وزير خارجية الصومال: واشنطن ستقدم لنا مساعدات عسكرية وأمنية عبر حكومات المنطقة

قال لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء الشخصية نجحت في توثيق العلاقة بين الشيخ شريف وكلينتون

TT

قال محمد عبد الله عمر، وزير الخارجية الصومالي، إن حكومة الولايات المتحدة معنية بدعم الحكومة الانتقالية في الصومال للقضاء على خطر تنظيم القاعدة، وتحجيم علاقته مع من وصفهم بالمتمردين الإسلاميين، الذين يسعون للإطاحة بالسلطة التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد.

وأضاف عمر في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، من العاصمة الكينية نيروبي، إن هذا الدعم يغطي كل المجالات الأمنية والعسكرية، لكنه نفى اعتزام واشنطن إرسال خبراء عسكريين أو أمنيين أو أية قوات عسكرية إلى الأراضي الصومالية.

وقال إن الأميركيين يتحدثون مع حكومات ودول المنطقة لحثها على تقديم كل المساعدات التي تحتاجها الحكومة الصومالية.

واعتبر عمر، الذي شارك في اللقاء الذي عقدته مؤخرا هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية مع الشيخ شريف شيخ أحمد، لمدة نحو 65 دقيقة، أن الكيمياء الشخصية قد نجحت في تفعيل علاقات الصداقة بين مسؤولي الطرفين.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف جرت الأمور في نيروبي بين الشيخ شريف ووزيرة الخارجية الأميركية؟

ـ كان الاجتماع هاما لإظهار حقيقة النوايا الأميركية، هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها الرئيس اجتماعا على هذا المستوى مع مسؤول أميركي بحجم هيلاري كلينتون، لقد حصلنا على انطباعات جيدة، الناس في هذه اللقاءات رفيعة المستوى في حاجة إلى معرفة بعضهم بعضا، وفى حاجة إلى تفعيل الكيمياء الشخصية أيضا.

* وهل تعتقد أن هذه الكيمياء قد نجحت بالفعل؟

ـ لقد نجحت بشكل مطلق

* كيف يمكن أن تفسر لنا هذا؟

ـ المسؤولون في الطرفين أصبحوا أصدقاء الآن، سواء الرئيس الشيخ شريف، مع السيدة هيلاري، أو على مستوى علاقاتي الرسمية معها، أصبحنا نعرف بعضنا بعضا، عندما التقط سماعة الهاتف أعرف الآن من هو الذي يتكلم على الجهة الأخرى، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس، ولذلك بإمكاننا الآن أن نتحدث عن بدايات صداقة، والفضل يعود إلى تلك الكيمياء الشخصية التي عملت بنجاح حتى الآن، وهذا أمر مهم في هذه المرحلة.

* ما هي المساعدات التي تتوقعون الحصول عليها؟

ـ سيقدم لنا الأميركيون مساعدات عسكرية كما فعلوا في السابق، وسيقدمون كل الدعم السياسي، وكما رأيت فقد وجهوا رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى إريتريا لكي تتوقف عن تدخلها السافر والسلبي في الشؤون الداخلية للصومال، لدينا الأهداف نفسها في أن حركة الشباب كمنظمة مرتبطة بتنظيم القاعدة لا يجب أن تنجح في تنفيذ سياستها وأجندتها الإرهابية في الصومال.

وهم أيضا على المستوى الإنساني مستعدون لمساعدتنا طبيا وصحيا، والمساعدة في تدريب موظفي ومسؤولي السلطة الانتقالية وأنت تعلم أن هناك عدد يتراوح مابين 250 ألف إلى 300 ألف صومالي يعيشون في أميركا، ولذلك لدينا مجتمع نشط هناك.

مرة ثانية الأميركيون مستعدون لمساعدتنا بكل الوسائل والطرق سواء العسكرية أو الدبلوماسية أو المالية أو الإنسانية والخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم

* هل طلبت هيلاري أشياء معينة منكم في المقابل؟

ـ لا هي لم تطلب شيئا، نحن الطرف الذي كان بحاجة إلى طلب المساعدات وقد فعلنا.

* أعني ما هو نوع المعلومات التي كانت معنية بالسؤال عنها؟

ـ كانت معنية بأن تسمع من الرئيس وبشكل مباشر تقييمه للموقف السياسي والعسكري الراهن في مقديشو، وما يجرى بشأن عملية السلام والمصالحة الوطنية والموضوعات الخاصة بحقوق الإنسان والمرأة، وهنا تحديدا كانت مهتمة للغاية، لأن هناك حالات معينة كثيرة عانت منها النساء الصوماليات، كما سألت أيضا عن ظاهرة الأطفال المجندين ضمن الميليشيات المسلحة في البلاد.

* وماذا عن ملف ظاهرة القراصنة المسلحين قبالة السواحل الصومالية؟

ـ نعم، أبدت هيلاري اهتماما بالغا بهذا الأمر ويمكنني القول إن لدينا الأفكار نفسها حيال كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، في تقديرنا القرصنة يجب أن تنتهي وتختفي بأسرع ما يمكن.

إنهم ملتزمون بدعم قوات الأمن الصومالية، وهم المساهم الرئيسي والأكبر في تمويل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (الأميصوم) وهم مستمرون في هذا، وسيواصلون العمل على أن تكون لقواتنا وأجهزتنا الأمنية والعسكرية القدرة على القيام بالمهام المنوطة بها، وسيدفعون من أجل تمويل إعادة تدريب قواتنا، لن يشاركوا في هذه العملية بأنفسهم ولن يرسلوا جنودا للصومال، لكنهم سيساعدون دولا وحكومات أخرى في المنطقة، سواء كانت أوغندا أو بوروندي أو إثيوبيا لكي تقدم لنا مساعدات عسكرية وكل ما نحتاجه.

* تعني أنه لن يكون هناك تدخل أميركي مباشر؟

ـ نعم لن يحدث هذا، إنهم يتحدثون مع حكومات المنطقة لكي تقدم لنا المساعدات والتسهيلات، لن يرسلوا أي جنود ولن يكون هناك أي خبراء أميركيين عسكريين أو أمنيين في الصومال، ولن يشاركوا في التدريب بأنفسهم على أرض الواقع، وستكون هناك عملية تدريب جارية في جيبوتي، وسنحصل على المساعدات برعاية أميركية من عدة حكومات في المنطقة مثل كينيا ومصر وأوغندا، هذا هو الاتفاق الذي توصلنا إليه في هذا الإطار.

* وماذا عن الخدمات المدنية؟

ـ حسنا لدينا تعهدات أميركية بشأن تقديم مساعدات للحكومة والشعب في مختلف المجالات، سواء إقامة المشروعات أو بناء المدارس والمستشفيات أو المشاريع الزراعية، سيكون هناك نوع كبير من التعاون الثنائي في هذه المجالات قريبا.

* هل نتحدث عن مشروع مارشال كبير إذن؟

ـ لا، نحن لا نتحدث عن مليارات الدولارات، نحن نتكلم عن مشاريع عاجلة، نحن بحاجة إلى مجرد البداية وبعدها يمكننا البناء عليها.

* هل سيحل الشيخ شريف، ضيفا في القريب على البيت الأبيض؟.

ـ إن شاء الله، نأمل أن يحدث هذا، لكن ليس هناك اتفاق في هذا الإطار، وليست هناك مواعيد محددة، ولكن بالطبع هذا سيكون هدفنا التالي، عليك أن تلاحظ أن هذا اللقاء هو الأول ولا يمكنك أن تنجز كل الأشياء في مجرد اجتماع واحد فقط.

* هل سألتكم كلينتون عن تنظيم القاعدة؟

ـ طبعا هذا كان الموضوع الرئيسي بطبيعة الحال، وأخبرناهم أن لدينا أكثر من ألفي مقاتل أجنبي في الصومال يشاركون في القتال إلى جانب المتطرفين الإسلاميين، الذين يسعون للسيطرة بالقوة على السلطة وقلب نظام الحكم، والاعتداء على الشرعية الدولية.

* هناك تعاون أمني واسع في هذا الصدد؟

ـ نأمل أن نتمكن، بفضل هذه المساعدات واهتمام المجتمع الدولي والدول المعنية، من القضاء على خطر هؤلاء داخل الصومال، وأن نقطع كل علاقة بالتنظيمات الداخلية مع أي تنظيم موجود في الخارج سوءا «القاعدة» أو غيره.