تراجع أسعار المستهلكين وتحسن الناتج الصناعي في الصين

627 مليار دولار قيمة الصادرات بانخفاض نسبته 22%

TT

أعلنت الحكومة الصينية أن مؤشر أسعار المستهلكين تراجع في يوليو (تموز) الماضي بنسبة 1.8 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بينما تحسن الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن مؤشر أسعار المستهلكين تراجع للشهر السادس على التوالي مدعوما بانخفاض نسبته 8.2 في المائة في أسعار الجملة عما كانت عليه قبل عام.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية، أن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 15.2 في المائة الشهر الماضي لتصل قيمتها إلى 993.7 مليار يوان (142 مليار دولار) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية، أن معدل النمو بلغ مستوى يقل بمقدار 8.1 نقطة مئوية عن مستوى يوليو (تموز) عام 2008 لكنه كان أعلى بمقدار 0.2 نقطة مئوية عن مستوى يونيو (حزيران) من هذا العام.

كما ازداد الناتج الصناعي للصين بنسبة 10.8 في المائة في يوليو (تموز) الماضي عن الشهر نفسه من العام الماضي مع تحقيق كل القطاعات نموا.

وارتفع إنتاج الفحم بنسبة 14.8 في المائة مقارنة بالشهر نفسه قبل عام ليصل حجمه إلى 260 مليون طن وزاد إنتاج الصلب بنسبة 12.6 في المائة.

وخففت تلك البيانات إلى حد ما المخاوف من أن حزمة الحوافز الاقتصادية بقيمة 4 تريليونات يوان (586 مليار دولار) التي طبقتها الحكومة في أعقاب الأزمة المالية العالمية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. وفي الوقت نفسه أعلنت الحكومة أن صادرات البلاد تراجعت للشهر التاسع على التوالي على خلفية ضعف الطلب العالمي.

وقالت الإدارة العامة للجمارك الصينية، إنه على الرغم من أن صادرات يوليو (تموز) كانت أعلى بنسبة 10.4 في المائة عن الشهر السابق عليه، كانت متراجعة بنسبة 23 في المائة مقارنة بيوليو (تموز) من العام الماضي.

وبلغ حجم الصادرات في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي 627.2 مليار دولار بانخفاض نسبته 22 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما تراجعت قيمة الواردات بنسبة 23.6 في المائة لتصل إلى 62.519 مليار دولار.

وعلى صعيد آخر أوضحت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير لها من العاصمة الصينية بكين، تصميم كبار المسؤولين الصينيين على تذكير الأسواق بأن الانتعاش في ثالث أكبر اقتصاد في العالم سيستغرق وقتا أطول.

فسون يوليانغ نموذج حي على ذلك الاعتقاد. فهو يقود دراجته المتهالكة في أنحاء شوارع بكين المليئة بالغبار بحثا عن أسقف يتسرب منها الماء لإصلاحها. ويعاني من تداعيات أزمة عالمية لا يعرف عنها إلا القليل بدأت بعيدا عن سواحل الصين ومع ذلك ألحقت أضرارا بالغة ببلاده.

ويشكو سون الذي يلجأ إلى إفريز متجر في شارع نانلو غوتشيانغ التجاري ليحميه من قيظ الصيف «لم أفعل أي شيء اليوم. هناك كثير من الناس يبحثون عن عمل وليس هناك الكثير من الوظائف».

وقال سون البالغ من العمر 40 عاما الذي لفحته حرارة الشمس، إنه عاد أخيرا فقط لبكين من إقليم هينان مسقط رأسه الفقير المزدحم بالسكان بعد رأس السنة الصينية قبل شهور.

وكان يتوقع العودة سريعا بحثا عن عمل لكن لم تظهر أي فرصة إلا قبل أسابيع قليلة «لدي فرصة أكبر للعثور على شيء لأفعله هنا عن قريتي في هينان».

وأظهرت الأرقام بصورة عامة أنه رغم تباطؤ وتيرة النمو بعد تحسنه في الربع الثاني فإن الانتعاش ما يزال في مساره. ويمكن أن تثق الحكومة في تحقيق هدفها بأن يبلغ معدل النمو ثمانية في المائة عن العام ككل.

وهذا هو ما يعتبره الحزب الشيوعي المهووس بفكرة الاستقرار رقما سحريا لضمان توفير وظائف كافية وإرضاء 1.3 مليار صيني، خاصة فيما يحتفل الحزب بالذكرى الستين لتوليه مقاليد السلطة في البلاد في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال التاجر الصغير ليو ليانغ (50 عاما) وهو يجلس القرفصاء في فناء منزل على الطراز القديم، حيث تجري أعمال تجديدات «انتابني القلق لبعض الوقت منذ شهور قليلة. اتخذت الحكومة الإجراءات الصحيحة في الوقت المناسب. لدي قدر أكبر من الثقة في اقتصادنا الآن».