مركزية فتح تقرر مشاركة غزة عبر الهاتف.. وأعضاؤها في القطاع منقسمون

دحلان يرشح نفسه و90 يتقدمون لـ «المركزية» و500 لـ «الثوري» * مصادر فتحاوية: عباس لن يترشح وسيحتفظ بمنصبه في المركزية

مستوطنون يصوبون أسلحتهم ضد فلسطينيين يتظاهرون بالقرب من مستوطنات يهودية قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت مصادر في «فتح» لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يحتفظ بكرسيه في اللجنة المركزية، ولن يضطر للترشح لانتخابات المركزية، وسيجري تزكيته باعتباره قائدا عاما لـ«فتح»، كما جرى مع الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات، في المؤتمر الخامس، وبذلك، سينتخب المؤتمر 17 عضوا للمركزية بدلا من 18، باعتبار عباس يحتفظ بكرسيه. وقالت المصادر: «هذا يحفظ ماء الوجه، تحسبا لأي محاولات، نعتقد من غير المريح أن نكتشف أن الرئيس القائد العام رقمه ليس الأول».

وفي الوقت نفسه، تفاقمت الخلافات داخل حركة فتح في قطاع غزة، بشأن المشاركة في المؤتمر السادس للحركة المنعقد في بيت لحم، ورفضت اللجنة المركزية للحركة عدة اقتراحات بالاحتفاظ بحصة غزة، وإجراء مؤتمر تكميلي في القطاع، كما رفض قياديون في فتح في غزة ومعظم أقاليم الحركة، اقتراحا من المركزية بإجراء مشاركة أعضاء فتح من غزة إلكترونيا عبر الهاتف.

وأكد القيادي في حركة فتح، حسن أبو لبدة، وهو أمين عام مجلس الوزراء، لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة المركزية لفتح، اقترحت «حلا خلاقا» لأزمة غزة، قائلا إنه جرى اعتماد آلية لترشيح وتصويت أعضاء فتح في غزة في هذا المؤتمر، مع ترك الباب مفتوحا للجنة المركزية لتعيين أعضاء من غزة إذا لم تأت النتيجة مرضية وتمثل حجم القطاع.

وأكدت مصادر في فتح لـ«الشرق الأوسط» أن المركزية أصرت على مشاركة فتح في القطاع عبر الهاتف، وقالت المصادر «القرار كان من يشارك ومن ينجح ينجح ومن يقاطع يقاطع». لكن عبد الله أبو سمهدانة، القيادي المعروف في فتح في غزة، ومحافظ الوسطى، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة الحركة ومعها معظم أقاليم غزة لن تشارك في هذا المؤتمر.

ونفى أبو سمهدانة أن الأزمة انتهت، وقال «الموضوع لم يحل، ولن يحل.. كيف نشارك ونحن محبوسون في غزة». وأضاف «أن الاقتراح بالتصويت عبر الهاتف، طريقة غير قانونية، ولا ممكنة». وتابع «كان على قيادتنا أن تؤمن وصولنا إلى الضفة، مثلما فعلت مع الأقاليم الأخرى».

وأكد أبو سمهدانة أن الاقتراح الذي تتمسك به فتح في غزة، هو أن تحتفظ غزة بحصتها، لحين يتهيأ الوقت لإجراء انتخابات مكملة.

وقال أبو لبدة إن مبدأ «الكوتة» رفض، وأكد ذلك، نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي قال إن هناك اتفاقا بين اللجنة المركزية وكوادر الحركة في غزة، بموجبه ستتاح الفرصة للجميع من أجل المشاركة في عملية التصويت في مؤتمر الحركة السادس، سواء بالتصويت المباشر أو عن بعد.

وبحسب شعث، فإنه «لا يوجد تباينات تذكر بين اللجنة المركزية واللجنة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة، والمؤتمر سيد نفسه وهو في النهاية من يقرر».

ورد أبو سمهدانة «نحن ضد الكوتة وتجزئة المؤتمر، لكن كان على قيادتنا أن تؤمن وصولنا إلى الضفة قبل أسبوع على الأقل. نريد أن نعرف على من سننتخب ومن سينتخبوننا، لكن لا يجوز أن يتفاعل الجميع مع بعض ومطلوب منا في غزة أن نتعرف عليهم على التليفون وننتخبهم». وتساءل «أنا كيف بدي أعمل دعاية مثلا إذا بدي أترشح للمركزية».

وترشح أمس للمركزية القيادي محمد دحلان، الذي يتهم مقربوه قيادات فتحاوية كبيرة بالعمل ضد الرجل لإسقاطه، وقرر دحلان المشاركة إثر قرار المركزية بمشاركة أعضاء غزة.

ومن المفترض أن المركزية، عرضت أمس، على المؤتمرين في جلسة المساء، اقتراحها النهائي حول مشاركة القطاع، ورجحت مصادر أن يمر الاقتراح باعتبار أن المؤتمرين يريدون حسم هذه القضية وتجاوزها. وكانت المركزية أجلت اقتراحها عدة مرات بسبب خلافات في غزة وأخرى في المركزية.

وأظهرت تصريحات قياديين من غزة خلافا حول المشاركة في المؤتمر، وبينما أكد أبو سمهدانة وآخرون أنهم سيقاطعون المؤتمر، رحب القيادي في حركة فتح إبراهيم أبو النجا بفكرة إجراء الانتخابات متزامنة مع المؤتمر السادس في مدينة بيت لحم، لقادة وكوادر فتح في قطاع غزة، عبر الهاتف. مؤكدا أنه يرفض وحركة فتح في غزة، مبدأ المحاصصة أو عقد مؤتمر آخر في غزة لاحقا. وتعقيبا على ذلك قال أبو سمهدانه إن كل شخص لديه رأي، لكن نحن ومعظم الأقاليم سنقاطع. وأقفل أمس باب الترشيح للجنة المركزية والمجلس الثوري، ووصل عدد أعضاء المرشحين للمركزية حوالي 90، وللثوري حوالي 500. ومن المفترض أن يتم التصويت اليوم لانتخاب قيادة جديدة لفتح.

وأجلت أمس إدارة المؤتمر الجلسة الصباحية للمؤتمر، حتى ساعات بعد الظهر، ليتمكن المؤتمرون من تأدية الصلاة. وكانت أعمال المؤتمر قد مددت لليوم الرابع، بسبب خلافات حول عدة قضايا شائكة، بينها مشاركة غزة، وعدم تقديم تقرير مكتوب من اللجنة المركزية، و«سقوط» القطاع بيد حماس. حيث كان من المقرر أن يختتم المؤتمر مساء الخميس.