مدخنون عراقيون: قرار حظر التدخين في الأماكن العامة سيحرمنا من متنفسنا الوحيد

أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: سيضع بعض الجهات في مشكلات هي في غنى عنها

TT

كان إقرار الحكومة العراقية الأسبوع الماضي مشروع قانون يحظر التدخين في الأماكن العامة وقع الصاعقة على ملايين المدخنين العراقيين. ويرى مدخنون تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أنه في حال إقراره من قبل البرلمان فإن الحظر سيحرمهم من وسيلتهم الوحيدة للتنفيس عما بداخلهم من كبت نفسي، وحرمان من أبسط الخدمات.

وقصة التدخين والمدخنين في العراق طويلة وطريفة أيضا، فالعراقيون عرفوا التبغ منذ القدم وقاموا بزراعته لكنهم لم يكونوا يستخدمونه للتدخين بل لأغراض علاجية. وفي القرن التاسع عشر دخل الغليون وقدم من دول آسيا وتحديدا من الهند ثم دخلت «النارجيلة» التي تفنن أهالي بغداد في صناعتها. وثمة عوائل عريقة اكتسبت لقبها من تجارتها في التبغ مثل عائلة «التتنجي» (التتن هو الاسم الدارج للتبغ) وعائلة «النركيلجي»..

والغريب أن أهل العراق لم يكونوا ينظرون لتعاطي التبغ أو التدخين على أنه شيء معيب أو حكر على البالغين أو أنه للرجال دون النساء، بل كان أمرا طبيعيا أن يقوم الأب بشراء (كيس تتن) مع دفتر اللف لابنته التي لم يتجاوز عمرها الـ12 عاما.

المدخن حسين العجيلي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يدخن نحو ثلاث علب سجائر يوميا واعتبر القرار الجديد «تعديا على حقوقنا، فأي مضار ستلحق بالآخرين؟ أنا الذي أدخن وأنا أضر بنفسي، صحيح هناك أمور نحن نراعيها مثل عدم التدخين في سيارة ركاب أو داخل غرف دائرة حكومية أو خاصة، لكن كيف يمنعوننا من التدخين في الأماكن العامة؟». ودعا الحكومة إلى التخفيف من حدة القرار، مؤكدا أنه سيجابه برفض كبير «وقد يضع بعض الجهات في مشكلات هي في غنى عنها، فالكل يعلم أن الداخلية تمنع الإفطار العلني في رمضان لكن هل تمكنت من ردع المدخنين؟ الجواب كلا، فبعض العراقيين لا يمتثلون لأية تعليمات».

سهيل نجم، غير مدخن، قال إن هذا القرار «صائب جدا، فأنا زرت دولا عديدة ووجدت أنها منظمة جدا وتراعي حقوق الآخرين من حيث مضار التدخين فكل مكان يمنع فيه التدخين إلا بعض المناطق التي تخصص لذلك، أما في العراق فتجد التدخين في كل مكان المطار، الوزارة، المستشفى، السيارة، كل مكان، والمدخن لا يراعي مشاعر الآخرين».