4 تفجيرات في بغداد والموصل توقع 47 قتيلا ونحو 230 جريحا

شاحنتان مفخختان تدمران قرية لطائفة الشبك

سيدتان عراقيتان تشعران بالذهول وهما ترقبان الأضرار التي ألحقها انفجار شاحنتين ملغومتين في مدينة الموصل أمس (إ.ب.أ)
TT

أوقعت أربعة تفجيرات وقعت صباح أمس في بغداد والموصل ما لا يقل عن 47 قتيلا ونحو 230 جريحا، حسبما أفادت مصادر في الشرطة وأخرى طبية.

وانفجرت شاحنتان ملغومتان في الساعة 4:00 في قرية الخزنة (20 كلم شرق الموصل) ما أدى إلى مقتل 28 شخصا وإصابة 155 آخرين وتدمير 35 منزلا في تلك البلدة التي تسكنها طائفة الشبك، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وتنتشر هذه الطائفة التي تتكلم لغة خاصة بها وهي الشبكية وهي خليط من اللغات التركية والفارسية والعربية والكردية في عدد من قرى الموصل ومحافظة نينوى، وتمتهن الزراعة والتجارة. وقد تعرضت هذه الطائفة ومعظمهم من الشيعة لقمع شديد في عهد صدام حسين وكانت هدفا لاعتداءات القاعدة بعد الاجتياح الأميركي سنة 2003. ويمثل هذه الطائفة نائب واحد في البرلمان وهو عضو في الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم.

وأكد شهود عيان أن الاعتداء أسفر عن أضرار في جميع منازل القرية، ولم يسلم منها أي مبنى. وقال محمد كاظم (37 عاما، أحد الجرحى الراقدين في المستشفى): «كنت نائما على سطح المنزل واستيقظت على أثر زلزال قوي، وشاهدت بعدها غيمة كبيرة من الدخان والأتربة ترتفع إلى السماء». وأضاف كاظم الذي يعمل مهندسا: «بعدها بأقل من دقيقة وقع انفجار آخر دفعني وأسقطني أرضا وانهالت عليّ الحجارة حتى أُغمي عليّ». بدوره، قال فلاح رضا (23 عاما، يرقد أيضا في المستشفى): «قُتل أحد عشر فردا من عائلتي في الانفجار الثاني». وأضاف وهو مصاب في ساقه وذراعه: «انهار المنزل بالكامل علينا، الأمر كان أشبه بزلزال عنيف!».

من جانبه، أعلن طبيب في مستشفى مدينة الطب أن معظم الضحايا قُتلوا تحت الأنقاض التي خلّفها عصف الانفجارين، وقال يحيى الجبوري إن «معظم الإصابات، كانت نتيجة الحجارة والعصف وانهيار المباني على السكان في أثناء نومهم داخل المنازل وعلى سطوحها». وتابع: «هناك حالات خطيرة يتم التعامل معها الآن وآخرون دخلوا إلى صالة العمليات». وقارن أحد الضحايا الراقدين في المستشفى الانفجارين بيوم القيامة، وقال أسعد سالم: «كنت قد انتهيت من صلاة الفجر وأحاول النوم حين وقع الانفجار الأول الذي دمر كل شيء في بيتي». وأضاف أسعد سالم الذي أصيب بجروح في الرأس والصدر: «بعد لحظات وقع الانفجار الثاني، الذي خلّف عصفا ترابيا دخل إلى المنزل؛ ضننت أنه يوم القيامة وأن هذه نهاية الحياة». يشار إلى أن العديد من العائلات تنام في سطوح منازلها بسبب الحرارة العالية ونقص التيار الكهربائي في البلاد.

وفي بغداد استهدف اعتداءان بالسيارة المفخخة في الساعة 6:00 تجمعا للعمال الموسميين. وأفادت مصادر في الشرطة أن «سبعة عمال على الأقل قُتلوا وأصيب 46 آخرون بانفجار عبوة ناسفة وُضعت داخل كيس للأسمنت». وأضافت أن «تسعة عمال آخرين قُتلوا وأصيب 36 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في حي الشرطة الرابعة جنوب بغداد». إلى ذلك، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 14 بينهم أربع نساء بانفجار عبوة ناسفة في حي الفرات في منقطة السيدية (جنوب غربي بغداد).

وقُتل أكثر من 45 شخصا وجُرح 300 آخرون الجمعة في سلسلة اعتداءات استهدف معظمها الشيعة، قد تخل بتوازن هش في بلد بدأ يتعافى من حرب طائفية. وتراجعت أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة في معظم أنحاء العراق، لكن الاعتداءات ما زالت تحدث بانتظام في العاصمة والموصل ثانية كبرى مدن العراق حيث التمرد ما زال مستمرا. وانسحبت القوات الأميركي نهاية يونيو (حزيران) من المدن العراقية في إطار الاتفاق الأمني المبرم مع بغداد.