لجنة انتخابات فتح تمدد فترة التصويت لأعضائها في غزة.. وتأخر عملية الفرز

المنافسة تشتد بين تيارات أبو عمار وأبو مازن.. والجيل الشاب بقيادة البرغوثي

رجل أمن فلسطيني أثناء حراسته لمؤتمر فتح في بيت لحم أمس (أ.ب)
TT

اضطرت لجنة الانتخابات في المؤتمر العام السادس لحركة فتح، أمس، إلى تمديد فترة التصويت لأعضاء المؤتمر من قطاع غزة مرتين، مرة حتى الرابعة عصرا، ومرة تركتها مفتوحة، بعدما كان يجب أن تنتهي فجرا بانتهاء عملية التصويت كلها. وقالت لجنة الانتخابات إن هذا القرار جاء لتمكين ما تبقى من أبناء حركة فتح في غزة من المشاركة لاختيار أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري للحركة.

أما أحمد نصر، مرشح اللجنة المركزية من غزة، فقد قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن أحدا لم يتصل به، وإن 200 من أعضاء المؤتمر في غزة لم يشاركوا في التصويت (حتى الخامسة بتوقيت فلسطين)». واتهم نصر إدارة المؤتمر، بأنها تريد، عمدا، إسقاط أعضاء غزة.

وردا على ما إذا كانت «حماس» تضيق على أعضاء المؤتمر في القطاع، قال نصر: «لا.. لا». ثم استدرك قائلا: «هذا السؤال ما بدي أجاوب عليه».

وكانت عملية فرز الأصوات التي بدأت صباح أمس في بيت لحم في قاعة المؤتمر، قد توقفت، وتم تأجيلها، بعدما أبدى أعضاء غزة اعتراضا على أن قسما كبيرا منهم لم يصوت، وقالت مصادر في مؤتمر فتح لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 100 من أعضاء غزة لم يتمكنوا من التصويت، وليس 200.

وقال نبيل عمرو، الناطق الرسمي باسم المؤتمر، إن الفرز تأخر بسبب تمديد التصويت لأعضاء «فتح» في غزة، بسبب اعتداءات الحكومة المُقالة على أعضاء الحركة في غزة، ومنعهم من التصويت وملاحقتهم. وبعدما أعلن عمرو أن عملية الفرز في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري ستبدأ الساعة الرابعة، أعلنت إدارة المؤتمر تمديد فترة التصويت لأعضاء القطاع.

واعتمدت لجنة الانتخابات، عدة معايير للتعرف على العضو المتصل من غزة، ومن بينها صوته الذي سيخضع لفحص عبر لجنة صوت، ورقمه الشخصي، ورقم هويته، وسؤاله بعض الأسئلة التي لها علاقة بشخصه. وأقرت هذه الطريقة الانتخابية عبر الهاتف، بعدما منعت الحكومة المُقالة في غزة أعضاء المؤتمر من السفر إلى الضفة الغربية، بل قامت باعتقال بعضهم واحتجاز أوراقهم الثبوتية لمنعهم من السفر.

وكان باب التصويت أغلق الساعة الرابعة من فجر أمس، بعد أن مدد 4 ساعات، بسبب عدم انتهاء عملية التصويت في بيت لحم، وسارت العملية بشكل بطيء، إذ اضطر كل شخص لكتابة 89 اسما يرشحهم للمجلس الثوري، و19 للجنة المركزية.

وبلغ عدد المرشحين للجنة المركزية 96، والمجلس الثوري 617، فيما بلغ عدد أعضاء المؤتمر الذين يحق لهم الانتخاب 2355.

وأخذ كثير من المؤتمرين بمغادرة بيت لحم، بينما يحبس المتنافسون أنفاسهم بانتظار النتائج، التي ستكرس قيادة «فتح» الجديدة. وكان التنافس شديدا بين قيادات كبيرة في الحركة، ومتخاصمة، وبعضها اتفق في اللحظات الأخيرة. ومن غير المعروف كيف ستكون النتائج.

لكن قاعدة فتح الشابة تأمل في ضخ دماء جديدة للحركة، وإن كانت التوقعات بأن التيار الشاب الذي يمثل معظمه أبناء الداخل، في الضفة وغزة، لن يتمكن من إحداث اختراق كبير في المركزية، وسيفعل ذلك في المجلس الثوري.

ويراهن بعض شباب فتح بأن رؤوسا ستطير، وأن آخرين سينجحون في الوصول إلى المركزية، لكن الأعين تتركز أكثر على القيادي الأكثر جدلا في «فتح»، محمد دحلان، الذي حملته قيادات كبيرة في الحركة مسؤولية سقوط غزة، فرد هو باتهام جميع المستوى السياسي في «فتح»، بأنه سلم غزة على طبق من ذهب، ولذلك فأعداؤه كثيرون.

وتعتبر التشكيلة التي ستخرج بها المركزية دليلا إلى أي حد، ما زال يسيطر تيار الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، على «فتح»، الذي يمثله أشخاص مثل جبريل الرجوب، وعثمان أبو غربية، ومحمد المدني، أم أن تيار الرئيس الحالي محمود عباس هو الذي يسيطر، وقالت مصادر في «فتح» إن الرئيس يريد نجاح أشخاص، مثل حسين الشيخ، وصائب عريقات، ونبيل عمرو، وأبو ماهر غنيم، وسليم الزعنون.

وقد يتمكن الجيل الشاب من إنجاح القيادي الأسير، مروان البرغوثي، الذي يحاولون القول بأنهم يمثلون تيارا بعينه، وقد ترشح كثير من أنصاره في المجلس الثوري، وبعضهم في اللجنة المركزية، مثل قدروة فارس، وجمال حويل.