في مديريتي ساقين وشدا، وقد قتل العديد من الحوثيين وقوات الجيش في هذه المواجهات التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية منذ وقف الحرب الخامسة في يوليو (تموز) من العام الماضي. وأكدت المصادر أن اشتباكات شهدتها مديرية شدا قتل فيها 13 من الحوثيين و3 عسكريين، مشيرة إلى أن ساحة المواجهات كانت في المجمع الحكومي ومركز الشرطة في عاصمة هذه المديرية التي كانت قد شهدت اشتباكات مسلحة منذ عدة أسابيع، فيما قال الحوثيون إنهم يسيطرون على مركز هذه المديرية، وقد كان الحوثيون بحسب المصادر في السلطة المحلية قد سيطروا على عدد من المدارس وعلى مكتب المواصلات. وأفادت المصادر أن قوات الجيش استعادت عددا من المواقع الاستراتيجية التي تقع بالقرب من ساحة المواجهات في منطقة الحصانة.

من جانبه حذر تكتل المعارضة المعروف بأحزاب اللقاء المشترك مما سماه الظواهر التصعيدية العسكرية والأمنية التي تشهدها العديد من المحافظات واعتبر بيان صدر عن هذا التكتل المعارض هذا النهج الحكومي آلية قمعية لن تنتج سوى المزيد من التعقيدات للأزمة الوطنية المتفاقمة في البلاد وسقوط العديد من الضحايا وسفك الدماء من الأبرياء الأمر الذي يوسع من دائرة العنف والثأر والانتقام، وأكد اللقاء المشترك على موقفه المبدئي المناهض لنهج العنف والقوة والحروب الأهلية بمختلف أشكالها ومن أي كان. وحمل السلطة من خلال هذا البيان كامل المسؤولية عن تلك المسارات التصعيدية التي باتت تلقي بظلالها الكئيبة على حاضر ومستقبل الشعب والوطن اليمني. وتأتي هذه التطورات العسكرية المتلاحقة في محافظة صعدة في ظل التزام السلطات اليمنية الصمت حولها ومن دون تصعيد إعلامي على غير العادة، باستثناء تصريحات عابرة لوزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي الذي اعتبر في بيان له «ما يحدث من أعمال خارجة عن القانون من خلال الاعتداء على الأبرياء والجنود سواء في بعض مديريات محافظة صعدة أو غيرها لا يشكل خطرا، لأن الدولة تملك وجودا متماسكا في كافة أرجاء الوطن جنوبا وشمالا وغربا». مؤكدا أن إرادة القيادة السياسية وإرادة الحكومة في اليمن وإرادة السلطة المحلية في محافظة صعدة هي «إرادة السلام والبناء». وأن «الدولة تعمل على إيصال المشاريع رغم الاعتداءات التي يتعرض لها الجنود والمواطنون والمدرسون» في محافظة صعدة.

يذكر أن اللوزي أكد أول من أمس على استمرار الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب. وقال إن «الأجهزة الأمنية اليمنية أمام تحد حقيقي وأن الدولة وأجهزتها الأمنية تمارس عملها بشكل واضح ودقيق». ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية ما ورد في بيان منسوب لتنظيم القاعدة من قصف مسلحي التنظيم القصر الجمهوري في محافظة مأرب وغيرها من الأحداث الأمنية التي دارت الأيام الماضية في المحافظة. وقال إن ما جاء في ذلك البيان حول ما حدث بمحافظة مأرب «إدعاءات وأكاذيب». لافتا إلى أن الحكومة ستصدر تصريحا حول الحادثة في وقت لاحق وسيتضمن معلومات واضحة ودقيقة.

وكانت محافظة مأرب في شرقي اليمن شهدت الأيام الماضية مواجهات مسلحة بين من يعتقد أنهم مسلحون من تنظيم القاعدة ينتمون لمنطقة آل شبوان وبين قوات أمنية وعسكرية، إثر تعرض دورية للجيش الخميس الماضي لإطلاق نار من قبل مسلحين، أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين.