كروبي يؤكد تعرض متظاهرين محتجزين من الجنسين للاغتصاب.. ويطالب بفتح تحقيق

قال إن النساء تَعرّضن لاعتداءات وحشية.. وإن شبانا يعانون انهيارا عصبيا * رفسنجاني لن يؤم صلاة الجمعة المقبلة

TT

أكد المرشح الإصلاحي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مهدي كروبي أمس فضيحة أن عددا من المعتقلين خلال تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، تعرضوا للاغتصاب في السجن، وطالب السلطات بفتح تحقيق في الأمر. وقد شكلت أزمة التعامل مع المعتقلين السياسيين، في السجون الإيرانية فضيحة مدوية في إيران.

وقال كروبي إنه تسلم تقريرا من قادة عسكريين سابقين وغيرهم من كبار المسؤولين يفيد بتعرض عدد من المعتقلين من الجنسين (النساء والرجال) للاغتصاب بشكل مستمر من قِبل السجانين. وقال في رسالة وجهها إلى الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، الهيئتين الأساسيتين في السلطة الإيرانية، إن «عددا من الأشخاص الموقوفين أكدوا أن بعض الشابات تَعرّضن للاغتصاب بشكل وحشي». وتابع أن «شبانا أيضا تعرضوا للاغتصاب بشكل وحشي.. ويعانون منذ ذلك الحين من انهيار عصبي ومشكلات نفسية وجسدية خطيرة».

ووجه كروبي رسالته إلى رفسنجاني في 29 يوليو (تموز)، مشيرا إلى أنه حدد مهلة عشرة أيام للحصول على رد قبل أن يكشف نص الرسالة للإعلام. وكانت الرسالة نُشرت لمدة وجيزة على موقعه على الإنترنت «اعتماد مللي» قبل سحبها مباشرة. وأقرت السلطات بوفاة عدد من المعتقلين وأكدت وقوع عمليات تعذيب. وقال المدعي العام الإيراني قربان علي دري نجف آبادي، أول من أمس إن بعض المعتقلين ممن أُلقي القبض عليهم في أعقاب المظاهرات تعرضوا للتعذيب، وأشار إلى أن «أخطاء قادت إلى بعض الحوادث المؤلمة التي لا يمكن الدفاع عنها، وأن المتورطين فيها لا بد من معاقبتهم». لكن رئيس الشرطة الإيرانية رد قائلا إن وفاة المتظاهرين المعتقلين بسبب فيروس، لا بسبب تعرضهم للتعذيب. وفي آخر يوليو (تموز) أمر المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي بإغلاق معتقل كهريزاك حيث احتجز مسؤولون إصلاحيون ومتظاهرون لأنه «لا يراعي المعايير اللازمة لاحترام حقوق المتهمين». واعتقل نحو ألفي شخص خلال التظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو (حزيران)، وقُتل خلالها نحو ثلاثين شخصا بحسب الحصيلة الرسمية. وأفرج عن معظم المعتقلين بكفالة غير أن مائتي شخص ما زالوا قيد الاعتقال.

إلى ذلك قالت مصادر رسمية في طهران أمس إن الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني قرر عدم إمامة صلاة الجمعة في جامعة طهران، كما كان مقررا، لتجنب وقوع مظاهرات مناهضة للحكومة. وقال حجة الإسلام رضا تقوي رئيس مجلس توجيه أئمة الجمعة إن قرار رفسنجاني لا يريد حدوث «تجاوز سياسي غير مقبول» على ما أفادت وكالة «فارس». ونقلت الوكالة عن تقوي إن رفسنجاني «لن يشارك في صلاة الجمعة (في طهران) تفاديا لأي تجاوز سياسي غير مقبول». وتتناوب أربع شخصيات سياسية ودينية على صلاة الجمعة بطهران. وأضاف المتحدث: «كان من المفترض مبدئيا أن يؤم آية الله هاشمي رفسنجاني الصلاة هذا الأسبوع لكن تفاديا لأي تجاوز سياسي غير مقبول قرر إفساح المجال أمام شخصية أخرى لتؤم الصلاة». ومن جهته قال زيزا تاجافي المسؤول عن تنسيق إقامة صلاة الجمعة في طهران لوكالة «فارس»: «من أجل منع استخدام الصلاة لغرض سياسي قرر رفسنجاني عدم إمامة الصلاة وتركها لشخص آخر».

وفي 17 يوليو (تموز) الماضي أمّ رفسنجاني صلاة الجمعة بطهران بعد صمت دام عدة أسابيع. وأكد حينها أن السلطة فقدت قسما من ثقة الإيرانيين بعد انتخابات 12 يونيو (حزيران) الرئاسية وتظاهرات الاحتجاج التي تلتها. وقال حينها إن «مهمتنا الأساسية هي استعادة الثقة التي وضعها الشعب فينا والتي فُقدت إلى حد ما».

وأكد أن على السلطة أن تتخذ سلسلة من الإجراءات لإعادة الهدوء لا سيما «الإفراج عن الأشخاص المعتقلين» و«إعادة فتح الصحف المغلقة». واغتنم أنصار مرشحي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي تلك الفرصة لدعوة أنصارهم إلى المشاركة بقوة في الصلاة مرددين شعارات مناوئة للحكومة. وبالإضافة إلي رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيس السابق مهدي كروبي يعد رفسنجاني أحد قادة المعارضة الرئيسيين. ولم يعترف الثلاثة بإعادة انتخاب أحمدي نجاد وقاطعوا كل من مراسم التنصيب وحلف اليمين. من جهة ثانية دعت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام أمس إلى تشديد الضغوط الدولية على إيران للدفع بالديمقراطية في بلادها، منددة بالقمع الذي يمارَس على المعارضة الإيرانية. وقالت عبادي في مقابلة أجرتها معها صحيفة «تشوسون إيلبو» الكورية الجنوبية: «إنني أعارض العقوبات العسكرية والاقتصادية على إيران إذ أنها ستؤدي إلى تفاقم الوضع». وتابعت: «لكن تكثيف تحركات الرأي العام سيسهم في إحلال الديمقراطية في إيران». وكانت عبادي الناشطة في مجال حقوق الإنسان التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2003 وصلت إلى سيول السبت في زيارة تستمر ستة أيام لتلقي جائزة مانهاي السنوية للسلام التي تحمل اسم إصلاحي كوري من البوذيين في القرن العشرين. وأبدت عزمها على تكثيف حملتها من أجل رفع الرقابة في إيران. وقالت: «أريد أن يعرف الجميع ما يجري في إيران وأن أجعل منها بلدا حرا».

ونددت عبادي باعتقال المواطنين الذي تظاهروا احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقالت في مقابلة أخرى مع صحيفة «دونغا إيلبو»: «إنني لا أتخذ موقفا سياسيا بل أعارض القمع العنيف الذي تمارسه الحكومة»، مضيفة: «يجب استئصال العنف وإطلاق سراح جميع الذين اعتُقلوا بعد الانتخابات». وقالت عبادي للصحيفة إن الحكومات غير الديمقراطية تستغل كلمة الإسلام لتطبيق سياسة قمعية تتعارض مع حقوق الإنسان».