أسعار النفط تتراجع ولكنها ما زالت عند حاجز الـ70 دولارا

محلل: المستثمرون يركزون على ارتفاع العملة الأميركية وليس الخام

سعر برميل النفط يتأثر كثيرا بسعر العملة الأميركية (أ.ف.ب)
TT

انخفضت أسعار النفط دون مستوى 71 دولارا للبرميل أمس، فاقدة قوة دفعها بعد ارتفاعها الأسبوع الماضي مع تركيز التجار على المخزونات الكبيرة وتوقعات بارتفاع الدولار.

وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف 34 سنتا إلى 70.59 دولار للبرميل. وهبط سعر مزيج برنت 18 سنتا إلى 73.41 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الأميركي بنسبة 2 بالمائة الأسبوع الماضي لكنه أغلق على انخفاض يوم الجمعة بعد بيانات أميركية أظهرت انخفاض البطالة لأول مرة في 15 شهرا. وتم تفسير ذلك باعتباره يزيد من فرص ارتفاع أسعار الفائدة قبل نهاية العام ويدعم الدولار بدرجة كبيرة.

وأفاد ديفيد مور محلل السلع في كومنولث بنك في استراليا «بيانات العمالة الأميركية كان من شأنها دعم أسعار الخام لولا أن المستثمرين يركزون الآن على ارتفاع الدولار». وفي أغلب أوقات هذا العام ارتفعت أسعار الخام متبعة خطى الأسهم وكانت تسير في عكس اتجاه الدولار. والدولار القوي قد يكون محبطا لأسعار السلع المقومة بالعملة الأميركية التي تصبح أكثر غلاء بالنسبة للمتعاملين بعملات أخرى.

ويقول المحللون إن هذه العلاقات بدأت تتغير مع عودة التركيز في السوق على أساسيات العرض والطلب.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الوقود إذا انتعش الاقتصاد وهو ما تشير إليه أسواق الأسهم حتى الآن هذا العام.

وعلى الصعيد الآسيوي سجلت أسعار النفط تراجعا في الأسواق الآسيوية أمس، مع تحسن سعر الدولار متأثرا أيضا بأرقام البطالة الأميركية والتي جاءت أفضل من التوقعات. وفي المبادلات الصباحية، تراجع سعر برميل النفط الخفيف «لايت سويت كرود» تسليم سبتمبر (أيلول) 39 سنتا ليبلغ 70.54 دولارا.

أما برميل البرنت نفط بحر الشمال فتراجع 29 سنتا ليصل إلى 73.70 دولارا.

وعززت هذه الأرقام التي جاءت أفضل مما كان الخبراء يتوقعون (فقدان 325 ألف وظيفة) سعر الدولار، إذ رأت فيها الأسواق مؤشرا جديدا على أن الاقتصاد الأميركي الذي تضرر بالانكماش، في طريقه للتعافي.

والنفط مسعر بالدولار وأي تحسن في العملة الأميركية يدفع الأسعار إلى الارتفاع، مما يؤدي إلى تباطؤ الطلب ويسبب تراجعا في الأسعار.

وحذر المحللون من الإفراط في تفسير هذه الأرقام الإيجابية في الاقتصاد الأميركي، معتبرين أن الانتعاش في الولايات المتحدة سيستغرق بعض الوقت.

ولكن لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط في التعاملات الاسترالية، واستقرت عند 71 دولارا للبرميل أمس، بعد أن قلصت خسائرها المبكرة بفضل ارتفاع الأسهم الآسيوية الأمر الذي عزز معنويات السوق والتوقعات بانتعاش اقتصادي في حين منح تراجع الدولار دعما لمجموعة السلع الأولية. وساهمت خسائر طفيفة في سعر الدولار الأميركي بعد أن قفز أكثر من واحد بالمائة يوم الجمعة في تعزيز أسعار النفط. كما منح ارتفاع مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية بنسبة 1.3 في المائة دعما لأسعار الخام.

وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف 11 سنتا إلى 71.04 دولار للبرميل مستردا خسائره السابقة. وزاد سعر مزيج برنت 15 سنتا إلى 73.74 دولار للبرميل. وقد ارتفعت أسعار النفط أكثر من اثنين في المائة الأسبوع الماضي مع إعلان نتائج إيجابية بشكل عام للشركات ومؤشرات اقتصادية جيدة مما أثار الآمال بارتفاع الطلب على الوقود.

وقال رئيس أوبك أول من أمس، إن أسعار النفط عند مستوياتها الحالية ليست سيئة بالنسبة للمنظمة مما دعم التوقعات بأن من المستبعد أن تخفض المنظمة الإنتاج في اجتماعها الشهر المقبل.