بوادر التفاؤل ترتفع مع آمال بعودة قريبة للحريري.. وبري ينتقل من «التفاؤل» إلى «الصيام عن الكلام»

وسط تأكيدات بأن سفر رئيس الحكومة المكلف «ليس اعتكافا»

TT

انتقل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من «إشاعة التفاؤل» بقرب ولادة الحكومة الجديدة إلى «الصوم عن الكلام»، في حين ارتفعت الأصوات بالدعوة إلى عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من الخارج لإعادة إطلاق عملية التأليف المتعثرة.

ونقل نائب رئيس الوزراء وزير النفط والطاقة القطري عبد الله العطية أن الرئيس بري صائم عن الكلام، لكنه قال إنه وضعه في الأجواء العامة، مشيرا إلى أنه تمنى على بري أن يكون له مسعى أكبر لحل المواضيع التي تواجه لبنان الآن، خصوصا تأليف الحكومة العتيدة. وقال: «علينا أن ننتظر. لدي ثقة تامة في أن دولة الرئيس وما لديه من خبرة كبيرة جدا في حل الأمور، سيتمكن من حلها، لتؤلف الحكومة في أقرب فرصة».

وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن «الحكومة العتيدة ستبصر النور ولن تدخل في نفق مظلم، ومهما حصل من تطورات سياسية وعوائق فستتم معالجتها بحكمة وصبر من الرئيس المكلف سعد الحريري، بالتشاور والحوار، للوصول إلى ولادة طبيعية للحكومة المنتظرة». وشدد على ضرورة أن «تبقى الأجواء والمواقف السياسية في البلاد هادئة من دون أي توتر»، داعيا إلى «التعاون الصادق للإسراع في تأليف الحكومة بالشكل الذي يخرج اللبنانيين من الهواجس التي طالما انتظروا خروجهم منها، ليزول القلق ويعود الاطمئنان إلى النفوس، ويتفرغوا لبناء مستقبلهم ومستقبل أجيالهم». من جهته، أكد وزير الصحة اللبناني محمد خليفة المقرب من الرئيس بري أن سفر الحريري «ليس اعتكافا»، مشيرا إلى أن «هناك حاضنة عربية للتوافق الداخلي، وعلى الرغم من أن بعض الدول لا تسهل، فإن ذلك لا يشكل عائقا لعدم تأليفها». وقال: «يجب عدم إطالة مدة التأليف، وإن الرئيس المكلف يعلم أنه كلما طالت المدة ستخرج الحكومة ضعيفة. وقد أصبح أمام واقع أن يعلن الحكومة لأنه من غير المعقول أن يلبي مطالب جميع الأطراف ويرضيهم». وعن أزمة التأليف، قال: «الأمور محلولة، والصيغة المتفق عليها (15ـ10ـ5)، والجميع متوافق ومتمسك بهذه الصيغة، والباقي هو التجاذبات داخل كل فريق. لا أزمة ولا مشكلة سياسية، وبالتالي لا أزمة سياسية». وأوضح أن «الحكومة المقبلة هي التي ستحدد أولوياتها وعملها. فإذا أرادت البحث في ملفات عقيمة ستظل تناقشها وتنتهي دون أن تقوم بأي شيء»، آملا في «أن يكون موقف الحكومة في السياسة الخارجية موحدا».

من جهته، قال وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال، رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، خلال العشاء السنوي للحزب: «نحن من أهل المعارضة الحالية الأصلية»، مؤكدا عدم القبول بـ«أن يتجاوزنا الحلفاء».

وفيما قال إنه «كان لنا شرف المشاركة في صياغة اتفاق 11 مايو (أيار) المجيد بمعية سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله وأخينا وليد بك جنبلاط (في إشارة إلى الاتفاق الذي جرى في أعقاب أحداث الجبل)»، أكد أنه «لا قيمة لأي سياسة تسقط من حسابها معطيات الجغرافيا.. لبنان لا يعيش من دون سورية. العلاقات اللبنانية ـ السورية لها الأولوية، وبالنسبة إلى لبنان فإن سورية بوابة العروبة وقلب العروبة النابض. لا قيمة لحديث عن عروبة لبنان على قاعدة الخلاف مع سورية. إن لبنان يحمي نفسه من خلال قوة دفاعه، وتكامل الجيش والمقاومة. المقاومة جيش لبناني غير تقليدي يشكل قوة الردع المركزية في ردع إسرائيل وحماية لبنان». وأضاف: «روحية 11 مايو (أيار) هي الوحيدة التي تكرس الاعتدال وتصون السلم الأهلي».

ورأى عضو كتلة نواب «حزب الله» النائب حسين الحاج حسن أن «التطورات التي حصلت ستزيد حرارة الاتصالات بشأن تأليف الحكومة، لأنه من مصلحة الجميع تأليف الحكومة في أقرب فرصة ممكنة، خصوصا أنه تم الاتفاق على الإطار السياسي، وعلى مفهوم تطبيق مبدأ الشراكة في هذه الحكومة التي تحقق للجميع دورا فاعلا ومؤثرا في قراراتها». وقال «نحن كمعارضة وحزب إيجابيون ومنفتحون. وكما سهلنا في الأيام والأسابيع الماضية، مستعدون للإيجابية لتسريع تأليف الحكومة».

من جهته، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب ميشال فرعون أن «مسار تأليف الحكومة تراجع بعد مواقف النائب وليد جنبلاط، وكانت هناك حاجة إلى مزيد من الوقت بغية توضيح هذه المواقف أمام الرأي العام وحلفاء الوزير جنبلاط والأطراف الداخلية والخارجية التي تواكب هذا المسار، وإعادة تصويبها وتقويم آثارها وانعكاساتها على الصعيد الداخلي وعلى صعيد الأكثرية النيابية». لافتا إلى أن «المساعي جارية لاستكمال التأليف والتوافق على الخطوط العريضة والضمانات التي تسمح بالتقدم والحفاظ على المكتسبات». وأشار إلى أن هناك أيضا عقدة العماد عون وإصراره على التمسك بوزارة معينة لأسباب مجهولة، و«بوزير لم ينجح في فحص المحاسبة أمام الناخبين»، مشددا على أن «هذا الأمر يجب أن يحسم بسرعة».