14 سعودية في أول مشروع إنتاج سياحي شعاره «صنع في الشرقية»

يسعى لنشر تراث وثقافة المنطقة بين السياح.. وتدعم أرباحه الأسر الفقيرة

جانب من الألبسة المزاوجة بين التراث والخطوط المعاصرة («الشرق الأوسط»)
TT

في حين يحرص زوار الطائف على شراء مشتقات الورد الطائفي، ويهتم زوار القصيم بتذوق «الكليجا» اللذيذة، وينجذب زوار المدينة المنورة لرائحة «نعناع المدينة»، يسافر معظم زوار المنطقة الشرقية منها دون اقتناء منتج تذكاري يخص المنطقة، ومن هنا جاءت فكرة أول مشروع نسائي من نوعه، يجمع 14 سعودية، ويحتضنه مركز الأربعائيات الثقافي في الدمام، من المخطط أن تدعم أرباحه الأسر المحتاجة، وسيتم اطلاقه منتصف شهر رمضان المبارك. وأوضحت سارة الخثلان، صاحبة الفكرة والمركز، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يهدف لتنشيط السياحة في المنطقة الشرقية، قائلة «من المفترض دعم السياحة بمنتجات مشغولة في بلدي». وأشارت لحرص معظم السياح على اقتناء قطع وتذكارات تخص المنطقة التي زاروها لتقديمها كهدايا لأهلهم ومعارفهم، الأمر الذي يعد شبه غائب لدى زوار المنطقة الشرقية، خاصة في ظل الانتعاش الكبير الذي يشهده قطاع السياحة بالمنطقة. ووفقا لجولة «الشرق الأوسط» في ورشة العمل، فتتضمن المنتجات السياحية مجموعة من الحقائب المشكلة من القطع القديمة كـ«الشالكي» و«الخيش»، وعدة القرقيعان، والتحف والعرائس اليدوية، وألبسة الأطفال التراثية وثياب النشل، فيما تكفلت نورة، إحدى منسوبات المركز، بعرض قطعة كروشيه، قائلة «من الممكن أن تكون شال رقبة أو حزاما للخصر على الجينز»، في إشارة منها للمزاوجة بين تراث المنطقة والروح المعاصرة لجذب أكبر شريحة من السياح.

يأتي ذلك في حين تكشف أحدث احصاءات مركز «ماس» للمعلومات والأبحاث السياحية التابع لهيئة السياحة والآثار عن تربع المنطقة الشرقية في المركز الثالث من حيث حجم السياح القادمين إليها، بعد كل من مكة المكرمة والرياض، وذلك لعام 2008، بينما قدرت نسبة إنفاق السائح الواحد على قطاع التسوق والمشتروات بنحو 22 في المائة من مجمل المصروفات، أي ما يقارب ربع تكاليف الزيارة. وعن الاستثمار النسائي في دعم سياحة المنطقة الشرقية، أوضحت ليلى العريفي، عضو منتدى سيدات الأعمال بالمنطقة الشرقية، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن القطاع السياحي قطاع واعد والاستثمار فيه يعد خيارا ناجحا، مرجعة ذلك لكون الشرقية قريبة جغرافيا من باقي دول الخليج والتي تحصل على واردات عالية من القطاع السياحي، مع إمكانية جذب السياح الزائرين لمنطقة الخليج إلى زيارة الشرقية. وأفصحت العريفي عن وجود عروض كبيرة قدمت من قبل الشركات العقارية بالمنطقة لجذب الاستثمارات النسائية، مع الرغبة القوية لدى الكثير من السيدات للاستفادة من هذه المشاريع، ولكن تعثر بعض هذه الاستثمارات أوجد فكرة لدى بعض سيدات الأعمال أنه لا بد أن يكون لهم دور فعال في هذا العمل أو بالقرب من صنع القرار داخل هذه الشركات، حسب قولها.

وبالعودة لمنتجات «صنع في الشرقية»، كشفت تهاني العتيبي، مسؤولة التسويق، عن خطة اطلاق المشروع منتصف شهر رمضان المبارك في حفل كبير داخل المركز، سيتضمن محاضرة دينية وطبقا خيريا للسيدات، بحيث تكون الدعوة عامة، وأفادت بأن عرض وبيع المنتجات سيستمر مفتوحا للزوار بعد ذلك بشكل دائم طيلة أيام الأسبوع. فيما أكدت سارة الخثلان أن المنتجات السياحية ستباع بأسعار رمزية تقترب من تكلفة إنجازها، وأن أرباحها ستدعم الأسر المحتاجة والفقيرة بالمنطقة، مشيرة إلى دور هذه المشاريع في رفع كفاءة الأيدي النسائية وتكريس ثقافة العمل بين السعوديات، وأوضحت أن المشكلة التي قد تواجههن ليست في الإنتاج بل في التسويق والقدرة على الانتشار السريع بين سياح المنطقة.