حكومة جنوب السودان تعتزم محاكمة منفذي مذبحة الأحد

مجلس الأمن الدولي يدين العنف وبرلمان الجنوب يستدعي وزيري الجيش والداخلية لمعرفة الملابسات

TT

أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء أول من أمس الهجوم الذي شنه مقاتلون مدججون بالسلاح الأحد الماضي على قبيلة منافسة في جنوب السودان أودى بحياة نحو 185 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، في وقت أعلنت فيه حكومة الجنوب عزمها محاكمة المتورطين في الأحداث الأخيرة بالقرب من مدينة اوكوبو بولاية جونقلي الغنية بالنفط. وأبلغ سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة جون سويرز الذي يترأس مجلس الأمن للشهر الحالي الصحافيين «أعضاء المجلس يدينون هذه الهجمات الخطيرة وخصوصا استهداف النساء والأطفال»، وأضاف أن المجلس يدعم جهود السلطات المحلية وحكومة جنوب السودان وبعثة الأمم المتحدة في المنطقة للتحقيق في أسباب العنف ومنع هجمات انتقامية وللمصالحة بين الطوائف، وقال آن لو روي المسؤول عن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام إنه أبلغ المجلس في جلسة مغلقة أن 185 شخصا قتلوا في الهجوم، وأضاف «هناك ضرورة ملحة الآن لمنع هذا التصعيد للعنف في جنوب السودان الذي إذا استمر فإنه قد تكون له آثار سياسية على اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب». من جهتها أدانت وزارة الخارجية الروسية أعمال العنف التي اندلعت في جنوب السودان، ودعت السلطات في الجنوب إلى التدخل السريع لوقف العنف، وقال بيان للخارجية الروسية «ندين بشدة عمليات القتل الجماعي للأبرياء، وندعو حكومة جنوب السودان والسلطات المحلية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة القانون ومحاكمة المسؤولين عن العنف وذلك لتجنب تصعيد التوتر لاحقا». وكان مسؤولون جنوبيون قد ذكروا أن معظم الضحايا في هجوم الأحد الماضي كانوا من قبيلة النوير التي تخوض حربا قبلية ضد قبيلة المورلي سقط فيها أكثر من 700 قتيل هذا العام في هجمات مضادة، وأضاف المسؤولون أن مسلحين من قبيلة المورلي هاجموا مخيما في منطقة اوكوبو بولاية جونقلي حيث تجري عمليات استكشاف للنفط. وأعلنت حكومة الجنوب التي تقودها الحركة الشعبية المتمردة السابقة عزمها محاكمة المتورطين في أحداث اوكوبو الأخيرة، ودفعت أول من أمس بمواد غذائية لإغاثة المنكوبين، وعلم أن مجلس تشريع الجنوب يعتزم استدعاء وزيري الجيش الشعبي والداخلية بحكومة الجنوب للمثول أمام المجلس لمعرفة أسباب الأحداث الأخيرة والمتورطين فيها وإلقاء القبض عليهم إلى جانب الوقوف على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لوقف الصراع القبلي الذي أصبح متصاعدا في الآونة الأخيرة في الجنوب، فيما توجه وفد مشترك من حكومة الجنوب وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيميس) إلى مدينة اوكوبو للوقوف على الأوضاع. من جهتها قالت رئيسة لجنة حقوق الإنسان في المجلس التشريعي مارغريت بيتر ابودي إن المجلس في انتظار المزيد من المعلومات عن الاشتباكات التي وقعت بالقرب من مدينة اوكوبو حتى تتسنى له مناقشة الأوضاع في الولاية المضطربة. وقال نائب ولاية جونقلي حسين مانيوت إن الأوضاع في المنطقة عادت إلى الهدوء بعد أن تم إرسال تعزيزات عسكرية إليها، مؤكدا أن الأوضاع الصحية والإنسانية في المنطقة أصبحت متردية للغاية وتحتاج إلى مساعدات عاجلة.