تواصل الضغوط على الإسترليني.. وتوقعات بانحسار موجة بيع الدولار

واصل الجنيه الإسترليني تراجعه أمس، مقابل الدولار بعدما أعلن رويال بنك أوف سكوتلاند (ار.بي.اس) عن تكبد خسائر في النصف الأول من 2009، وقال إنه يتوقع أوقاتا عصيبة في العامين القادمين. وتراجع الإسترليني أكثر من 0.2 في المائة مسجلا 1.6722 دولار، مقلصا بذلك مكاسبه الكبيرة التي حققها في وقت سابق هذا الأسبوع. كما تراجعت العملة البريطانية مقابل اليورو الذي ارتفع 0.4 في المائة إلى نحو 85.89 بنس، وهو أعلى مستوى له فيما يقرب من أسبوع. وكان الجنيه الإسترليني استقر أمام الدولار الأميركي في التعاملات الأسيوية أمس، بعد هبوطه في اليوم السابق عندما قال البنك المركزي البريطاني، إنه سيوسع برنامجه للتخفيف الكمي، في حين ينتظر المستثمرون بيانات مهمة للوظائف في الولايات المتحدة. وأبقى بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) أول من أمس الخميس، أسعار الفائدة الرئيسية بلا تغيير عند 0.5 في المائة، لكنه فاجأ الأسواق بزيادة حجم برنامج لشراء السندات يهدف إلى دعم الإقراض. ودفع ذلك القرار المستثمرين إلى مبيعات لجني الأرباح للاستفادة من صعود قوي للإسترليني مؤخرا وهو ما دفع العملة البريطانية للهبوط بأكثر من 1 في المائة أمام الدولار. وسجل الإسترليني 1.6762 دولار بلا تغير يذكر عن مستواه في أواخر التعاملات في سوق نيويورك الليلة قبل الماضية، ومقارنة مع أعلى مستوى له هذا العام البالغ 1.7044 دولار، الذي سجله هذا الأسبوع. وسجل اليورو الأوروبي 1.4353 دولار بلا تغير يذكر أيضا عن مستواه في أواخر التعاملات في نيويورك، ومتراجعا عن أعلى مستوى له هذا العام البالغ 1.4448 دولار، الذي قفز إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأمام العملة اليابانية سجل الدولار 95.28 ين مقارنة مع 95.45 ين في أواخر التعاملات في نيويورك. من جهة أخرى تراجع سعر اليورو اليوم أمس، في سوق فرانكفورت للأوراق المالية مقابل الدولار الأميركي وبقية العملات العالمية. فقد حدد البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت سعر اليورو اليوم بـ1.4357 دولار (في حين كان سعر الأمس 1.4370 دولار). وبهذا يكون سعر الدولار بالنسبة لليورو 6965. من اليورو (كان سعر الدولار بالأمس 6959. من اليورو).

وبالنسبة لأهم العملات العالمية الأخرى حدد البنك المركزي الأوروبي سعر اليورو بـ0.85670 بالنسبة للجنية الإسترليني (سعر الأمس 0.85240)، وبالنسبة للين الياباني حدد البنك سعر اليورو اليوم بـ163.89 ين (137.31) والفرنك السويسري 1.5288 (1.5290) الدولار يتراجع قبيل بيانات البطالة الأميركية وكان الدولار تراجع مقابل سلة عملات أمس، مع ترقب المستثمرين لبيانات البطالة الأميركية من أجل قياس إمكانية استمرار موجة الإقبال على المخاطرة في الآونة الأخيرة. كان الدولار قد شهد عمليات بيع واسعة النطاق في وقت سابق هذا الأسبوع، دفعت به إلى أدنى مستوياته للعام مقابل عدد من العملات الرئيسية، مع إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر نظرا لتحسن نتائج أعمال الشركات وبيانات الإنتاج الصناعي. ويعمد المستثمرون إلى تقليص مراكزهم الدائنة في الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والدولار الأسترالي قبيل بيانات البطالة الأميركية المهمة.

ويقول محللون إن موجة بيع الدولار في الآونة الأخيرة ربما بدأت تفقد زخمها. وبحسب «روتيرز» قال دراغ ماهر نائب رئيس استراتيجيات الصرف الأجنبي لدى كاليون، «هناك شعور بأن السوق أصبحت منهكة قليلا بسبب ضعف الدولار، أي خيبة أمل (في أرقام الوظائف الأميركية) قد تثير طفرة تصحيح صعودي في الدولار». وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية 0.1 في المائة عنه في أواخر المعاملات الأميركية يوم الخميس، ليصل إلى 77.942 لكنه لا يزال فوق مستوى 77.428 الذي لامسه يوم الأربعاء، ويعتبر أدنى نقطة في أكثر من عشرة أشهر. وارتفع اليورو 0.1 في المائة إلى 1.4371 دولار، بعدما أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الرئيسية عند مستوى قياسي منخفض يوم أول من أمس. وفي وقت سابق هذا الأسبوع صعد اليورو إلى أعلى مستوى في 2009 عندما سجل 1.4448 دولار على نظام التداول الإلكتروني (اي.بي.اس) وتراجع الإسترليني 0.2 في المائة إلى 1.6732 دولار بعدما تراجع في وقت سابق من المعاملات إلى 1.6720 دولار.

وفقدت العملة أكثر من واحد في المائة مقابل الدولار أول من أمس، لتتراجع عن ذروتها للعام الحالي 1.7044 دولار، التي سجلتها يوم الأربعاء. من ناحية أخرى تراجع الروبل الروسي أمس إلى 38 روبلا مقابل سلة مكونة من اليورو والدولار للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، وذلك بعدما أعلن البنك المركزي خامس خفض لأسعار الفائدة على التوالي منذ أبريل (نيسان). وقال فلاديمير أوساكوفسكي، المحلل لدى أوني كريديت «إنه تطور سلبي للروبل في المدى القصير، غير أننا ما زلنا نرى أن أسعار النفط هي المحرك الرئيسي لسعر الصرف. «وقال متعاملون إن تراجع أسعار النفط مهدد بالفعل لتراجع قيمة الروبل قبل إعلان خفض أسعار الفائدة. وبحسب بيانات لـ«رويترز» تراجع الروبل إلى 38.01 مقابل السلة، وذلك بانخفاض نسبته 1.4 في المائة مقارنة مع اليوم السابق. كان البنك المركزي الروسي أعلن في وقت سابق أمس، أنه سيخفض أسعار الفائدة القياسية 25 نقطة، من العاشر من أغسطس (آب)، وذلك في أعقاب أربعة تخفيضات بواقع 50 نقطة أساس في كل مرة منذ أبريل. وقال البنك إنه سيجري خفض سعر إعادة التمويل إلى 10.75 في المائة، من 11 في المائة كما سيجري خفض بقية أسعار عمليات البنك المركزي 25 نقطة أساس أيضا.