حلفاء جنبلاط يؤكدون استمرارية خطه مع بعض «التمايز»

الحريري في إجازة فرنسية «بكل معنى الكلمة»

TT

عاش لبنان أمس يوما جديدا من الجمود السياسي، في انتظار «مفاجأة سارة» تعيد الحياة إلى عملية تأليف الحكومة وتجاوز تداعيات العاصفة التي أثارتها تصريحات رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الأخيرة عن مغادرته «14 آذار» ثم عودته إليها «مؤقتا»، بعد عدة أيام شهد اللبنانيون خلالها صنوفا مختلفة من الغزل والقدح والذم السياسي تبعا لموقع المادح والذام.

ويبدو أن تراجع جنبلاط «نصف خطوة» لم يشف ما أحدثه موقفه الأولي من شرخ في العلاقة بينه وبين «حليفه الاستراتيجي» رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي أقفل جهازه الجوال في وجه كل الاتصالات. وأكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الاتصالات لا تزال مقطوعة بين جنبلاط والحريري الذي يأخذ «إجازة بكل معنى الكلمة» مع عائلته في مدينة نيس الفرنسية. وأكدت المصادر أن كل ما قيل عن اتصالات أجراها الحريري مع قيادات في المعارضة والأكثرية «غير صحيح».

أما في بيروت، فقد بدأ نواب كتلة جنبلاط، الحزبيون وغير الحزبيين، في الخروج من «كوما» الصمت التي لازمتهم منذ اندلاع الأزمة، مما خلق انزعاجا لدى جنبلاط كما أكدت أوساط في الحزب التقدمي الاشتراكي في وقت سابق. خصوصا أن جنبلاط كان قد أوضح لهؤلاء أن الحزبيين ملزمون دون غيرهم بمواقف الحزب، أما غير الحزبيين فهم سيبقون في عداد الأكثرية حتى لو تركها جنبلاط.

وكان رئيس تيار «التوحيد اللبناني» الوزير الأسبق وئام وهاب أشار إلى أن لدى جنبلاط «قراءة جيدة لتطورات المنطقة الراهنة»، مؤكدا أن «طريق دمشق مفتوحة حتى أمام مسيحيي (14 آذار)، ولا نستبعد أي شيء مهم من أكثر من طرف»، متوقعا حصول أمور وتغيرات مهمة في المرحلة المقبلة، وأن «سياسة العزل انتهت»، موضحا أن «هناك تعاونا سعوديا سوريا جديا، وهناك توافق على إعادة توافق جديد، والصيغة تستدعي احتضان الجميع».

وشدد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد على أن «مواقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأخيرة ليست انقلابا على فريق (14 آذار) للدخول في فريق (8 آذار)، إنما هي مواقف تنطلق من قراءة عميقة للمستجدات الإقليمية والدولية والعربية واللبنانية، بهدف التغيير والتطوير داخل الحزب التقدمي الاشتراكي، وفي العناوين التي كانت ترفعها قوى (14 آذار)، للوصول إلى حالة لبنانية تلغي الانقسام العمودي الحاد بين فريقي (8) و(14)، والتطلع إلى موقع وطني جامع يلتقي فيه الجميع لتكريس صيغة العيش المشترك».

وشدد على «أن النائب جنبلاط حريص على إنجاح مهام الرئيس المكلف سعد الحريري للوصول إلى حكومة وطنية متجانسة»، وقال: «إن الأكثرية لا تزال أكثرية، وسنكون إلى جانب الحكومة لأننا جزء منها، وما يجمع الزعيم وليد جنبلاط بالرئيس الحريري تاريخ طويل من النضال الوطني المشترك ومن الصداقة والمحبة والإرث التاريخي والسياسي المشترك». وأكد أن «النائب جنبلاط له تمايزه في ما يتعلق بالشأن الدرزي الداخلي، وعلى قوى (14) آذار أن تتفهم هذا التمايز وهذه الخصوصية، خصوصا بعد أحداث السابع من مايو (أيار)، لأنه لا يريد للبنان أن يقع في فخ الفتنة المذهبية أو الطائفية، وهو بهذا التمايز يخفف الانقسام الحاصل في لبنان ويدعم الموقف الجامع الذي يلعبه رئيس الجمهورية، ولا يعني ذلك أن وليد جنبلاط أصبح في فريق (8 آذار) على الإطلاق».

أما عضو الكتلة نفسها النائب فؤاد السعد فقد رأى أن «الأزمة أو الجو الذي برز إثر تصريحات النائب جنبلاط الأخيرة، لن يؤخر أو يقدم، لأنه عاد وصوب الكلام الذي قاله قبل يومين، وقد قطعناه ومررنا به، وعدنا إلى ما كانت عليه أزمة تأليف الحكومة قبل تصريحات النائب جنبلاط، وفي النهاية عاد وصححها». واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» وكتلة الكتائب فادي الهبر أن جنبلاط يقوم بعملية تموضع في موقفه وهو يتجه إلى أن يكون مستقلا.