«لمح البصر» يعيد حسين فهمي وصفوت غطاس للسينما المصرية

بعد غياب طويل وبقصة لنجيب محفوظ

الندوة التي أعقبت عرض الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية وشارك فيها حسين فهمي («الشرق الأوسط»)
TT

أعاد فيلم «لمح البصر»، الذي مثل مصر في المسابقة الرسمية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، الفنان حسين فهمي للسينما بعد غياب طويل، وكذلك المنتج صفوت غطاس.

يشارك في بطولة الفيلم، إلى جانب حسين فهمي، كوكبة من النجوم منهم أحمد حاتم، بطل فيلم «أوقات فراغ»، ومنى هلا، وهبة عبد العزيز، وميسرة، والمطرب الشاب هيثم سعيد.

الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب نجيب محفوظ، وكتب السيناريو والحوار نبيل شعيب، ويعد أول تجربة روائية طويلة للمخرج الشاب، يوسف هشام، الذي سبق وأخرج فيلمين للسينما التسجيلية.

وحول دوره في الفيلم قال الفنان حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: «الفيلم يناقش فكرة فلسفية، ويحفز على التفكير والتأمل، ولا يسعى للغموض، فهو يتحدث عن الخير والشر في النفس البشرية، والنهاية المحتومة لكل منهما، وبالنسبة لدور «جابر» في الفيلم أعتقد أنه أضاف لي، لأن الشخصية مركبة وليست سهلة، والدور يحمل معاني ورسائل ستصل للمشاهد عبر الفيلم، وهي مكتوبة بشكل جيد جدا، وكان علي أن أقوم بتوصيلها للمشاهد بكل صدق، وبكل ما تحمله من أحاسيس، والأهم أن أقدم الشخصية بالترابط مع كل الشخصيات».

وأضاف فهمي: «لقد درست الإخراج، وهو مرتبط بالفكر والفلسفة، وقد ساعدني ذلك، إلى جانب خبرتي الطويلة كممثل، أن أقوم بتجسيد شخصية (جابر)، وأعتقد أن فكر نجيب محفوظ ليس غريبا عني، لأني قدمت له فيلما مأخوذا عن روايته ويحمل اسمها (باقي من الزمن ساعة)، فهي تتميز بمذاق خاص».

ونفى فهمي وجود تشابه بين شخصيته في فيلم «اختفاء جعفر المصري» الذي قام ببطولته عام 2002 مع نور الشريف، وشخصيته في فيلم «لمح البصر»، على الرغم من أنه يجسد في كلا الفيلمين دور الشيطان.

وعن مشاركته البطولة لنجوم شباب، أكد حسين فهمي أن بداياته كانت مع عمالقة السينما المصرية، وقد سانده مخرجون وفنانون كبار مثل سعاد حسني، ونادية لطفي، قائلا: «مسؤوليتي الآن هي الوقوف إلى جانب النجوم الشباب سواء في التمثيل أو الإخراج أو التصوير». من جانبه أعلن المنتج صفوت غطاس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن نيته لإنتاج 10 أفلام من النوعية التي يرى أنها غابت عن السينما المصرية لفترة طويلة، وهي الأفلام ذات الموضوع، وقال: «أنا متحمس جدا للشباب الجدد الذين يحبون السينما، وحماسي لا يقل أبدا تجاه نجم مثل حسين فهمي الذي يتصادف أن يرافقني في كل مرحلة جديدة أغزو بها عالم السينما. والمرحلة القادمة ستشهد الاختلاط بين النجوم الشباب والنجوم الكبار رافعين شعار (لا للأفلام المبتذلة)».

ويراهن غطاس على سينما الموضوع، مؤكدا ثقته في إقبال الجماهير على الفيلم، خاصة أنه حرص على تحويله من ديجيتال إلى 35 ملم، ليعرض في دور السينما، وأنه يعتمد على موضوع يمكن أن يُحكى، وسيتناوله الجمهور في أحاديثهم.

وعلق حسين فهمي قائلا: «إن غطاس من المنتجين القلائل المتابعين لحركة التطور في صناعة السينما في العالم، ومن القلائل الحريصين على شراء أحدث الآلات والمعدات، فقد تم تصوير الفيلم بتقنية الديجيتال (High definition)، وأنا متأكد أن الفيلم سيحقق نقله في صناعة السينما المصرية».

وقال يوسف هشام، مخرج الفيلم، في الندوة التي أعقبت عرضه على هامش المهرجان، إنه سعيد ببدايته القوية مع منتج مثل صفوت غطاس، والنجم حسين فهمي، وقصة عظيمة لنجيب محفوظ، وموسيقى تصويرية لراجح داود، وأضاف هشام في حديثه: «سادت في كواليس التصوير روح رائعة أهمها اهتمام النجم حسين فهمي بالعمل وأدق التفاصيل، في الوقت الذي لم تبخل فيه جهة الإنتاج بأي شيء على الفيلم».

أما نبيل شعيب، كاتب السيناريو والحوار، فقال: «كنت في البداية أفكر في عمل مسلسل تلفزيوني مأخوذ عن عمل أدبي لنجيب محفوظ، وبعد قراءة مجموعة (الشيطان يعظ)، أثارتني قصة (اللقاء)، وسألت نجيب محفوظ ولم أنتظر الرد، وكتبت المعالجة والسيناريو، وقمت بإضافة بعض الشخصيات التي استوحيتها من عالم نجيب محفوظ، ومنها شخصية (شكرون)، والفيلم يحمل أبعادا فلسفية كثيرة جدا». وقال بطل الفيلم أحمد حاتم، الذي قدم دور «فؤاد» إنه في أول أيام الفيلم انتابه الخوف من الوقوف أمام حسين فهمي، لكنه أزال حاجز الخوف بأسلوبه الراقي، كفنان ونجم سينمائي حقيقي.

بينما أكد المطرب هيثم سعيد أنه ينتظر حاليا عرض فيلم «لمح البصر» الذي يشارك في ببطولته ويقدم من خلاله دور «أشرف»، الشاب المثالي الذي لا يرضخ للاستفزاز، معتبرا أنها الانطلاقة الحقيقية له في السينما. وأبدى هيثم سعادته بمشاركة الفنان حسين فهمي في الفيلم، متمنيا نجاحه في هذه التجربة، مشيرا إلى أن قصة الفيلم مليئة بالأحداث الدرامية المثيرة إنسانيا واجتماعيا.

يبشر الفيلم بنوعية جديدة من الأفلام التي تنشد الارتقاء بذوق الجمهور، من حيث الاهتمام الشديد بالتفاصيل، وبلغة سينمائية سلسة وواقعية تنسجم مع مقومات الفيلم، بداية من التتر الذي يحمل الميثولوجيا اليونانية حول الخير والشر، ويفتتح به مشاهده على كورنيش الإسكندرية، في إشارة خاطفة على ما تحمله عروس المتوسط من روح الحضارة اليونانية، ومن المنتظر عرض الفيلم جماهيريا في موسم عيد الفطر المبارك.