اليمن: انهيار الهدنة مع الحوثيين.. وقصف مكثف يستهدف مناطق في صعدة

لجنة الوساطة تحاول احتواء الموقف

TT

انهارت أمس، وبعد أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة على توقيعها، الهدنة التي أبرمت بين السلطات اليمنية والحوثيين الشيعة. فقد اندلعت اشتباكات بين الطرفين في أكثر من جبهة قتال، في الوقت الذي اتهم الحوثيون الحكومة اليمنية بالتصعيد لشن حرب جديدة في المحافظة.

وبُعيد ساعات من تحذير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للحوثيين واتهامهم بالاستمرار في ارتكاب الخروقات، كثفت القوات اليمنية من قصفها الصاروخي على الكثير من المناطق، منها: مدينة ضحيان، كهلان، الصيفي، مناطق سوق العند، الخفجي، آل جعفر في بني معاذ وآل خميس، وجميع هذه المناطق في مديرية سحار، إضافة إلى قصف صاروخي استهدف مناطق كثيرة في مديرية مجز، فيما لم تتوفر أي معلومات عن الأوضاع على جبهات القتال في المناطق الحدودية مع السعودية، والتي تحاول القوات اليمنية منذ عدة أيام استعادتها من سيطرة الحوثيين.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن القصف الأعنف استهدف مدينة ضحيان القريبة من مدينة صعدة، مركز المحافظة، وإن القصف أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة لم يتم حصرها نظرا لشدة القصف.

وندد عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في اليمن، بالعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية ووصفها بالعمل «الإجرامي»، متهما السلطات اليمنية بأنها هي من «تنسف جهود التهدئة»، وإنها «تستهدف الأبرياء والأطفال والنساء في منازلهم». وقال الحوثي في بيان صادر عن مكتبه، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن القصف أوقع ضحايا مدنيين بينهم فتاة في السابعة عشرة من عمرها، وإن إصابتها خطيرة وقد تفارق الحياة، إضافة إلى إصابة طفل في الرابعة من العمر أيضا، حسب البيان. كما اتهم القائد الميداني للحوثيين السلطات بالتصعيد «لشن حرب جديدة على أبناء صعدة»، مؤكدا أنهم «أحرص من كل الأطراف على السلام والاستقرار»، وأن أبناء محافظة صعدة هم المتضرر الأول مما يجري على مختلف المستويات، وأنهم «أول مستجيب لأي توجيه يصلح ولا يخرب ويبني ولا يهدم».

وكان الحوثيون والسلطات اليمنية توصلوا أول من أمس إلى اتفاق هدنة قصيرة الأجل يقضي بتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل المعارك الأخيرة التي اندلعت قبل عدة أسابيع وتمكن خلالها الحوثيون من السيطرة على مواقع جديدة للجيش اليمني. كما نصت الهدنة التي نشرت «الشرق الأوسط» أمس أهم بنودها، على استئناف الحوار بين الجانبين عقب انتهاء شهر رمضان المبارك.

غير أن الجانبين، وقبل أن يجف حبر الاتفاق، تبادلا الاتهامات بالاستمرار في الخروقات. فقد اتهم الحوثيون بعض القادة العسكريين برفض تنفيذ الاتفاق، فيما اتهمهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعدم الالتزام بالاتفاقات والاستمرار في الخروقات، وحذرهم من عواقب تصرفاتهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لجنة الوساطة وإحلال السلام في صعدة التي يقودها الشيخ فارس مناع، أحد أبرز وجاهات محافظة صعدة، تعقد اجتماعات متواصلة منذ مساء أول من أمس، في محاولة جديدة لاحتواء الموقف والعودة إلى تطبيق الهدنة المتفق عليها.