جدل بشأن مصير برنانكي كرئيس للبنك المركزي الأميركي

كروغمان مدح أداءه في التصدي للأزمة وقال إن له الحق في فترة ثانية

TT

كوالالمبور ـ د.ب.أ: قال أستاذ الاقتصاد بول كروغمان في جامعة «برنستون» والحائز على جائزة نوبل، إن بن برنانكي يستحق رئاسة مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي «البنك المركزي» لفترة ثانية نظرا لنجاحه في مواجهة الأزمة المالية.

وقال كروغمان 56 عاما في مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية الأميركية في كوالالمبور، إن «له الحق في فترة ثانية لقد حول مجلس الاحتياط كخيار أخير إلى مؤسسة مالية وسيطة، وعندما أخفق النظام المالي في طرح رأسمال ـ السوق كانت في حاجة إليه تدخل مجلس الاحتياط».

وتكثف الجدل بشأن مصير بن برنانكي 55 عاما مع اقتراب فترته البالغة أربع سنوات على الانتهاء كرئيس لمجلس الاحتياط الاتحادي في الحادي والثلاثين من يناير (كانون الثاني) القادم.

وقالت «بلومبيرغ» إنه برغم من أن كروغمان والخبير الاقتصادي نوريل روبيني، أعربا عن تأييدهما لأستاذ الاقتصاد في جامعة «برينستون» سابقا، قال آخرون ومن بينهم آنا شوارتز إن انعدام الشفافية فاقم من الأزمة المالية.

وقال كروغمان إنني «أعتقد أن برنانكي قام بمهمة طيبة فعلا. فرغم أنه أخفق في رؤية قدوم ذلك وكان رد فعله بطيئا في المراحل الأولى، كان فعلا جيدا جدا في هذا الوضع الذي يصعب جدا رؤية أي شخص يمكن أن يبذل جهدا أكثر لمواجه هذه الأزمة».

ومع اقتراب فترته على الانتهاء، كتب برنانكي في صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالا وظهر في التلفزيون للدفاع عن الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها خلال الأزمة المالية.

وقال برنانكي الشهر الماضي في اجتماع للحكومة المحلية في كانساس بولاية ميسوري إنه «إذا تركت الشركات الكبرى تنهار بطريقة غير منظمة خلال أزمة مالية، فإن النظام بأكمله سينهار».

وفي إطار إجراءات برنانكي، خفض مجلس الاحتياط أسعار الفائدة الرئيسية إلى مستوى متدن جدا قرب الصفر وضخ ائتمانات في الاقتصاد بقيمة بلغت 1.1 تريليون دولار خلال العام الماضي.

ومن ناحية أخرى، قال جوزيف ستيغليتس الخبير الاقتصادي الحائز هو الآخر على جائزة نوبل في وقت سابق من هذا الشهر، إنه يتوقع «تعافيا بطيئا جدا» وإنه يجب التفكير في استبدال برنانكي.

وقال ستيغليتس أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا في مقابلة، إن «هناك الكثير من الحفر بالطريق، هناك مشاكل في سوق العقارات. ونعرف أنه سيكون هناك المزيد من حالات التعثر عن السداد بسوق الرهن العقاري ونعرف أننا لا نعرف وضع البنوك».

وجرت مواجهة في صحيفة «نيويورك تايمز» الشهر الماضي بين خبيري الاقتصاد روبيني وشوارتز بشأن مصير برنانكي. وأعرب روبيني أستاذ جامعة نيويورك الذي توقع الأزمة الائتمانية عن مساندته لمحافظ البنك المركزي، بينما كتبت آنا شوارتز المؤلفة المشاركة مع ميلتون فريدمان كتاب تاريخ السياسة النقدية الأميركية، قائلة إن رئيس المجلس يجب أن يتم استبداله نظرا إلى الخطوات الخاطئة في السياسة النقدية والفشل في الإعلان بوضوح عن أهداف البنك.

كان مجلس الاحتياط قد ساهم في إنقاذ بنك «بير ستيرنز» ومجموعة «أميركان إنترناشيونال غروب» للتأمين العام الماضي، بينما ساند إنشاء برنامج للتخفيف من الأصول المتعثرة بقيمة 700 مليار دولار.

وقالت شوارتز إن برنانكي فشل في تفسير سبب دعم المجلس لخطة إنقاذ «بير ستيرنز» وعدم إنقاذه بنك «ليمان برازرز هولدنغز» الذي تسبب إفلاسه في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في زيادة حدة أزمة الائتمان.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد صرح الشهر الماضي بأن برنانكي قد قام «بمهمة طيبة» كرئيس لمجلس الاحتياط، بينما رفض التعليق على إمكانية تمديد فترة أستاذ جامعة «برنستون» سابقا وهو أمر يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.