إسرائيل تهدد حزب الله وحكومة لبنان برد عنيف على أي عملية تنفذ ضد إسرائيليين في العالم

موسوي لـ«الشرق الأوسط»: أستبعد أن تنفذ إسرائيل تهديداتها

TT

وجه أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونائب وزير خارجيته داني أيلون، تهديدات مباشرة بالحرب إلى كل من حزب الله وحكومة لبنان. وقال أيلون محذرا: «إذا مست شعرة من أي دبلوماسي أو سائح إسرائيلي في أي مكان في العالم، فإن حزب الله والحكومة اللبنانية ستتحملان مسؤولية ذلك بأشد الصور». إلا أن حزب الله خفف من جدية هذه التهديدات، وقال النائب من حزب الله نواف الموسوي إنه يستبعد أن تنفذ إسرائيل تهديداتها هذه.

وقال نتنياهو الذي كان يتجول في المنطقة الجنوبية قرب قطاع غزة، إن «حزب الله هو العنوان الأول لإسرائيل في أية عملية»، ولكنه أضاف أنه في «حال دخول حزب الله إلى الائتلاف الحكومي في لبنان، فإن الحكومة اللبنانية تصبح كلها مسؤولة عن نشاط هذا الحزب».

وقد حاولت مصادر أمنية في إسرائيل التخفيف من وطأة هذه التهديدات بالقول إن الحدود الشمالية لا تشهد توترا على الأرض، رغم التصريحات والتهديدات المتبادلة بين زعماء إسرائيل وحزب الله. لكن إسرائيل تقول إن لديها معلومات مفادها أن «حزب الله يبذل جهودا خارقة لتوجيه ضربته لإسرائيل في إحدى الدول العربية أو الإسلامية أو الأجنبية». وقال داني أيلون إن المؤامرة التي كشف عنها النقاب في مصر بالتخطيط لاغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهن، «هي ليست وحيدة»، وإن هناك «محاولات شبيهة ضد أهداف وشخصيات إسرائيلية في أماكن أخرى من العالم». ورفض أن يفصح بمزيد من المعلومات.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي، قد صرح قبل أيام بأنه لا توجد أجواء توتر على الحدود الشمالية لإسرائيل، وأكد أن حزب الله ملتزم باتفاق وقف النار ولا يخرقه إلا في زيادة التسلح وفي نقل الأسلحة إلى الجنوب. ولكن مصادر في المخابرات الإسرائيلية خرجت بتقديرات أخرى قالت فيها إن «حزب الله يعيش ضائقة، بسبب فشله في الانتخابات وبسبب المصاعب التي يواجهها في دخول حكومة سعد الحريري العتيدة، وبسبب كشف خلايا الإرهاب التي أرسلها إلى مصر وتورط رئيسه حسن نصر الله في الاعتراف بأن قائد هذه الخلية هو عضو في حزب الله». وأضافت المصادر أن حزب الله «يريد أن يخرج من ضائقته بواسطة تنفيذ عملية إرهاب أو أكثر ضد إسرائيل تعيد له مكانته الجماهيرية في العالم العربي».

وقالت هذه المصادر إن «حزب الله لا يدرك بعد أن إسرائيل سترد على أية عملية كهذه بشكل عنيف»، وأضافت: «تقديرات هذا الحزب دائما تخطئ، وكما لم يتوقعوا أن ترد إسرائيل بعملية حربية واسعة على خطف الجنديين سنة 2006، سنفاجئهم هذه المرة أيضا في حالة إقدامهم على أية عملية إرهابية».

وقد قررت الحكومة الإسرائيلية توجيه رسائل علنية وسرية إلى حزب الله وإلى حكومة لبنان تهدد فيها بإجراءات خطيرة جدا ضدهما ردا على أية عملية. وحرصت إسرائيل على إبلاغ الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب بهذه الرسائل. وكان أيلون قد اجتمع أمس مع 29 عضوا في الكونغرس الأميركي من الحزب الديمقراطي يزورون إسرائيل، برئاسة النائب ستيني هويار، وعاد ليكرر تهديداته أمامهم.

وكان «حزب الله» قد استبق هذه التهديدات فأعلن على لسان أمينه العام حسن نصر الله، أن أي حرب إسرائيلية ستجابه «بردٍ قاسٍ»، وأرسى معادلة قوامها الضاحية الجنوبية أصبحت مقابل تل أبيب، وأشار إلى أن «المقاومة تحتفظ بمفاجآت عدة».

وعلى الرغم من التصعيد الإسرائيلي، فإن «حزب الله» يستبعد أن تشن إسرائيل حربا عليه هذا العام، وقال نائب «حزب الله» نواف الموسوي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «إسرائيل، وبعد عام 1956 لم تشن حربا إلا بناءً على طلب أو قرار أو موافقة من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الحروب الإسرائيلية هي حروب بقرارات أميركية. لذا يطرح السؤال التالي: هل الرئيس الأميركي باراك أوباما هو بصدد شن حرب في السنة الأولى من ولايته؟». وقال موسوي إنه «يستبعد هذا الاحتمال، لكن يجب التصرف وفقا للتهديدات الإسرائيلية». وأضاف أن «تهديدات إسرائيل، فضلا عن توجيهها رسائل إلى الشعب اللبناني وشن حرب نفسية عليه، تهدف إلى منع مطالبتها بالخروج من القسم الشمالي لقرية الغجر ومن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فالإسرائيليون يندفعون إلى الأمام لاحتواء الضغوط التي تمارس عليهم».

وعن احتمال قيام «حزب الله» بعملية ما انتقاما لاغتيال القيادي عماد مغنية تبرر لإسرائيل عدوانا تنوي القيام به، قال الموسوي: «إسرائيل كانت دائما في موقع العدوان، واستمرار احتلالها أراض لبنانية وانتهاكها الأجواء اللبنانية يضع اللبنانيين في حالة الدفاع عن النفس، ومن يتعرض للعدوان يأخذ ما يراه مناسبا من إجراءات». وأضاف أن «التهديدات لن تدفع اللبنانيين إلى الاستسلام أو التخلي عن إجراءاتهم الدفاعية». وأشار إلى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان قد تحدث في عيد الجيش عن أن الوسائل الدبلوماسية ليست وحدها الطريق لاستعادة الحقوق، وقال: «كلما شعر الإسرائيليون أن بوسعهم التقدم من دون مقاومة لا يتورعون، لذا فالمقاومة ضرورية».

ورأى النائب في كتلة القوات اللبنانية انطوان زهرا أن «إسرائيل وعلى رغم تهديداتها لا يمكن أن تواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومساعيه الهادفة إلى قيام دولة فلسطينية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الأميركية ترعى عن قرب مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط، ولا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تحبط المسعى الأميركي بالاعتداء على لبنان في هذه المرحلة».

وقال الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط إن «إسرائيل التي أجرت تقييما لموقفها العسكري والسياسي، وبعد ثلاث سنوات من سد الثغرات التي كشفتها حرب 2006، تبين لها أنها عاجزة عن شن حرب تنتصر فيها وتعوِّض هزيمتها». وأضاف «إن إسرائيل لا تستطيع أن تخالف الاستراتيجية التي تعتمدها الولايات المتحدة حتى نهاية عام 2010، وهي استراتيجية القوة الناعمة في الشرق الأوسط، وذلك لأنها تعمل على تجميد جبهاتها في العراق وإيران، مقابل تسخينها في أفغانستان وباكستان».